الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي ||
📍الصلاة من اهم العبادات والاركان في الاسلام لانها صلة وعلاقة بين العبد وبين الله تعالى وهي معراج المؤمن ،ولذا نرى ان الانبياء والائمة عليهم السلام قد واظبوا عليها . وهي من علامات الايمان بالله تعالى كما يقول تعالى: ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
📍بل تبذل الارواح والنفوس والتضحيات الجسام من اجل اقامة الصلاة ،لذلك يقول تعالى ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ﴾( ).
فاقامة الصلاة احد الاهداف والغايات في الدولة العادلة في الارض ،ولا قيمة لاي عمل بدون ان يكون الانسان مؤمنا مصليا لله تعالى ،فالصلاة ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها .
📍ولذلك نرى الامام الحسين عليه السلام واصحابه لم يتركوا الصلاة وهم في ساحة المعركة وهم اقلية وقد احاط بهم الاعداء من جميع الجهات ولعل في مثل حالهم لا يلتفتون الى اقامة الصلاة فضلا على ان تكون في اول وقتها .
وقد ورد في الخبر ان ابا ثمامة الصائديّ،رأى شمس عاشوراء قد علَت نحو الزوال والحربُ قائمة ،قال للإمام الحسين عليه السّلام: يا أبا عبدالله، نفسي لنفسك الفداء، إنّي أرى هؤلاءِ قد اقتربوا منك، ولا واللهِ لا تُقتَلُ حتّى أُقتَلَ دونك إن شاء الله، وأُحِبّ أن ألقى اللهَ ربّي وقد صلّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتُها.فرفع الإمام الحسين عليه السّلام رأسَه الشريف إلى السماء، ثمّ قال: ذكرتَ الصلاة، جَعَلَك اللهُ من المصلّينَ الذاكرين ،نَعَم هذا أوّلُ وقتها ثمّ قال عليه السّلام ، سَلُوهم أن يكفُّوا عنّا حتّى نصلّي، وقال عليه السّلام لزهير بن القَين وسعيد بن عبدالله الحَنَفي، تقدّما أمامي حتّى أُصلّيَ الظهر،فتقدّما أمامه في نحوٍ من نصف أصحابه، حتّى صلّى بهم .
📍وقد ورد في زيارة وارث نقول للامام الحسين عليه السلام (أَشهَدُ أَنَّكَ قَد أَقَمتَ الصَّلاةَ ) وهذا يدل على ان الامام اقام الصلاة بكل حدودها لانه الانسان الكامل والعارف بالله تعالى .
📍وكذلك نرى في اليوم التاسع اراد الاعداء ان يهجموا على خيام الحسين فطلب الامام من اخيه العباس ان يطلب من القوم ان يؤخرهم الى الغد فقال عليه السلام ( ارجع إليهم ، فإن استطعت أن تؤخِّرهم إلى غد ، وتدفعهم عنا العشيّة لعلّنا نصلّي لربِّنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار).
يقول الشاعر:
فَاسْتَمْهَلَ السِّبْطُ الطُّغَاةَ لعلَّه** يدعو إلى اللهِ العليِّ وَيَضْرَعُ
فَأَقَامَ ليلتَهُ يُنَاجي رَبَّه ** طوراً وَيَسْجُدُ في الظلامِ وَيَرْكع .
📍وكذلك لولا الامام الحسين عليه السلام لما بقيت الصلاة لانه عليه السلام هو من ابقى الصلاة اللامة بعد ان ضحى بنفسه من اجل بقائها وقد كان يزيد يريد القضاء عليها وتصبح هذه الامة كما اليهود والنصارى ، لذا يقول الإمام زين العابدين(عليه السلام) حينما سأله إبراهيم بن طلحة بن عبدالله قائلاً : من الغالب ؟ قال (عليه السلام) : «إذا دخل وقت الصلاة فأذّن وأقم تعرف الغالب» .
📍اللهم وفقنا للايمان والسير على منهج الامام الحسين عليه السلام ،واجعلنا من الطالبين بثاره مع الامام المهدي عليه السلام ....
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha