ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
الصين التي تحاشت لأمد طويل الصدام والمواجهة مع امريكا في منطقتنا الزاخرة بالثروات والعاجة بالأزمات ؛ ها هي اليوم تدخل الى المنطقة من بوابة قطبيها المؤثرين {ايران والسعودية}.
وذلك عبر نجاحها في تقريب وجهات النظر بين الطرفين ، وتمكنها من دعم واسناد اعادة العلاقات الدبلماسية بينهما .
فياترى ماذا يمكن أن تحمل هذه
الخطوة من دلائل ومؤشرات ، في ظل التطورات والتحولات الحاصلة في المنطقة والعالم،؟
أولا :- لاشك أن هذه الخطوة ستعمق من تاثير السياسة الصينية في المنطقة،
وهي تحاول أن تقدم انموذجاً جديدا لرؤيتها الستراتيجية للعلاقات القائمة بينها من جهة وعلاقة هذه الدول مع القوى العظمى ومنها الصين من جهة أخرى.
ثانيا:- الصين تحاول أن تقدم صورة جديدة لرعايتها للعلاقات الدولية في المنطقة وحلها للأزمات الناجمة فيها على أساس تعزيز المشتركات وتغليب المصالح العليا بين دول دولها .
ثالثا:- تسعى الصين لتقديم رعاية خاصة ومختلفة عما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة من تأجيج للصراعات واثارة النعرات .وهي بذلك
تؤكد على أن العالم بدأ مشوار التغيير وأن موازين القوى لم تعد لصالح امريكا.
رابعاً:- يبدو أن الصين قد أدركت من أن أزمة الصراع الروسي الاوكراني لن تنكشف الا عن تحول جذري في موازين القوى العالمية ، مما يزيد في أهمية منطقتنا ويؤشر الى تأثيرها البالغ في مسارات هذا التحول العالمي الجديد.
خامساً:- لاشك أن أي تقارب بين ايران والسعودية هو ليس في مصلحة امريكا واسرائيل . ما يعني بالضرورة أن الصين أصبحت مستعدة للاحتكاك بالخطوط الحمر الامريكية في المنطقة وهو تحول كبير ينبغي الوقف عنده .
سادساً:- ان الصين تدرك من ان التقارب الايراني السعودي سيسهم في حل الكثير من الملفات العالقة في المنطقة. مايضمن لها استثمارات كبيرة ومستقرة
الى مديات بعيدة.
سابعاً:- هذا التقارب بين ايران والسعودية من شأنه أن يعجل بالتحاق المنطقة بطريق الحرير .
ثامناً:- لايستبعد ان تكون هذه الخطوة الصينية قد جاءت في اطار التسابق والتنافس بينها وبين أوربا للحصول على أكبر قدر من الاسثمارات وضمان تدفق الطاقة.
تاسعاً:- ان من شأن هذا التقارب أن يعرقل أي محاولة لاستهداف ايران من قبل اسرائيل وبعض الدول المتحالفة معها .
عاشراً:- يمكننا القول أن التقارب الايراني السعودي يؤشر لتباين كبير بين الدول الخليجية تجاه العلاقة مع إيران
احد عشر:- بشكل وآخر سيكون لهذا التقارب تأثيرات مباشرة حول الملف النووي الايراني لصالح ايران.
اثنا عشر :- يمكن ان يكون هذا التقارب بين ايران والسعودية مدعاة لتشجيع الكثير من دول المنطقة للذهاب اقتصاديا صوب الصين _ فهي لم تجن من أمريكا غير الحروب والدمار والفتن.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha