نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تعرض اللاجئين العراقيين الهاربين من إجرام وبطش نظام البعث إلى أقسى الاضطهاد والبطش من قبل غالبية الأنظمة العربية، العرب تعاملوا مع اللاجئين العراقيين بمعايير مختلفة، بحقبة نظام البعث كانت الأنظمة العربية تسلم المعارضين العراقيين لمخابرات صدام، ويستثنى من ذلك سوريا ولبنان ، فقد احتظنوا عشرات آلاف العراقيين الهاربين من بطش نظام صدام القمعي، السلطات الكويتية والسعودية والاماراتية والا والاردنية والمصرية تورطوا في تسليم آلاف المعارضين العراقيين لنظام البعث وتم اعدامهم، الأردن سلمت قيادات منهم الشهيد الداعية السبيتي سلمته سلطات الأردن إلى صدام وتم اعدامه وكأن السبيسي هو من قتل عاىلة الملك فيصل الاول وليس عبدالسلام عارف وحثالات البعثيين، الكويت سلمت آلاف المعارضين، في عام ١٩٨٩ تم إعدام نائب ضابط بالجيش هرب للكويت والكويت سلمته إلى سلطات البعث، عملية الإعدام نفذت في مدينتي قضاء الحي وفي ناحية محرجة، لم اسمع من احد، بل رأيت ذلك، قام البعثيين في إحضار الضحية أمام بيت اهله وقاموا في اعدامه أمام عائلته وسط هتافات يعيش البعث ويسقط الخونة، وتم أخذ ثمن إطلاقات الرصاص التي قتلت الضحية، أما بالسعودية انا شاهد حي لما حدث، تم تسليم ثلاثة آلاف شاب عراقي إلى مخابرات صدام وكان ثمن كل ضحية بطل خمر ويسكي، من سلم الضحايا مدير المخيم وضابط المباحث السعودية اسمه رائد وشخص ثاني نكرة اسمه أبو لافي.
لذلك الدول العربية تعاملت بمعايير مختلفة مع العراقيين، بعد سقوط نظام البعث فتحوا أراضيهم إلى كل اتباع النظام البعثي السابق، على عكس تعاملهم مع اللاجئين العراقيين بحقبة نظام البعث.
قرأت مقال إلى الكاتب المصري المتخصص في علم الاجتماع السيد سعد الدين إبراهيم، في صحيفة «المصري اليوم»، قال في مقاله أن مصر، التي هي أفقر بلد عربي بعد اليمن والسودان، تستضيف حالياً نحو عشرة ملايين لاجئ، بينهم 5 ملايين سوداني، و3 ملايين سوري، ومليون عراقي، ونصف مليون فلسطيني، ومتفرقون.
وسرد السيد ابراهيم بالقول، إن مصر ترحب باللاجئين، وإن بعضهم، كالسوريين، يساهمون في الاقتصاد.
احتضان مصر إلى عشرة ملايين شخص هربوا من بلدانهم إلى مصر شيء ممتاز، لكن لنسأل السيد سعد الدين ابراهيم وهل قدمت مصر إلى هؤلاء العشرة ملايين عربي مرتبات وخدمة ضمان صحي مثل ماقدمته دول أوروبا وكندا وحتى ايران للاجئين من مساعدات مالية وطعام، لم تقدم مصر ولا دولار واحد، بل غالبية العراقيين الموجودين في مصر، الكثير منهم من دولة البعث، أخذوا ملايين الدولارات إلى مصر واشتروا عقارات وساهموا في دعم الاقتصاد المصري، بل شهريا تصل رواتب مليون متقاعد من الدولة العراقية إلى هؤلاء البعثيين الهاربين إلى مصر، ويستثنى من هاجر إلى مصر لأسباب الاغتراب، وهم قلة.
وجود خمسة ملايين سوري لاجىء بمصر، فمن أتى بالسوريين، إنها حكومة مرسي الاخوانية، شكل منهم ميليشيات اخوانية في مصر، لكن الجنرال السيسي أسقط نظام مرسي وبقي ملايين النازحين السوريين في مصر وعلق فكرة تشكيل مجاميع مسلحة سورية على الأراضي المصرية، أما وجود ملايين من الشعب السوداني في مصر، يتحمل ذلك حسني مبارك، تعرض لمحاولة اغتيال في أديس أبابا وحمل السودان بتلك العملية، في اليوم الثاني مصر دعمت قرنق بالمال والسلاح الثقيل دبابات ومدفعية انتهت في قطع جنوب السودان وإعلان استقلاله، مصر وبالذات نظام حسني مبارك مسؤول عن استقطاع جنوب السودان وسلخه من السودان.
نحن من عاصر تلك الاحداث وواجبنا الأخلاقي كشف تلك الحقائق، الأنظمة العربية القمعية استعملت العنف والقوة ضد شعوبها، النتيجة قتل الملايين وهرب وهاجر وهجر الملايين إلى خارج بلدانهم، نعم امتلأت دول العالم بملايين المشردين العراقيين والعرب ولأسباب سياسية ومذهبية وقومية تم قمعهم في بلدانهم ولم يجدوا طريق سوى الفرار من بلدانهم بكل الوسائل، والجثث مليت البحار والبراري، جثث شملت الأطفال والنساء، في معسكر رفحاء الصحراوي في مساء يوم الثامن من آذار عام ١٩٩٣ الشرطة السعودية قتلت ثلاثين شاب عراقي في باب مخيم رفحاء، وتشهد مقبرة رفحاء لصحة كلامي.
شعب مصر طيب ونظام الجنرال السيسي أفضل مليون مرة من حكم المرشد الاخواني، دول الخليج تتعامل مع مصر تعامل تعالي، يريدون من الجنرال السيسي جندي يقاتل نيابة عنهم، لذلك قطعوا المساعدات عن مصر، نعم هذه هي عقلية دول البداوة الوهابية البترولية. يريدون من النظام في مصر أداة تنفذ مشاريعهم، وهذا بلا شك ترفضه الحكومة المصرية، نعم مصر بحاجة إلى من يساعدها، لكن ليس من حق السيد عزالدين ابراهيم أن يمن على وجود عراقيين في مصر، في استطاعة الحكومة المصرية إعادة هؤلاء إلى العراق، والحكومة العراقية لم تعتقل اي واحد منهم، النظام الحالي بالعراق ليس مثل نظام صدام الجرذ الهالك، ولو نظام صدام لم يستعمل الابادة لما هربنا نحن خارج العراق وسجنا بالسعودية أربع سنوات.
خيرات العراق كافية لابنائه، وماحدث بالعراق وسوريا كان بسبب الأنظمة العربية البدوية الوهابية لتدمير الشعب العراقي والسوري، لولا أنظمة الرجعية العربية ونظام الهالك مرسي لما هرب ١٢ مليون سوري، ولما قتل نصف مليون سوري.
مصر تستضيف نصف مليون ليبي لكن من هم هؤلاء الليبيين ياسيد ابراهيم، انهم أصحاب الثروات المالية الهائلة من نظام القذافي، مصر استفادت ماديا من العراقيين والليبيين لان كلاهم أخذوا ملايين الدولارات وهربوا من العراق وليبيا إلى مصر، لأنهم من رجالات نظام صدام الجرذ الهالك ونظام معمر القذافي.
قرأت قصة جميلة تنطبق على غالبية حكام العرب، الذين مكنتهم ودعمتهم دول الاستعمار بالتسلط على رقاب الناس، القصة تقول، اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته ومن فرحته بالحمار أخذه إلى سطح بيته وصار الرجل يدلع الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح حتى يتعرف على الدروب والطرق ولا يضيع حين يرجع للبيت وحده .
وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الحظيرة فحزن الحمار ولم يقبل النزول فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه .
حاول الرجل أن يقنعه مرات عديدة وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة أبدا لم يقبل الحمار النزول لكن الحمار دق رجله بين قرميد السطح وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه .
البيت كله صار يهتز والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل .
وخلال دقائق، انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار، فوقف الرجل عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه وقال، والله الغلط موش منك لأن مكانك في الحظيرة أنا الغلطان لأنني صعدت بك إلى السطح .
حكام العرب نصبتهم قوى الاستعمار على الشعوب العربية، لذلك هؤلاء يبقون جاثمين على صدور الشعوب العربية لاذلالهم، وبالأخير لابد أن يحدث تغير ويسقط العملاء، عندها دول الاستعمار تخسر ليس الأنظمة وإنما الشعوب التي عانت الظلم والذل منهم بسبب دعم دول الاستعمار لتلك الأنظمة المجرمة المتهرئة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
5/2/2023
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha