عمار محمد طيب العراقي ||
ظهر مصطلح الرمز السياسي لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعود قصة اختيار الرمو،ز إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ بدأ رمز الحمار أولاً، عندما قام معارضو المرشح الرئاسي أندرو جاكسون بإطلاق اسم “جاكاس” عليه، وهي كلمة سيئة تدل على الحمار. وبتحد اكثر من جريء، اختار جاكسون الحمار رمزاً لحملته الانتخابية. وفي وقت لاحق بدأ الرسام توماس ناست؛ باستخدام الفيل كرمز للحزب الجمهوري، كدليل على الحجم والنفوذ الكبيرين للحزب..!
تحليل الأعراف الرمزية في السياسة، يتطلب شرحها كجزء من تاريخ الأفكار، والتفاعل بين النظم الثقافية والاجتماعية..فضلا عن أن التعامل مع الرموز السياسية، يتطلب إعتبارها جزءا من التاريخ الثقافي لمجتع ما، وأن يتم تحليلها كجزء من فلسفه تتكشف، أو ايديولوجيا تُطبق أو تستخدم، لتوجيه الأفعال الأولية، واستمرار تشغيل الانظمة السياسية.
أن استخدام مصطلح الرمز في علم الإجتماع السياسي؛ يُستدل عليه بأن السلوك البشري لم تتكون ملامحه، الا حين استخدمت الرموز في الحياة العامة, وحقيقة فإن السلوك البشري هو سلوك رمزي، بل إن الرمز هو عالم الانسانية بأكمله.
هكذا لا يمكن أن تنتظم المجتمعات سلوكا؛ إلا بأن تصنع لها رموزا، تعد مثابات تهتدي بها وتقتدي بأفعالها، وتطمئن من خلالها الى سلامة مسيرتها.
ظاهرة الرموز؛ تطفو دائما على سطوح الحياة الدينية والمجتمعية والثقافية والسياسية، وغالبا ما تطغى الرمزية السياسية، على ما سواها من التمثلات، نظرا لتأثيراتها المباشرة في حياة المجتمعات، ويمكن أن تجتمع الرمزية في أكثر من مجال.
ثمة لمفاهيم مرتبطة وثيقا؛ بمفهوم الرمز السياسي، القائد السياسي، الدعاية السياسية، الاتصال السياسي الأيديولوجية، صناعة الأيقونات، التمثيل الذاتي للقائد، آليات التسويق السياسي، الخطاب الموجه، سمات كاريزمية للقائد السياسي، الصورة الذهنية للقائد، تخليق الصورة..الخ.
ارتبط مفهوم الرمز بفترات "النضال الوطني"؛ أو النظم السلطوية التى تعلي شأن القائد ـ الزعيم، وتنبري أبواق الدعاية السياسية فيها، لتمجد صفاته وقدراته على حماية الوطن ورعايا الشعب والخبرة الشرقية مليئة بتلك الصور المختلفة.
الرمز السياسي مصنوع وليس صانع، وسيصبح صانعا بوقت لاحق، حينما يتحول الى قائد، بعدما يمتلك قدرة وفاعلية وبراعة القائد بمساعدة النخبة؛ على تحديد الأهداف وترتيبها تصاعدياً حسب اولوياتها، واختيار الوسائل الملائمة، لتحقيق هذه الاهداف؛ بما يتفق مع القدرات الحقيقية للمجتمع، وادراك الابعاد المختلفة للمواقف التي تواجهه، وتشخيص المشاكل التي تصاحبها، وإتخاذ القرارات اللازمة؛ لمواجهة المشكلات والأزمات التي تفرزها هذه المواقف، ويتم ذلك كله في اطار تفاعل تحكمه القيم والمبادئ العليا للمجتمع..
تعال جيب حمار يقنع فيلا بما قلناه..!
خو ما رحنا زايد..
دمتم..
https://telegram.me/buratha