ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
شاهدتم كيف أن رئيس مجلس الشورى السعودي قد اعترض على استشهاد رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي بآية قرآنية أراد من خلالها مجاملة العراق الذي يحتضن مؤتمر البرلمانات العرب .
وقد جاءت قراءته للآية على نحو الدعاء وليس على نحو التخصيص
تلا قوله سبحانه
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) 126 البقرة
وقد ادعا رئيس مجلس الشورى أن هذه الآية خاصة بمكة المكرمة ولاينبغي لرئيس مجلس النواب الاردني ان يقرأها بحق العراق.
وقد فات هذا الرجل أن الآية الكريمة جاءت على لسان ابراهيم الخليل(ع) في دعائه للبيت الحرام أو أي مكان آخر ، المهم أن الآية جاءت في سياق الدعاء.
ولذا يمكن لأي شخص أن يدعو بهذا الدعاء لأي بلد كان ، نظير دعائه عليه السلام
((رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ))ابراهيم 40
فبحسب فهم رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يفترض أن يكون متفقها في الدين يحرم علينا أن ندعو لابنائنا بهذا الدعاء !
وكم كنت اتمنى أن ينبري له أحدهم ليعلمه أن {المورد في القرآن لايخصص الوارد }
وإلا لأفل القرآن وتحجر (وحاشا لله)
ثم إنه ليجدر بنا أن نبين حقيقة مجلس الشورى السعودي وأن لاعلاقة له بمؤتمر البرلمانات العربية.!!
فمجلس الشورى السعودي ليس ممثلا للشعب ، ولا هو مجلس منتخب ، وانما هو مجلس تم تأسيسه في عهد الملك عبد العزيز آل سعود إبان إعلان توحيد المملكة العربية السعودية، وتسميتها رسميا بالمملكة العربية السعودية، وقد أصدر حينها التعليمات الأساسية التي أقر فيها اعتماد مبدأ الشورى كأسلوب للنصح لولي الأمر (ركزوا على كلمة لولي الأمر وهو الملك السعودي بالطبع)، إذن هذا المجلس معني بتقديم المشورة للملك السعودي
على الاقل بحسب الظاهر ، ولايتمتع هذا المجلس بأية سلطات فعلية، وجل مايقوم به ويقدمه هو عبارة عن آراء وتوصيات يتوخون اعتمادها في مجلس الوزراء السعودي المعين وليس المنتخب أيضا والذي يرأسه الملك. !!
كما لايفوتني أن أذكر بأن هذا الاعتراض على الدعاء للعراق ليس غريبا على آل سعود الذين سبق لهم أن حرموا الدعاء لحزب الله لبنان وهو في أوج مواجهته للكيان الصهيوني الغاصب
وهذا الأمر إن نم على شئ فإنما ينم عن حقدهم على العراق واتباع أهل البيت ع خاصة وجهلهم بالقرآن والاحكام الشرعية.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha