المقالات

حروب لكنها صراع اقتصادي..!


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

مايشهده العالم هناك صراع اقتصادي وعسكري بين الدول الرئيسية الخمسة داىمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والتي تسمى في الخمسة الكبار، للاستحواذ على العالم اقتصاديا بالدرجة الاولى، معظم حروب دول الاستعمار الغربي طيلة الأربعة قرون الماضية، فهي استهدفت دول آسيا وأفريقيا والامريكيتين، اساطيل دول الاستعمار احتلت سواحل البحار والمحيطات والممرات البحرية للتحكم في حركة التجارة بالعالم، سواحل البحر الأبيض الشرقية وقناة السويس وبحر العرب وسواحل الخليج احتلها البريطانيين والفرنسيين والبرتغاليين والهولنديين والاسبان، بل دول اوروبية صغيرة كانت في يوم من الايام تحتل دول أفريقية وقامت في بيع ملايين الأفارقة كعبيد للعمل في مزارع السكر والبناء في الولايات الأمريكية.

اساطيل المحتلين احتلت الهند والصين وتايلند والفليبين وافغانستان وفيتنام وووو كل دول اسيا وجنوبها وافريقيا، عمد المحتلين في استعمال الأفارقة والهنود في زجهم في الحروب، والقيادة تكون لضباط بريطانيبن، بريطانيا عندما احتلت الجزيرة العربية والعراق مع الفرنسين واسقطوا الدولة العثمانية، كان غالبية جيوش بريطانيا الغازية من الهنود، تعمد دول الاستعمار نشر الأمراض والفيروسات لابادة شعوب مثل مافعلوا ذلك مع الهنود الحمر، نشروا المخدرات بالهند والصين، واليوم بعد احتلالهم للعراق نشروا المخدرات بشكل جدا كبير في المجتمع العراقي لمسخه وتنفيذ مخططاتهم التي وضعوها لتدمير الشعب العراقي والسيطرة عليه.

هناك صراع مابين الدول العظمى الخمسة، الصين برزت كدولة عظمى في المجال العسكري والاقتصادي، الفلسفة والقيم الصينية مبنية على نقطة مهمة أن الصين أسياد العالم، لكن ينظر الصينيون إلى الأمم الأخرى كأقوام يمكن التعاون معهم في المجالات الاقتصادية واحترام الخصوصيات الأخرى إلى بني البشر.

مانراه الصين قامت في عمل ثورة صناعية بحيث شركاتها انتشرت بكل دول العالم، العقلية الصينية بناء بنى تحتية ومصانع وإقامة موانىء ومصافي تكرير واستخراج البترول والغاز، بناء مصانع بتروكيماويات مقابل أموال معقولة ترضي  الطرف الصيني والدول القابلة بالاستثمارات والشراكات الاقتصادية من دول آسيا وأفريقيا وبقية دول العالم، على عكس شركات دول الاستعمار التي سرقت ثروات دول العرب وأفريقيا.

الآن يوجد صراع ومنافسة بين أميركا والصين في كل المجالات الاقتصادية والصناعية وفي مجالات الاستثمار في مجال تمويل التنمية والبنية التحتية في العالم، المنافسة شيء إيجابي اذا كانت الغاية خدمة البشرية، بل المنافسة الايجابية حق مشروع، حتى على مستوى الانتخابات رأينا جهات حزبية بالعراق وزعت هدايا واموال وووو أمور أخرى لكسب صوت الناخب العراقي، الرفيق اياد علاوي وزع تليفونات بوقتها، تليفون موبايل الآن يسموه العراقيون في الصرصور، تليفون صرصور مقابل الصوت الانتخابي، وكان يفترض تكون المنافسة من خلال البرامج الانتخابية في تقديم وتبني مشاريع لخدمة الناس.

 بروز الصين كقوة اقتصادية كسبت ثقة الكثير من دول العالم، أثار حفيظة دول الغرب في تأسيس تجمعات وإقامة صناديق لتمويل بنى تحية، لكسب دول آسيا وأفريقيا و حرمان الصين من ذلك، دول الغرب احتلت واستعمرت دول العرب وأفريقيا لم تقوم في بناء دول ديمقراطية ولا إقامة بنى تحتية، بل رسمت حدود في دمج مكونات غير متجانسة مع بعض ودعم وتمكين أشخاص عملاء لهم ليصبحوا ملوك وشيوخ وزعماء ورؤساء  على الشعوب لخدمة مصالح الاستعمار ولا بأس الحاكم مسموح له بقتل واضطهاد شعبه مازال ينفذ مشاريع الاستعمار.

دول السبع عقدت اجتماعات في السنوات القليلة الماضية، وحسب  بيان مجموعة السبع بعد عقد مؤتمرهم، جاء في نص بيانهم بعد الاجتماع مايلي،  إن تصاعد التحدي الصيني كان الدافع وراء سعي أميركا لإصلاح سياستها الاقتصادية بما يضمن استمرار التفوق الأميركي العالمي.

 الصين ومنذ بداية الألفية قامت في تأسيس مركز اسمه منتدى التعاون العربي الصيني، وتحديدا في عام ٢٠٠٤،  عندما بدأت صفحة الإرهاب بالربيع العربي وبلغة قمة الإرهاب أثناء هجمة داعش والربيع بعام ٢٠١٤ رغم حجم الخراب والقتل الذي عم الدول العربية، لكن الحكومة الصينية أطلقت مبادرة بالعام ٢٠١٤ بعد مرور عقد من الزمان على تأسيس المنتدى العربي الصيني، الصين أطلقت مشروعها الحزام وطريق الحرير، العقلية الصينية حسبت كل القضايا لانجاح المشروع، وتسهيل الأمور للشركات والدول في تحويل الاموال، حيث قامت  الصين بتأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتطوير طريق الحرير التاريخي الذي يربط الصين بأوروبا تجارياً عبر آسيا الوسطى والغربية، مشروع الحزام وطريق الحرير انضمت له دول كثيرة بحيث تجاوزت الخمسين دولة، حصة الدول العربية التي انضمت إلى مشروع الحزام وطريق الحرير الصيني كانت ١٩ دولة عربية، مشروع النطاق وطريق الحرير، البنك الأسوي يهدف إلى تسهيل ايداع الأموال، دخول خمسين دولة من آسيا

وأفريقيا في مشروع الحزام وطريق الحرير يكشف أن المشروع الصيني عملاق يربط جنوب شرق آسيا مع كل آسيا وأفريقيا وأوروبا.

 ازدياد الدور الصيني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، بات بشكل واضح وملموس، لذلك بروز الصين كعملاق اقتصادي وعسكري يقابله موقف معادي من أمريكا وبما أن أمريكا زعيمة الناتو فهي تستعمل الناتو بصراعها الاقتصادي والتهديد العسكري ضد التنين العملاق الاقتصاد الصيني الذي رفع شعار التعاون مع كل شعوب الأرض في المجالات الاقتصادية والعمرانية بعيدا عن الهيمنة والاحتلال العسكري واستعمار ونهب خيرات الشعوب الضيعفة مثل مافعلت دول الاستعمار الغربي القديم والحديث.

أميركا في قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى طالبت الدول الصناعية التي معها  على إنشاء صندوق البنى التحتية العالمي لإعادة بناء العالم، سبب مطالبة أمريكا في انشاء صندوق البنى التحتية كان بسبب  مبادرة الصين  الحزام والطريق والتي أصبحت واقع حال على الارض، امس بزيارة رئيس الحكومة العراقية السيد محمد شياع السوداني إلى تركيا، الرئيس التركي أردوغان قال نريد ربط مدينة الفاو العراقية مع تركيا بالسكك الحديدية لتصل إلى أوروبا.

 

نعيم الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

24/3/2023

 

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك