عمار محمد طيب العراقي ||
اكثر من اربعة آلاف سنة مرت على البشرية، وهي تحتفل بعيد النوروز..هو عيد إنساني لا يختص بدين محدد، ولا هو عيد قومي يختص بقومية بعينها، ولا مناطقي يختص به أبناء دولة أو حتى قارة واحدة..بل هو عيد إنساني بالمعنى الحرفي للأنسانية..ولهذا واجه هذا العيد كثير من العداء من قبل اللا إنسانيين..
عيد النوروز أول أيام الحياة، اول أيام الربيع، وبداية ذوبان الثلوج، وإنتعاش الحياة..ولذلك يكرهه الطغاة، وعلى مدى ثلاثة آلاف سنة كان المحتفلون بهذا العيد الكبير، الذي هو عيد الحياة بكل إشراقاتها، مواجهات إزدرائية مقيتة، ادت الى إزهاق آلاف الأرواح النقية الطاهرة، من قبل الطغاة أعداء الحياة..لا لشيء إلا لأنه عيد الحياة ..فتأمل..
الأنظمة الشمولية تكره عيد النوروز، ولما وجدت نفسها لا تستطيع ألغاءه من الذاكرة اللأنسانية، عمدت الى تغيير معناه وأسمه، من عيد النوروز الى عيد الأم، أو عيد الشجرة، أو عيد النسيم ..أو ...أو..لكنه يبقى ..نوروز..اليوم الجديد..الحياة الجديدية..الأمل..!
يكشف هذا العيد الذي يرتبط اساسا بالحضارتين الرافدينية والفارسية القديمتين، عن حقائق الكون، وعن فهم الإنسان لمعنى وجوده، وعن الفلسفة التي كانت تدير العالم القديم، وما زالت تأثيراتها مستمرة الى اليوم، وعن آثار تلك الفلسفة في مسار البشرية..
هذا العيد أسيوي بكل وضوح، وعلى الرغم من أن الإحتفال بهذا العيد وأنتشار طقوسه، لدى على الشعوب الإيرانية (الفرس والكورد والآذريين والبشتون وألأفغان وغيرهم)، لكنه كان وما يزال مدار إهتمام وسعادة قوميات وبلدان عديد،ة مثل تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان وكشمير وكوجارات وشمال غرب الصين وغيرها من الأقوام فى غربى آسيا، إلا أنه يمتد بوجوده وتأثيراته الى مقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان.
عيد النوروز هو عيد بلدان طريق الحرير(الطريق التجارى الذى ربط بين الصين وأوروبا وغرب آسيا)..الحرير بمعناه التجاري، ومعناه الأنساني وبعده الفلسفي، كان للقوافل التجارية التى استخدمت طريق الحرير، دور كبير فى نقل أفكار ومعتقدات وثقافات وطقوس الأديان بين أبناء الامبراطوريات المتعاقبة، وكان عيد نوروز من بين الأعياد التى انتشرت بين مختلف الشعوب عبر طريق الحرير...بل كان النوروز علامة مشتركة بين الشعوب المختلفة..
عندما تقدمت بالعمر، وتراكمت معارفي، وبت أفهم دلالات ما يجري حولي بوضوح، فهمت لماذا أتخذ الشرقيين تقويما مرتبطا بالشمس، وليس بدلالة ولادة شخص ما مهما بلغت أهميته كما في تقويم الغربيين المرتبط بولادة السيد المسيح عليه السلام، أو بحركة نبي أو اعظيم كما التقويم الهجري..لقد أتجهت حضارات التاريخ القديم، وتحديدا الرافدينية والفارسية نحو التقويم الشمسي، لأن الشمس ولدت مع الإنفجار العظيم .زإنفجار الحياة..فيا لها من حكمة بالغة ..نوروز كان ولما يزل..بداية التاريخ
شكرا..
https://telegram.me/buratha