المقالات

المحللون العرب يعيشون في أحلام وردية..!  


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

‏هذا حظنا وقدرنا أننا ولدنا وعشنا في زمن يشهد العالم سيطرة الدول الكبرى على الدول والشعوب والأمم الضعيفة، وخاصة أمة العرب، التي عاشت تحت احتلال المحتلين لقرون طويلة، ومن رسم حدود دول العرب دول الاستعمار التي انتصرت بالحرب العالمية الاولى، ورسموا لنا حدودنا ونصبوا عملائهم كملوك ورؤساء وحكام علينا.

شعوبنا  تعاني من صراعات قومية ومذهبية مستدامة، شعوب العرب لازالت تعيش في عصر الجاهلية، لازال من يحكمون أجدادنا بقوة السيف بالعصر الجاهلي هم نفسهم حكام اليوم، البيئات المجتمعية اذا كانت فاشلة، أكيد تنتج ساسة وطبقات تدعي الثقافة والمهنية، لكنهم جهلة أغبياء وحمقى، ينفذون ما يريده الحاكم والزعيم القبلي بكل رضا وقبول وسرور، وإن كان الحاكم والزعيم القبلي إمعة.

لذلك مانشاهده في الإعلام بكل انواعه من تحليلات سياسة، يغلب عليها الجهل وعدم الواقعية، ماهي إلا أحلام، بل غالبية المحللين يحللون وفق عواطف، والتحليل يخضع لمؤثر الصراعات القومية والدينية والمذهبية، أصبح من النادر تجد كاتب وصحفي وإعلامي عربي شريف ونزيه، منذ خمس وعشرين سنة انا اكتب بالصحف لم أجد صحفي عربي شريف يقول كلمة الحق إلا ماندر.

يتبع الحكام أسلوب سياسة الأمر الواقع، يعاملون شعوبهم كمعاملة العبيد، وأصبح حلم المواطن العربي أن يحصل على حريته الدينية لكي يعبد الله عز وجل بدون تكفير وتشويه سمعة، عندما ألمت  بي الأقدار إلى السعودية، رأيت العجب العجاب، إعلام دولة وشعب ومؤسسة دينية ليل نهار يكفر مواطنيهم السعوديين  الشيعة والصوفيين ويتهمونهم في عبادة أوثان ولديهم قرآن آخر وافتراءات كثيرة لاتعد ولاتحصى.

الكثير من الجمهور العربي يتلقي معلوماته من فيالق إعلامية تنشر الكذب والجهل، من المؤسف أصبحنا ساحة للتجارب، وتكرار الأخطاء السابقة من جديد، ولازال هناك الغالبية الساحقة من المحللين الحالمين مازالوا يكذبون ويحللون تحليلات تمجد الحاكم، يعيشون  في عالم يختلف عن الواقع على الأرض، يعيشون أحلام، يحللون بطرق فاقدة إلى الأخلاق، بل يتكلمون بطرق تغلب عليها  العواطف التي لا محل لها من الإعراب، بل مصطلحاتهم لو وضعت في الميزان الصرفي  فهي ممنوعة من الصرف بشكل نهائي.

‌‎لذلك من  يتأثر بالعواطف و يبني تحليلاته و توجهاته السياسية فهو مخطئ وساذج وإمعة ومخدوع، حاله حال قطيع الأغنام عندما تسير خلف المرتاع، المرتاع كبير الطليان أو الغنم يقوم صاحب القطيع في تلوين صوفه في صبغ وردي ويعلق به جرس، المرتاع يسير والقطيع يسير خلفه، ويعتقد هذا المرتاع أنه هو زعيم وقائد القطيع، لكنه بكل الأحوال يبقى المرتاع طلي في اي وقت مالك القطيع يقوم في بيعه أو ذبحه، إذا ذبحه  يسلخ جلده وياكل لحمه، ويستفيد من الجلد في صناعة حذاء يلبسه أو يضع في الجلد المدبوغ الحليب الرائب لاستخراج اللبن والزبدة.

يمارس المرتاعين من طبقة المحللين والاعلاميبن العرب أسلوب خداع الناس، أن أخطر شيء أن تنخدع الشعوب بالسياسة عبر العواطف، مانراه من حملات إعلامية بساحتنا العربية في استهداف للقوى الشريفة، هو بسبب  مايكتبه المرتاعون، هم ينفذون أوامر تأتيهم  من أجهزة  الاستخبارات والمخابرات العالمية، هذه الأجهزة المخابراتية الدولية  لديها خبرة جيدة  تدرك كيفية إستخدام سياسة العواطف وشد الحبال من جهة أخرى للخدع والتشويه الإعلامي الممنهج.

الكثير من الأمم الأخرى الرافضة للاحتلال، قادتهم يستمدون قوتهم من شعوبهم، لذلك يتبعون أسلوب التعامل بحزم في عالم بات يحترم ‌‎ سياسة القوة،

الكثير من الأمم تنتصر ليس لأنهم  على حق ، بل لأنهم أقوياء .

‏الشعوب المحترمة، تستثمر كل  لحظة بحياتها من أجل خدمة أنفسهم وإيجاد سبل جيدة للأبناء في المستقبل، بينما العرب كل اوقاتهم  تصبح من الماضي، ليتم إيداعها مع سابقاتها  في سجل الفشل الدائم والمستمر. 

‌‎الماضي جميل لدى كل الامم، عندما يستشعر الإنسان ويعيد ذاكرته إلى سنوات الطفولة والشباب، انا دائما أحدث أولادي عن زمن طفولتي، وكيف كان المعلم الرفيق الحزبي يحرض الطلاب الصغار في مرحلة الابتدائية ضد زميله المعلم الآخر الذي ينتمي للحزب الشيوعي العراقي، أو عندما يوصونا أهلنا بعدم الحديث عن حكومة البعث ويقولون لنا إلى الحائط أذان، أما في فترة الشباب التي حولها صدام الجرذ لسنوات قتل وجعلنا وقود لحروبه العبثية.

‌‎الشعوب الحية تعيش  الحاضر بكرامة بل ويتمتعون في حياتهم في العيش الكريم ولم يفرطوا في اي لحظة، حتى إذا كان الطقس مشمس يستغلون ذلك اليوم المشمس للترفيه عن أنفسهم، كل هذا للأسف مفقود في بلداننا الأصلية، البلد الأم،  لكن رغم ذلك أملنا بالله قوي، ولدينا بالعراق بإذن الله ناس شرفاء يعملون ليل نهار من أجل إنقاذ الناس والشعب من الصراعات الداخلية المذهببة والقومية التي صنعها لنا الاستعمار عندما رسم لنا حدودنا ونصب علينا ملك خائن عميل يخدم مصالح الاستعمار، ساحتنا العراقية تشهد صراعات

دولية بين كل الدول  الكبرى بأدوات نتنة عراقية طائفية بعثية قذرة تحاول الاستفادة من الصراعات الدولية للعودة للتسلط على رقابنا من جدبد، لاحظنا في الآونة الأخيرة  نشاط إلى فئات المغتربين المرتبطين في أجهزة مخابرات صدام الجرذ في بعض دول أوروبا الغربية يدعون إلى عقد اجتماعات لحزب البعث المحضور، وهناك قنوات فضائية مرتبطة بفلول البعث عملت معهم حوارات تلفزيونية، والعجيب أن من يروج لذلك عناصر كانت تكتب علينا تقارير، لكن رفاق الدرب عندما سقط نظام صدام الجرذ عثروا على تقاريرهم من المؤسف كان يفترض تسلم إلى الناس المستهدفين لإقامة دعاوى قضائية في المحاكم للدول الأوروبية بصفتنا  مواطنين متضررين منهم ونحمل جناسي اوروبية، نعم  متضررين من تقارير هؤلاء الحثالات، هل هي قلة خبرة ومعرفة، مسؤول بالداخلية العراقية يحمل جنسية دنماركية يسلم التقارير إلى جهات حكومية اوروبية وكان يفترض يسلم التقارير للضحايا وانا واحد منهم، امن صدام الجرذ استجوب والدتي واشقائي رحمهم الله، والآن نكرر الدعوة إلى الاخوة المسؤولين الشيعة وبالذات اخوانا الأعزاء في حزب الدعوة عليهم نشر الوثائق التي تدين فلول البعث سواء بداخل وخارج العراق، كافي مجاملات، هؤلاء لايعرفون سوى لغة القوة، ماقيمة الوثائق اذا لم تتم فضح وكشف واجهات الإرهاب السياسية، مامعقولة قائد فرقة لواء ركن من الرمادي يهرب هو ومعه آلاف الضباط والجنود ويترك سلاحه إلى داعش، بدل مايتم محاسبته وايداعه السجن، يتم تسليمه قيادة مدينة الرمادي ويسلمها أيضا إلى الدواعش، وبعد البحث والتقصي وجدت أن الصنم الذي بيده قيادة القوات العسكرية متزوج زوجة من الانبار زوجة ثانية قريبة إلى هذا القائد الخائن.

ان العودة إلى أحداث الماضي القريب وإعادة النظر والتفكير بما حدث  ومحاسبة النفس، بلا شك هذا يعني الاستفادة من التجارب السابقة، لتصحيح الأخطاء وعدم تكرارها،  والنهوض بمستقبل باهر ورائع.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

29/4/2023

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك