نعيم الهاشمي الخفاجي ||
منذ أن خلق الله عز وجل آدم ع واتخذ قرارا بجعله خليفته في الأرض، وخروج آدم ع من الجنة بطريقة خدعة إبليس ولولا الخديعة والمعصية ربما لكانت نزول آدم ع إلى الأرض بطريقة أخرى تليق بشخص لم يعصي خالقه، رب العالمين لم يترك آدم ع وأبنائه وأحفاده بدون توجيه وتعليم وإرسال الرسل والأنبياء لهداية البشر وتعليمهم القيم والمبادىء وتشريع قوانين العدالة الاجتماعية التي يحتاجها بني البشر في حياتهم.
الرسل مهمتهم تعليم الناس الحلال والحرام وعدم القتل، ومهمة العقل البشري تطوير نفسه بنفسه نحو العيش في أفضل الطرق، وتسخير طبيعة كوكب الأرض في خدمة الإنسان ورفاهيته، لذلك التطور البشري، بمجالات العلوم والمفاهيم مرتبط بتطوير البشر لنفسه، كل الأديان السماوية والوضعية والفلسفات تدعوا انصارها للتمسك في القيم والاخلاق، ويلعب المكان والزمان دور مهم في تطور تفكير الانسان، الامام علي بن أبي طالب ع قال كلمة عظيمة( ابناؤكم خلقوا لزمان غير زمانكم) لذلك البشرية تخضع إلى المتغيرات وتطور واضح في سقف طموح الإنسان نحو الأفضل وليس نحو السيء والوضع المقرف.
العالم شهد تطور كبير وخاصة في العقود الثلاثة الاخيرة، حققت الإنجازات العلمية خلال العقود الثلاثة المنصرمة مالم تحققه البشرية منذ آلاف السنين، وبالتأكيد التطور البشري كان نحو الأفضل، لكن للأسف قوى الشر المهيمنة استحدثت أساليب سلبية قذرة تهدف إلى استعباد بني البشر، شهدت البشرية قيام حضارات ودول ومن ثم سقوطها وبروز دول وحضارات جديدة على أنقاض الدول والحضارات السابقة، دائما هناك دول منهزمة ودول منتصرة، الأمم المهزومة تحصيل حاصل بسيطرة زعيم أو ملك مغمور يشن الحروب، ذكرت كتب التاريخ تسلط ملك في بابل اسمه قمبيز يشبه صدام جرذ العوجة، يوميا يشعل حروب، انتهت به الحالة مهزم لكنه أشجع من صدام الجرذ، قمبيز رفض الاستسلام وفضل الانتحار على عكس صدام، تخفى في حفرة الجرذان، واخرجوه منها ضربا بالبساطيل والاحذية.
فقد تنتصر الأمم والدول عسكرياً، ولكنها تأفل وتسقط، وخاصة في الدول والامبراطوريلت التي يحكمها قائد ضرورة واحد، حكمت دول مناطق شاسعة من العالم أمثال الدولة الأموية والعباسية والعثمانية، النتيجة سقطت تلك الدول، بسبب تفرد الحكام بالسلطة، ولم تكن مؤسسات حاكمة سواء أتباع أسلوب نظرية الشورى التي لم تطبق وقبرها معاوية بن ابي سفيان عليه لعنة الله، وتم أبعاد الخلفاء الحقيقيين الذين ارادهم الله عز وجل ورسوله الكريم محمد ص في تولي خلافة أمة الاسلام، شهد العالم غزوات الإسكندر المقدوني ونابليون بونابرت وغزوات بريطانيا وإسبانيا للعالم، النتيجة تقهقرت قوى الاستعمار، التتار قهروا العرب والمسلمين وحلبوا خلفاء بني العباس أكثر من ١٢٠ سنة، حلبوا خلفاء بني العباس حلب مبرح ومذل، ومن ثم قتلوا الخليفة العباسي الذي كان يعيش بأمان بحيث دخل جنود التتار دار الخلافة،والخليفة ترقص له جارية وفي حضنه غلام، ورغم انتصار التتار لكنهم تاثروا في اخلاق المسلمين الشيعة واسلموا، وذهب التتار إلى جمهوريات آسيا الوسطى لنشر الإسلام.
القوى المغولية التتارية العظمى المنتصرة عسكريا تأثرت بالفكر الإسلامي واسلموا وذابوا مع المجتمعات الإسلامية.
التفاهة على مستوى الفرد والمجتمع،عدد هائل من العرب يقبلون بشكل فظيع على الهرولة والجري وراء الفضائح والفيديوهات الجنسية أو الترفيهية مثل الغناء والرقص والموسيقى، أكثر الجمهور العربي يتابع الحسابات النسائية وأن الكثير من الذكور العرب يتخفون خلف أسماء وهمية نسائية وهذا بحد ذاته قمة التفاهة والسقوط الأخلاقي.
بالمقابل القوى الدولية العظمى وأجهزة مخابراتها والفيالق الإعلامية التابعة لأنظمة البداوة الوهابية يسيرون وفق منهج مدروس ولديهم تمويل مالي ضخم يصل لمليارات الدولارات لنشر «التفاهة الممنهجة» هذه التفاهة تسير وفق خطط مدروسة، تعمل على تطورات البشر نحو الأسوأ من خلال التحكم في تفكير الشعوب العربية، بحيث يصبح العبيد والسفهاء هم أصحاب الحظوة والقرار عند الملك وولي العهد والرئيس والأمير، العجيب أن إعلام البداوة الخليجي يحاول بعض مستكتبيهم عندما يتكلمون عن التفاهة يصفون حلابهم ترامب ومن قبله الرئيس الديمقراطي باراك حسين أوباما بالتفاهة، فعلا عجب عجاب، ترامب اول رئيس حلب حكام الخليج بالعلن ووصفهم في الأبقار الحلوبة، فمن هو المغمور بالتفاهة، الحلاب ام المحلوب وفاقد الشرف المهتوك، كان الحلاب ترمب يمثل أفضل رئيس أمريكي جرىء تعامل مع أبقار الخليج بقسوة ساقهم سوق العاهرات بالعصور القديمة وليس بهذا العصر الذي ابيح به زواج المثليين في دول الغرب، يضيف المستكتب السعودي القول التالي( كان ردة فعلٍ على التفاهة الأخطر والأبلغ أثراً والأعمق تأثيراً وهي في التيار المقابل، في تيار اليسار الليبرالي المهيمن في الحزب الديمقراطي الأميركي وفي الأكاديميات الأميركية، وفي جميع مجالات الحياة والفنون هناك).
شر البلية مايضحك، نجحت دول الاستعمار الغربي وادواتهم من حكام البداوة في أتباع أسلوب «التفاهة الممنهجة» مع الشعوب العربية التي باتت لاتميز بين الصديق وبين العدو، الدول الغربية تستعمل أسلوب اخافة الأنظمة العربية بتبديل العملاء بعملاء جدد، انتهى وقت الاحتلالات العسكرية، عندما تفشى فيروس كرونا كشف حقيقة واضحة عدم وجود أجهزة تنفس صناعي وعدم وجود اقنعة الوقاية من الفيروس ومات مئات آلاف البشر، وهذا يكشف حقيقة ان الدول العظمى غير مهيئة لصراع عسكري تقليدي ولا نووي، لايعقل دول عظمى تهدد بالحروب النووية لاتملك أجهزة تنفس لوضع مئات آلاف وليس ملايين.
أوباما بعد اكتشاف البترول والغاز في امريكا، وانتفاء أهمية بترول الخليج والشرق الأوسط توصل إلى نتيجة واقعية وهي الانسحاب من اماكن الصراع في أفغانستان والعراق والشرق الاوسط، ولولا وجود دولة بني صهيون لتركت أمريكا الشرق الأوسط منذ أكثر من عقد من الزمان.
في الربيع العربي لم تخسر أمريكا ولا دولار واحد، بل دول البداوة الوهابية لعبت دور قذر في تمويل تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس ومحاولة حرق الجزائر مرة ثانية لكنهم فشلوا، والآن نشاهد كيف تم حرق شعب السودان بحروب داخلية دامية ممولة من دول الخليجية الوهابية، بسبب دعم دول الخليج للإرهاب في سوريا فقد استطاعت دول الغرب احتلال الشرق والشمال السوري.
شعار نشر الديمقراطية في العراق وافغانستان سقط عندما تم تسليم الشعب الأفغاني إلى حركة طالبان الظلامية، وحاولوا تسليم شعب العراق لفلول البعث من خلال واجهة داعش، والتي فشلت بفضل فتوى المرجع الإسلامي الشيعي السيد علي السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي، هذه الفتوى أسقطت المشروع الداعشي، هناك بعض السفهاء أثرت بهم سياسة التفاهة على عقولهم وأصبح هؤلاء السفهاء ابواق رخيصة تحاول تشويه سمعة القوى الشريفة التي قاتلت داعش وهزمته شر هزيمة منكرة، لاعتب على السفهاء، فقد ورد حديث عن رسول الله ص نقله ابو هريرة الدوسي
عن رسول الله محمد ص ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله، قال، الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
صدق رسول الله ص، لننظر لكثرة السذج والحمير الذين ينعقون مع كل ناعق، امعات جهلة اراذل، يخربون بيوتهم في اياديهم قبل ايادي الاعداء.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
18/6/2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha