نعيم الهاشمي الخفاجي ||
النصيحة غير مرتبطة بدين، فكثير من شعوب العالم الملحدة لديهم مراكز مخصصة لتقديم النصائح لمن لديه رغبة في فتح مشروع صناعي أو تجاري، أو التفكير بفتح مركز ثقافي، نصائح مجانية وبدون مقابل، لكن النصيحة اذا صدرت من ديانة وخاصة إذا كانت ديانة سماوي فهي تعتبر لبُّ الدين، وجوهر الإيمان، الشخص الناصح دليل على حبه عمل الخير للآخرين، ولايتمنى لهم الشرِّ والتعرض للأذى.
المجتمع الذي يكثر به الناصحون لعمل الخير يكون مجتمع صالح ومحترم يحمي أبنائه، إذا شاع بالمجتمع الفضيلة يكون مجتمع مثالي، شيء ممتاز اذا رأيت المواطن والمسؤول والموظف يرحم اخوه المواطن، استعمال كلمات الود والأدب في التواصل بين أبناء المجتمع وترك لغة القسوة والشدة، خلال حياتي وجدت شعوب بالجزيرة العربية عندما يتكلم الموظف أو الشرطي مع المواطنين يتكلم في لغة حيوانية مقرفة، ورأيت ذلك التعامل القاسي في الشرطة الدينية السعودية المعروف. في لجان الأمر بالمنكر والنهي عن المنكر.
رسول الله محمد ص وفي حديث صحيح رواه السنة والشيعة قال ص (الدين النصيحة) ، وجعلها من حقوق المسلمين فيما بينهم (حق المسلم على المسلم ست ومنها، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ،
عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ومن لم يصبح ويمس ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم.الترغيب والترهيب ،2 / 577 / 16 و ح 17 .
حديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب .الكافي : 2 / 208 / 2 .
لذلك فكرة التسامح تعني القدرة على تقبل الرأي الآخر والصبر الجميل على أشياء لا يحبها الإنسان ولا يستسيغها، بل يعدها معاكسة لما يؤمن به، لذا فالتسامح يهدف إلى تجاوز سبل الانقسام نحو الانتماء للأصل الإنساني.
هناك الكثير من الناس يرفض ابداء النصيحة للاصدقاء والأهل، لأنهم معتادين طوال حياتهم لم يقدموا نصيحة لبشر، وهناك نسبة من البشر يرفض تقبل النصيحة، بل ويعتبر الصديق إذا قدم له النصيحة بالإنسان الساذج والغبي، الاسلوب الخشن والجارح بالتعامل مع الآخرين طريق بطريق لكسب الكثير من الأعداء، ويخسر حتى الأصدقاء المقربين على دائرته الشخصية والعشائرية والمناطقية، هناك علماء اجتماع الفوا كتب في كيفية كسب جميع الناس بل وحتى الأعداء كأصدقاء، وهناك حقيقة كرام الناس يقبلون كلمة الناصح، منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما ونحن نكتب ونحذر وبدون اي مقابل، بل تعرضنا للسب والشتم من بعض الناس الذين كانوا يعتقدون أن الثقافة والكتابة في مجال المقالة السياسية والثقافية حكرا لهم ولايحق للآخرين الدخول لعالم الصحافة والكتابة، لكن صمدنا على سبابهم وتهريجهم، قمت في تجاهلهم ومابقى من العمر شيء يستحق الرد على بعض من يسيئون الظن او الحمقى والمصابين في أمراض نفسية.
كلمة النصح إذا صدرت من زعيم ديني تكون لها اثر جيد على نفوس اتباعه، ينفذونها بحذافيرها، وإذا صدرت النصيحة من زعيم قبلي أيضا اتباعه ياخذون بها، وإذا صدرت من مثقف فأكيد يأخذ بها من محبيه، عامة الناس يهمها سماع الكلمة الطيبة، المسؤول والموظف والشرطي إذا احترم المواطن العراقي بكلمة طيبة، وقضى لها معاملاته فهو يدخل السرور لقلب المواطن، هذا السرور ينقلب بشكل إيجابي تجاه الدولة والمجتمع واحترام الشخص المسؤول، والموظف.
في حياتي رأيت بعض الأصدقاء على كبر سن دخلوا عالم التدين والتقى، هؤلاء تواضعوا بطرق زايدة بحيث تجده خادم لكل من هب ودب، الأمور خيرها اوسطها، بل تجد بعض هؤلاء المتواضعين يتواضع لناس بعضهم اشرار لا يستحقون حتى كلمة تقدير، لأن هؤلاء ليسوا من اهل خدمة الناس والتواضع.
نختم مقالنا بكلمات إلى كاتب يمني يقول
( المنصب لا يدوم لِأحد، قريباً يتم إقالتك وتترك منصبك ولا يبقى الا مواقفك إما أن يذكرك الناس بكل خير وإما يتعمدوا نِسيانك؛او عندما يسمعوا إسمك يلعنوك إلى اخر جد . لذا أحرص دائماً ان يهابك الناس حباً وإحتراماً فيك وليس خوفاً منك او رِياء أو مجاملة .
فالمناصب لا تصنع الرِجال، بل الرِجال من تصنع المناصب لاتغرنكم المناصب والجاه والهيلمان والثروة.
تواضعوا للناس يرفع الله من شأنكم.
كلما أنخفضتم تواضعاً أرتفعتم عند الله ثم خلقه، وكلما تعاليتم قربت نهايتكم وإنكساركم).
كلمات راقية مؤثرة تستحق أن يعمل بها كل مسؤول وموظف لخدمة المواطنين.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha