نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الشعب السوري بطبيعته شعب طيب محترم، يرحبون بالضيوف العرب، الشرق السوري هو امتداد للقبائل العربية العراقية، تنتشر قبائل شمر وجبور وخفاجة بكل شرق سوريا إلى مدينة حلب في أقصى الشمال الغربي، هناك تواصل مابين شيوخ وأبناء القبائل العربية في سوريا مع قبائلهم بالعراق، بل هناك تواصل مابين شيوخ جبور في الفرات الأوسط وبين ال مسلط شيوخ الجبور في سوريا، وفود من شيوخ خفاجة السوريين في دير الزور وحلب والحسكة جاءوا للعراق والتقوا في أمير خفاجة بالعراق والوطن العربي الامير الشيخ عامر غني الصكبان في قضاء الغراف في محافظة الناصرية، هناك ترابط عشائري مابين عشائر العراق وعشائر سوريا.
هذا الترابط ورغم جرائم القوى الإرهابية الوهابية التي حاولت تدمير الترابط القبلي بجرائمهم النتنة، هذا الترابط ظهر بشكل واضح إبان الزلزال المدمر، عمت حالات من التعاطف والتضامن مابين الشعب العراقي وبالذات العشائر العربية العراقية الشيعية بشكل خاص مع ضحايا الزلزال السوريين، مساعدات عشائر شيعة العراق ذهبت إلى كل المواطنين السوريين بغض النظر عن الدين والمذهب والقومية، بل حتى ابناء الشعب السوري ورغم سيطرة القوى الإرهابية التي ورطت الكثير من الشباب السوري المغفل في قتل إخوانهم السوريين لأسباب مذهبية قد تعاطف بعضهم مع البعض الآخر في معظم مناطق وجودهم، متجاوزين اصطفافاتهم ومواقفهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية، لم تقف عند مواقع التواصل الاجتماعي، بل تم شكيل لجان أهلية بغرض جمع التبرعات المالية والعينية لمساعدة المتضررين وإيواء بعضهم البعض الاخر، الشعب السوري طيب، لكن الذي دمر سوريا والعراق وليبيا واليمن هو الفكر الوهابي الذي صنعه الاستعمار لتدمير الشعوب العربية والاسلامية، المجاميع الوهابية الإرهابية التي مولتها دول البداوة ماديا وفكريا وروحيا وبتدخل تركي مباشر وبإسناد جوي من الناتو ومن نتنياهو سلبت الإنسانية بشكل مؤقت من الشعب السوري، في الزلزال عاد المجتمع السوري إلى طيبته وانسانيته، قبل أن تشوهه العصابات الاخوانية الوهابية التكفيرية المستبدة والفاسدة.
الزلزال الذي أصاب سوريا أعاد للشعب أحياء المشتركات مرة ثانية بين السوريين على اختلاف مواقعهم ومذاهبهم، ايقن السوريين كذب شعارات نشر الديمقراطية في بلدهم ، تم توريط المغفلين في حرق الشعب السوري، وحتى المناطق التي خرجت من سيطرة الحكومة السورية، انتشر وعم القتل والخراب بها واضطهاد الناس من قبل العصابات الإخوانية الوهابية التكفيرية، قتل بعضهم البعض الاخر، بات المواطنين يتعرضون إلى عمليات القتل والابتزاز وفرض أفكار القوة التكفيرية عليهم بقوة السيف، لذلك معاناة السوريين أصبحت قاسية، القوى العسكرية الدولية احتلت حقول البترول وتقصد المحتلين في خلق أزمات اقتصادية خانقة بالمناطق التي تسيطر عليها العصابات الإرهابية، هذه المناطق تعاني تدهور الأوضاع الخدمية والصحية، وغلاء فاحش، أكثر من المناطق التي تحت سيطرة الدولة السورية، العصابات الإرهابية تسرق بترول الشعب وفككت المصانع وتم بيعها إلى أردوغان في أتفه الاثمان، وتم ترك غالبية الناس في حالة اقتصادية متردية بشكل كبير وانتشر الفقر والجوع، ايقن السوريين واعني غالبية الناس الفقراء بأن القيادات التابعة الى العصابات التكفيرية المسيطرة، واجبهم هو السرقة والقتل ولايملكون مشروع دعم الاقتصاد وتوفير العيش الكريم في مناطق سيطرتهم، بل الخدمات والحاجات الأساسية التي تأتي كمساعدات توزع إلى انصارهم فقط ويتم ترك غالبية المواطنين في العيش بظروف اقتصادية خانقة، هذا الظلم أشعر غالبية السوريين أن لامستقبل جيد لسوريا من قبل العصابات الوهابية التكفيرية بل هؤلاء هم سبب تدمير سوريا، استغلتهم دول الاستعمار لحرق سوريا بسبب مواقفها المؤيدة لقضايا العرب، العصابات التكفيرية استباحوا كل شيء في مناطق سيطرتهم، حتى الفتيات لم تسلم من اخذهن بالقوة لأشباع غراىز الإرهابين الجنسية في اسم جهاد النكاح والمناكحة.
عملت القوى الاستعمارية المحتلة على استغلال وجود خلافات قومية ومذهبية في سوريا، والعمل على زيادة الانقسام السوري، من خلال إعطاء وعود إلى الأكراد بالاستقلال وهي خدعة وكذبة بظل وجود تركيا عضو بالناتو، قوى الاستعمار تستغل الورقة الكوردية لكي تعزز مطامعها في أضعاف الدولة السورية وتنفيذ مخططاتها الاستعمارية التي هي بالتأكيد ضد مصالح الشعب السوري.
صمود الشعب السوري، وتدخل القوات الروسية ساعد الحكومة السورية في إعادة السلطة إلى غالبية الأراضي السورية، الزلزال السوري خلق تعاطف عربي مع الشعب السوري، حتى دول الخليج أيقنت فشل إسقاط النظام في سوريا، استغلت الزلزال لكي تعيد علاقاتها مع دمشق، رأينا زيارة الأسد إلى الإمارات والترحيب الحكومي والشعبي بالإمارات إلى الرئيس السوري.
في المقابل على الحكومة السورية منح الشعب حريته في التعبير عن الرأي والمشاركة بالحكم، الشعب السوري لا يتخلى عن الرئيس الأسد، هناك جزء كبير من الشعب السوري مؤيد للأسد، فمن الأفضل تغيير نظام الحكم من جمهوري إلى ملكي، ويصبح الرئيس السوري ملكا للأبد إلى سوريا، يبقى هو و عائلته وأحفاده في الحكم، اسوة بالأنظمة الملكية الدستورية بالغرب، ويمنح الشعب حيز كبير من الحرية ولا بأس أن يتم تغير اسم حزب البعث إلى حزب بإسم آخر تابع إلى الرئيس الأسد، الأمم الحية تتطور من خلال وضع استراتيجيات رصينة، والأمم الفاشلة مثل العرب يبقون يتم تحريكهم في ريموت كنترول، أنا شخصيا مع ان يتمتع الجميع في هامش جيد من الحرية، واحقاق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب السوري ونتمنى نفس الشيء بتحقيق العدالة المجتمعية والمساواة بالعراق وبالسعودية والبحرين وكل دول الخليج.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
22/3/2023
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha