الشبخ الدكتورعبدالرضا البهادلي ||
📍نقل أنّ زوجة الشيخ مرتضى الأنصاري (طاب ثراه) طلبت منه ذات يوم شراء قطعة قماش لتغطي بها الفُرش واللحف التي توضع في جانب الغرفة نهاراً إلّا أنّ الشيخ لم يستجب لذلك لشدة احتياطه .
📍وعندما آذاها منظر الفرش واللحف أمام الناس قررت أن تقتصد في مصروف البيت لتشتري قطعة القماش هذه . وفعلاً بدأت تشتري بدل 225 غراما من اللحم الذي = (3 سير) 5 ، 187 غراماً = (2 سير) واستطاعت بسبب ذلك طيلة فترة معينة أن توفر ثمن الغطاء الذي احتاجته ، فاشترته .
📍وعندما علم الشيخ بذلك قال باستياء شديد : ( يا ويلي لقد صرفت حتى الآن مقداراً من الأموال الشرعية بدون مبرر كنت أتصور أنّ (3 سير) 225 غراماً من اللحم هي الحد الأدنى الذي نحتاجه والآن اتّضح لي خطأ ذلك ) .
📍ثمّ أمر الشيخ الأنصاري (طاب ثراه) بإرجاع قطعة القماش وأن لا يشتروا من اللحم إلا مقدار (2 سير) 187.5 غراماً )....
🖍تعليقي على القصة ....
١. الشيخ الانصاري لم يستجب لزوجته في اعطائها المزيد من المال ، وانما الزوجة انقصت من المصروف كي تشتري قطعة القماش وتغطي الفرش واللحف .
٢. الشيخ ادرك انه يمكن الصرف على العائلة بأقل مما كان يصرف ولذلك اعطاهم مقدار ما يحتاجون.
٣. من هذه القصة ندرك ان الشيخ كان مراقبا ومحاسبا لاسرته ، وهو المطلوب من رب الاسرة. ولاجل ذلك أرجع قطعة القماش....
٤. الشيخ الانصاري لم يمنع عائلته من الحرام وانما قلل الحلال عنهم....
٥. من خلال هذه القصة نعرف ان الله تعالى عندما يعطي العلم والمنزلة والمكانة والبقاء لبعض الناس ليس اعتباطا بل لأسباب ذاتية كمالية موجودة عندهم.
٦. اتمنى من طلاب العلم ان يهتموا بتهذيب النفس فانه طريق النجاة في الدنيا والآخرة ...
٧. بالاخير أقول هذه هي مدرسة أهل البيت عليهم السلام وهؤلاء هم من حفظ الدين والمذهب على مر الدهور والعصور ،اما من يستثمر الدين لمصالحه الشخصية ، او يترف على حساب الدين، او يسرق فهو وان ادعى الانتماء لهذه المدرسة ولكن أهل البيت عليهم السلام براء منه.
اللهم احينا حياة محمد وال محمد وامتنا ممات محمد وال محمد بحق محمد وال محمد....
المصدر: سيماء الصالحين ، ص ٢٧٨ . مركز المعارف للتأليف والتحقيق .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha