نعيم الهاشمي الخفاجي ||
المال الخليجي لعب دور مهم في توهيب حركة الإخوان عن طريق رشيد رضا صاحب مجلة المنار، وكان حلقة الوصل مابين عبدالعزيز سعود والوهابية ومابين حسن البنا، والذي يقرأ كتابات حسن البنا يجد ذلك التغيير بشكل واضح عندما بدأ حسن البنا يسيء إلى ابراهيم باشا الذي استطاع القضاء على عصابات الوهابية في الدرعية، بوصول المال السعودي دخل فكر التطرف والتكفير إلى حركة الإخوان المسلمين وأول عملية قتل نفذها الإخوان استهدفت رئيس الوزراء المصري الجنزوري بفترة النظام الملكي المصري بحقبة الملك فاروق، والقى يوسف القرضاوي قصيدة يشيد بقاتل الجنزوري ويهدد خصوم الإخوان في إرسال انتحاريين لقتلهم.
لعبت فروع حركة الإخوان بنشر الفكر الوهابي بكل أصقاع العالم، حفظ الله الصديق ابو مالك الحسني الفلسطيني احد قادة حزب التحرير الإسلامي، بحديث له معي، بعد أن أجرى مراجعة لأفكاره العقائدية وانتقاله صوب معسكر مدرسة ال البيت ع، قال لي لعب الإخوان والتحرير، دور جدا كبير، بنشر عقائد ابن تيمية من خلال إرسال السفارات والمؤسسات السعودية والقطرية آلاف الكتب لفتاوى ابن تيمية لتوزيعها في المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية السنية في دول أوروبا.
السعودية بأوامر أمريكية صهيونية دعمت ووهبت الإخوان لاعاقة مشروع جمال عبدالناصر الوحدي، وقام عبدالناصر في البطش والتنكيل بهم، وزجهم بالسجون، وبعد وفاة عبدالناصر ووصول السادات للسلطة، قام السادات في إطلاق سراح قيادات الإخوان وانصارهم من السجون، والسماح إلى التيار الإخواني الوهابي بدعم السادات في اتفاقية كامب ديفيد، وفعلا أصبح الإخوان يد السادات، لكن انشقت تيارات اخوانية وهابية تكفيرية، قامت في اغتيال السادات نفسه، وبدأت صفحات القتل في مصر والتي استمرت أكثر من عشرين سنة، بشكل يومي ومستمر.
الإخوان كانوا مطايا إلى صدام جرذ العوجة الهالك، استخدمهم صدام الجرذ في استهداف سوريا وزود العصابات الاخوانية التكفيرية في ٣٠٠٠ مدفع هاون وقاذفة صواريخ في أحداث حمص وحماة عام ١٩٨٢والتي كلفت الشعب السوري عشرات آلاف الضحايا، فروع حركات الإخوان الأجنحة التكفيرية معاول هدم لتدمير الشعوب العربية والاسلامية، واخر صفحات الغدر الإخواني تدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا ومن قبل تدمير الشعب الجزائري، في حقبة تسعينيات القرن الماضي، والتي كلفت الشعب الجزائري أكثر من ربع مليون شهيد ومغيب.
بل في أحداث الربيع أصبح المرجع الروحي للإخوان الزعيم التركي المتألق طيب أردوغان، قام بدعم الإخوان وتقريبهم، وأصبحت تركيا مقر لكل فروع حركات الإخوان بالعالم، هاجر آلاف رجال الأعمال العرب المقيمين في أوروبا إلى تركيا لشراء عقارات وفتح مشاريع استثمارية، لدعم الاقتصاد التركي، أردوغان استثمر أموال رجال الأعمال العرب والمسلمين من تنظيمات الإخوان لتعمير وازدهار الدولة التركية، وغالبية حركة الأعمار بتركيا كانت بأموال رجال الأعمال والتجار من أعضاء فروع حركة الإخوان بالعالم.
كاد أردوغان يسيطر على مصر من خلال الاخوان، لكن الجنرال السيسي اطاح بمشروع الإخوان في مصر وفي الشام وشمال أفريقيا.
طيب اردوغان مصلحته اهم من الإخوان، وبدأ إعادة علاقاته مع مصر وتونس وسوريا والسعودية والإمارات، الآن السلطات التركية بدأت تضيق الخناق على قادة وكوادر الإخوان، وبدأت هجرة قادة الإخوان من تركيا إلى دول أخرى قيل في اتجاه البوسنة
وجهة رئيسة لهم، مضاف لذلك معظم قادة وكوادر الإخوان يحملون جناسي دول اوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وسويسرا وأمريكا وكندا والقائمة تطول لتصل عشرات الدول، الإخوان أدوات لنشر الكراهية في استهداف دول عربية معينة لصالح دول الاستعمار، والغاية تمكين دول الاستعمار من ابتزاز الدول العربية المستهدفة، بكذبة نشر الديمقراطية.
السلطات الكويتية ألقت القبض على قيادي إخواني مصري يحمل الجنسية التركية وهو (عبد الرزاق حسن الشويحي) رجل أعمال فور وصوله إلى مطار الكويت، صدرت بيانات من قيادات جماعة الإخوان تخوفت من تسليم الحكومة الكويتية للقيادي الإخواني المصري الذي يحمل الجنسية التركية إلى مصر أم الدنيا.
الشيء المثير للسخرية السلطات التركية لم تعير أي أهمية إلى هذا الإخواني الحاصل على الجنسية التركية، رفض تركيا التدخل لإطلاق سراح القيادي الإخواني المعتقل في الكويت، زاد من يأس الجماعة من حكومة حزب إردوغان، لرفضها التوسط لدى الجانب الكويتي من أجل إطلاق سراح المواطن التركي الذي هو بنفس الوقت القيادي الإخواني المصري عبد الرزاق الشويحي.
فرح الإخوان من العرب، داخل وخارج تركيا، بفوز رجب طيب إردوغان وحزبه بالولاية الجديدة، دليل على سذاجتهم، طيب أردوغان زعيم إلى الأمة التركية ولا يعير اي أهمية للمرتزقة العربان الذين منحهم جناسي تركية،،بكل الاحوال أموال الشويحي وفصيلته ملك إلى الخليفة الرئيس أردوغان أطال الله عمره الوارف، أيضا تم تناقل أخبار
في رفض السلطات التركية منح الجنسية التركية والإقامة للعشرات من عناصر الإخوان، ودراسة إعادة النظر في قانونية من حصلوا سابقاً على الجنسية بعد معلومات عن وجود تزوير وتلاعب في الأوراق المقدمة، وعلى رأس هؤلاء الخطيب الإخواني المتطرف (وجدي غنيم).
في الختام طبيعة الدول تستفيد من القوى المعادية والمعارضات للدول العربية والإسلامية، المتواجده على أراضيها، للكسب المادي والتدخل بشؤون الدول وتقويض أمنها وتدميرها، لولا خيانة حركة الإخوان لما دمرت الجزائر وليبيا وسوريا والعراق واليمن.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
24/6/2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha