ماجد الشويلي ||
2023/5/17
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
لم تكتف السفيرة الأمريكية في العراق بتحركاتها السخيفة وتدخلاتها الفجة بالشأن العراقي . بل تمادت أكثر فأكثر حتى رصعت تحركاتها الوقحة بتصريح أقبح وأكثر إثارة للريبة من كل ماسبق حين ادعت أن أمريكا باقية في العراق ولن تخرج من المنطقة .
ومما لاشك فيه أن مثل هكذا تصريحات لاتصدر اعتباطاً ولا جزافاً ، وانما عن قصد وغاية .كما وأنها تنطوي على عدة رسائل نحاول أن نلتقط بعضا منها على النحو الآتي.
أولا:- يبدو أن السفيرة تلمح الى أن المناخ السياسي بل وائتلاف ادارة الدولة مع بقاء الامريكان .
ثانيا:- تصريح السفيرة يشتمل على تهديد مبطن وتحد صلف لكل من له رأي مخالف لبقاء الامريكان في العراق والمنطقة.
ثالثا:- من جهة أنها تريد القول بأن ماينعم به العراق من استقرار وهدوء نسبي هو بفضل تواجدهم فيه ومن جهة اخرى فإنها تحذر من محاولة تغيير نمط التعاطي مع تواجدهم بشكل خشن.
رابعاً:- ان هذا التصريح ينطوي على عزم الولايات المتحدة على تكثيف تواجدها في المنطقة وفي العراق على وجه التحديد لما يشكله هذا التواجد من اهمية بالغة في حماية قواعدهم المنتشرة في المنطقة.
خامسا:- هذا التصريح يحمل نبرة تفاؤلية من قبل أمريكا حول احتمالية هزيمة اردوغان الذي بات قريبا من المحور الشرقي وصعود مرشح المعارضة العلماني كليجدار أوغلو
كبوابة لاعادة تموضعها في المنطقة من جديد وبقاء حلف الناتو متماسكا.
سادسا:- جاء هذا التصريح استجابة للضغوط الاسرائيلية على الرئيس بايدن بعد المواجهات الاخيرة التي حصلت بينهم وبين قوى المقاومة الفلسطينية وتطمينا للصهاينة على استمرار التزام الولايات الامريكية بضمانة أمن اسرائيل.
سابعا:- هذا التصريح يستهدف افشال عودة سوريا الى الجامعة العربية ويؤكد سوء نية الولايات المتحدة تجاه سوريا.
ثامنا:- يعتقد الامريكان ان بقائهم في العراق من شأنه أن يقطع امدادات الاسلحة من طهران الى لبنان وفلسطين عبر سوريا.
تاسعاً:-:- يمثل هذا التصريح تحديا للتقارب الايراني السعودي وعملية ضغط على محمد بن سلمان للعدول عنه كما وأنه يمثل تحذيراً لبقية دول المنطقة من أن تنحو منحى تقاربيا مع ايران.
بشكل عام فان هذا التصريح يكل تحديا كبيرا للاطار التنسيقي وحكومة السوداني وقد يؤدي الى تقويض ائتلاف ادارة الدولة وينسف الثوابت التي تبانوا عليها.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha