ماجد الشويلي ||
2023/5/19
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
تتسم القمة العربية الحالية بعدة خصائص مهمة ، يقف في صدارتها حضور الرئيس السوري بشار الأسد الى اجتماعاتها في جدة ، على أرض المملكة السعودية التي قادت الحرب الكونية للاجهاز على حكومته بل عليه شخصيا.
كما أنها تعقد في ظل مرحلة برزخية لم تحدد بعد طبيعة وشكل النظام العالمي الجديد .
ولكن بنظرة فاحصة لطبيعة و (زمكانية) القمة ومن حضر فيها والكلمات التي القيت فيها . يمكننا تأشير واستشراف أبرز معطياتها ودلالاتها.
وهي كما يلي:-
1- إن دعوة الرئيس بشار الأسد وعودة سوريا للجامعة العربية تؤشر لرضوخ الانظمة العربية واذعانها لمقتضيات المرحلة الراهنة التي أفرزت تراجع نفوذ وقدرات الولايات المتحدة في المنطقة، وتنامي قدرات وأمكانيات محور المقاومة ، ومعه النفوذ الروسي ، ومن خلفه تبلور المحور الشرقي في شنغهاي والبريكس بزعامة صينية.
2- أدرك العرب أن مواجهتهم لسوريا باتت لاتعني مواجهة لايران فحسب ؛ وانما تعني مواجهة لمحور الشرق الصاعد . الذي يمكن له أن يحسم معركة هندسة النظام العالمي الجديد لصالحه .
وبعضهم على اعتاب حسم خياره بالتوجه للشرق أم البقاء مع المحور الغربي أو على الأقل اعادة رسم تموضعه الجديد بما يضمن بقاء نظامه السياسي .
3- المنظومة العربية لم يعد بوسعها إقامة منظمة جديدة كمنظمة دول عدم الانحياز ، نظراً للتباينات الداخلية بينها ، ولعدم قدرتها على تشخيص مقتضيات واستحقاقات النظام العالمي الجديد.
ولذا لجأت لمحاولة الحفاظ على الحد الادنى من التوازن بين استمالتها للشرق أوالغرب من خلال دعوة الرئيس الاوكراني زيلنسكي في قبالة دعوة بشار الاسد للقمة
4- نعم ان دعوة زيلنسكي في قبالة دعوتهم لبشار الأسد لحضور القمة العربية الحالية يعكس عمق الخلافات والتباينات الستراتيجية بين الدول العربية .
اذ لازال البعض منهم معولا على الغرب بينما البعض منهم متحفزا للالتحاق بالمنظومة الشرقية بشكل كبير.
5- مع عودة علاقات السعودية مع ايران برعاية صينية أصبحت كفة النفوذ الشرقي ان لم نقل اقوى في المنطقة ، فهي موازية للقوى المرتبطة بالغرب.
بلحاظ تعافي سوريا وانتصار اليمن والاستقرار في العراق وماحققته قوى المقاومة في لبنان وفلسطين من انتصارات ميدانية كبيرة على الكيان الصهيوني.
6- حضور الرئيس بشار الأسد مع زيلنسكي للقمة العربية يعكس طبيعة التنافس المحتدم بين السعودية والامارات على زعامة المنظومة العربية.
وكأن ماحصل هو عبارة عن حلول وسطية بين ارادتين وتوجهين مختلفين ازاء قضايا المنطقة والعالم.
7- طبيعة وتركيبة ونسق القمة الحالية للجامعة العربية لاتشي بقدرتها على بلورة موقف موحد أو قدرة على تحديد وجهة محددة حيال مايحصل من تداعيات دولية من شأنها اعادة ترتيب موازين القوى العالمية من جديد.
خلافاً للجمهورية الاسلامية التي حددت موقفها بشكل مبكر ، وراحت تستضيف المؤتمر الدولي للنظر بطبيعة هندسة النظام العالمي الجديد.
الامر الذي من شأنه أن يمنح ايران تفوقا مسبقا على المنظومة العربية بهذا الشأن على الأقل . فالتذبذب وعدم الحسم قد يكون له تبعات مضرة في المستقبل .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha