المقالات

أمريكا وضعت لغماً في جسد المقاومة


ماجد الشويلي ||

 

      2023/6/6

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

 

هددت الولايات المتحدة الأمريكية وكعادتها بمنتهى الصلافة والوقاحة ، قادة المقاومة  الاسلامية بالتصفية الجسدية والاغتيال في حال هددوا مصالحها أو استهدفوا قواعدها المتواجدة على الأراضي العراقية.

ومن أقبح مافي هذا التهديد أنه قد صدر

من السفيرة الأمريكية التي ينبغي أن يكون عملها دبلماسياً فحسب .

ولكنها وكعادتها لم تخف عنجهيتها المستمدة من عنجهية دولتها المستهترة التي دفعت بها للتصرف وكأن لها الوصاية على العراق .

وأنكى مافي الأمر أن هذه العجوز الشمطاء (السفيرة)قد بعثت برسالة التهديد عبر عدد من الاطراف السياسية ومنهم الاطار التنسيقي.!

الأمر الذي يدفع بنا كمحللين لاستخلاص جملة من الاهداف والمعطيات التي اكتنفها التهديد ،

وهي على النحو الآتي.

1- إن غياب الجدية والحزم بطلب الثأر لقادة النصر (رض) سواء على الصعيد الرسمي من قبل الدولة العراقية، أو حتى من فصائل المقاومة نفسها ، هو الذي شجع الولايات المتحدة على التمادي بغطرستها ، ولو أنها تلمست الجدية بمتابعة ملف اغتيال القادة والوصول لا لمعاقبة ترامب فحسب ، بل لاجبار أمريكا على الانصياع للقوانين الدولية وتحمل مسؤولية جريمتها.

وكما أنهم دفَّعوا الشعب العراقي ثمنا باهضاً لحماقة ارتكبها صدام المجرم بغزوه للكويت لا دخل لهم ، كان عليهم أن يدفعوا ثمن حماقة رئيسهم المعتوه ترامب.

2- إن تهديد قادة المقاومة في هذا الوقت بالتحديد يوحي بأن الأدارة الأمريكية تَعدُ وصول الاطار التنسيقي لسدة الحكم  والاستقرار الذي يشهده البلد منة منها عليهم .

3-يبدو أن الإدارة الأمريكية باتت مطمئنة لتغير وتبدل أولويات قوى المقاومة التي انخرطت في العملية السياسية  وقد بات نجاح الحكومة واستمرار بقائها هو الأولوية القصوى بالنسبة لها ، الأمر الذي  يوفر لها فرصة سانحة للتفرد بالقوى الاخرى التي لم تشارك في الحكومة  والانقضاض عليها.

4- الادارة الأمريكية وضعت قوى الاطار التنسيقي بين خيارين أحلاهما مر ؛  إما الحفاظ على المكسب السياسي الكبير الذي تحقق بالاستقرار الملحوظ أو الحفاظ على النهج المقاوم الذي عرفت به وانتخبهم الجمهور على أساسه.

5- هذا التهديد ينطوي على رسالة أمنية خطيرة ، مفادها أن الإدارة الأمريكية ماضية في تعزيز قواعدها العسكرية في العراق ، وأن على الحكومة أن تعترف بهذا التواجد كثمن لبقائها في السلطة، وأن تقوم هي بنفسها بكبح جماح القوى الرافضة لتواجدهم.

6- يأتي هذا التهديد في سياق الاستعدادات الجارية (على الصعيد الاعلامي)من قبل اسرائيل وأمريكا لتوجيه ضربة عسكرية للجمهورية الاسلامية.وهو مسعى لتحييد العراق في هذا المواجهة.

7- هذا التهديد يستبطن الحاحاً أمريكياً على الحكومة العراقية وتوريطها بالعمل  في المستقبل القريب على نزع سلاح الفصائل المقاومة.

8- لن تقف تداعيات هذا التهديد عند حدود النجباء أو الكتائب وانما سيمتد ويطال الحشد . والغرض الآخر منه هو اعادة رسم تصنيفات القوى الحشدية من جديد تمهيدا لتقويضه ولو عقائدياً

9- لاشك أن مثل هذا التهديد سيؤثر على انسجام ووحدة الرؤية والموقف السياسي للاطار التنسيقي تجاه العلاقة مع الامريكان والجمهورية الاسلامية.

 كما أن مثل هذا الانقسام سينسحب بالضرورة على جمهور الاطار التنسيقي الذي ستتضارب رؤيته حتم حيال الكثير من القضايا.

10- تأمل الادارة الأمريكية من خلال توجيه هذا التهديد وفي هذا الوقت بالتحديد قبيل اجراء انتخابات الحكومات المحلية  للحيلولة دون تشكيل تحالفات انتخابية متماسكة بين قوى المقاومة ، ومنع الاطار التنسيقي من الاستحواذ على مجالس المحافظات

إضافة لاحتفاظه بالسلطة.

مع ماتقدم ينبغي لقوى الاطار التنسيقي

وبالاخص المقاومة منها أن تتذكر ماحصل للاخوان المسلمين عند وصولهم للسلطة في مصر ، حين جعلوا أولويتهم هو انجاح تجربتهم السياسية ولو على حساب ثوابتهم العقائدية والفكرية . فلم يلغوا اتفاقية كامب ديفيد واستمرت علاقتهم مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية على الوتيرة التي كانت في عهد حسني مبارك.

حتى أن حماس انخدعت بهذا الامر ووقعت هدنة طويلة مع اسرائيل .

لكن ماذا كانت النتيجة .

ضيعوا السلطة ومبادئهم معاً

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك