ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
بعد أن بويع بالخلافة كان على أمير المؤمنين عليه السلام أن يواجه الانقسامات المتشظية في العالم الاسلامي ، ويقنعهم بقيادته ومنهجيته
والسبيل الذي اختاره لحكمهم وعبده لهم بتضحياته الجسيمة .
فرغم أن الأمة بعد مقتل الخليفة عثمان قد اختارته للخلافة_ بل ارغمته على قبول بيعتها له_ الا أن طائفة منها انما بايعته لملاكاته الذاتية وسيرته واسهاماته الجليلة في تثبيت أركان الاسلام وليس لكونه إماما مفترض الطاعة.
فكثير من أبناء الأمة لم يدر في خلده أن عدل علي (ع) وصرامته في الحكم ستقضي على أحلامه وطموحاته بالعيش الرغيد وتبوء المناصب الرفيعة.
هنا بدا الانقسام واضحا في المجتمع الاسلامي خاصة بعد تسنم أمير المؤمنين مقاليد الخلافة بالبيعة.
ويبدو أن الانقسام حينها كان على النحو الآتي.
🔳النخبة المقربة من أمير المؤمنين والتي كانت تؤمن به وبإمامته وولايته التكوينية ، وليس مجرد إيمان بأحقيته بالخلافة والحاكمية، وهم قلة قليلون من أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للايمان. كعمار بن ياسر.
🔳النخبة التي كانت ممتعضة جدا من وصوله للخلافة وهم عدة أقسام
قسم يضمر له العداء ولا يجاهر به.
كطلحة
وقسم يضمر له العداء ويجاهر به كبني أمية.
والقسم الآخر يحسدونه ولايطيقون
رؤيته على رأس الحكومة الاسلامية مطلقاً سعد بن ابي وقاص
وقسم منهم كان يمني نفسه بالخلافة
كالزبير.
وهكذا كان قسم منهم يخشى أن يفقد حظوته الاجتماعية ورفعته بين المسلمين كعبد الله بن عمر..
🔳صنف الذين كانوا يعتقدون بأحقيته وأفضليته للحكم لكنهم لم يكنوا يعتقدون بعصمته وولايته التكوينية
وهم أكثر الذين بايعوه وكانوا يهتفون باسمه
🔳صنف من الأمة كان يعتقد بأهلية الامام علي(ع) فحسب وليس بأفضليته للخلافة ولا يعتقدون انها منحصرة فيه دون غيره من الصحابة.
كجملة من الصحابة غير الخط الاول منهم
🔳صنف ممن تقدم كان يعتقد بأهلية أمير المؤمنين وأفضليته على غيره من الصحابة إلا أنهم لايرون أنها حكر عليه دون غيره من بينهم .
🔳صنف كانوا قد ارتضوه خليفة وحاكما وما أن لفحهم لهيب عدله حتى انقلبوا اعداء له
🔳بعضهم كان يرى ضرورة وجود حاكم يجمع عليه اهل الحل والعقد أيا كان
لتسيير الأمور ليس الا
🔳بعضهم أظهروا ولائهم لامير المؤمنين (ع ) نفاقاً وتحيناً لفرصة ما تحقق لهم رغباتهم وأطماعهم
🔳وبعضهم ليس له دراية بما يجري في شؤون الحكم ولا يكترث له
🔳قسم كانت قد تولدت لديه شبهات وانحرافات فكرية وعقائدية عن الاسلام
وعن مكانة أهل البيت (ع)
🔳 والقسم الآخر أصبح جمهوراً للسلطة يتبع وهجها وبريقها متى تلألأ
أدان له بالولاء
ــــــــ
https://telegram.me/buratha