نعيم الهاشمي الخفاجي ||
معارضة الأنظمة القمعية حق طبيعي، ومن حق الشعوب الحية معارضة الأنظمة القمعية من أجل إيجاد نظام عادل يضمن حقوق الشعب في التعبير عن الرأي والعيش الكريم، وحق انتخاب الساسة، من رسم حدود دول الشرق الأوسط هم المنتصرون بالحرب العالمية الاولى، وهم نفسهم لازالوا يحكمون العالم، ولديهم ادواتهم من الأنظمة العميلة التي نصبوها بالتسلط على رقاب الكثير من الشعوب العربية.
الدول الاستعمارية لديها صراعات نفوذ مع بعض القوى الكبرى في أماكن النفوذ، ويتم استغلال القوى المعارضة لتحقيق مآربهم الاستعمارية، في أحداث الربيع دول الاستعمار دعمت خطة إسقاط أنظمة معينة، ودمرت شعوب عربية مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق، نفس هذه الدول العظمى سمحت للسعودية في قمع الاحتياجات الشعبية المطالبة بالمساواة والعدالة، وسمحت للنظام في البحرين بقتل شعبه، رغم مطالب شعب البحرين لم تطالب في إسقاط النظام، وإنما المطالبة في نظام حكم ملكي دستوري، اسوة بالنماذج الملكيات الدستورية بالغرب، السبب النظام بالسعودية والبحرين مع الغرب، لذلك لاقيمة القوى المعارضة بالسعودية والبحرين، على عكس الوضع بالعراق وسوريا وليبيا واليمن.
الدول الاستعمارية دعمت عصابات وهابية تكفيرية لحرق سوريا وليبيا واليمن والعراق، الهدف حرب نفوذ مابين الناتو وروسيا ومعسكرها، لذلك تم دعم رؤوس ارهابية متطرفة بشكل مباشر وغير مباشر، بالساحة السورية تم دعم عصابات قاعدية تكفيرية بالعلن مثل عصابات الجولاني وممن هم على شاكلته، وتم دعم هذه الرؤوس الإرهابية العفنة، يرفعون شعارات اجرامية تكفيرية، بالساحة السورية نشاهد مسلسل القتل طيلة أكثر من ١٢ سنة، أرادوا إسقاط النظام في سوريا بسبب كون النظام محسوب على روسيا أسوة بنظام معمر القذافي ونظام صدام الجرذ الهالك، القيصر الروسي احس ان سوريا اخر دولة مؤيدة له بالشرق الاوسط، لذلك قرر التدخل عسكريا، وراينا كيف تم طرد المجاميع الإرهابية من ارياف دمشق ومن حمص وحماة في اتجاه الشمال السوري.
الان ايقن أردوغان أن نظام الأسد باقي، وبعد مفاوضات مع روسيا، توصل إلى اتفاق عبر الوسيط الإيراني إلى إعادة العلاقات التركية السورية، تركيا ربحت طرد القوات الكوردية من الشمال السوري بحال توصلت إلى اتفاق مع دمشق، رأينا مظاهرات العصابات الإرهابية التي استغلها أردوغان والغرب ومولتها دول الخليج ماديا وأرسلت لهم شيوخ الذبح أمثال المحيسني ومن لف لفهم لذبح الشعب السوري وفق الدين والمذهب، شاهدنا صراخ المجاميع الإرهابية في ريف حلب ومدينة إدلب وأريحا وأعزاز وحارم وسلقين والدانا وغيرها، للتعبير عن رفضهم لخطوات التقارب التركية الأخيرة مع الحكومة السورية، هذا لايعني أن كل السوريين ارهابيين، من حق الشعب السوري المطالبة في حقوقه والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم، مسميات المعارضة السورية من الفصائل التكفيرية أو الجيش الحر، الغاية لايمكن إسقاط النظام في سوريا بظل التدخل الروسي، وإنما من خلال هذه القوى تم تدمير سوريا وتحطيم شعبها، بحيث قتل أكثر من نصف مليون مواطن سوري بسبب فتنة الربيع، اردوغان تحدث عن الاجتماع الثلاثي الذي عُقد في موسكو بين وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، واعتبر ذلك خطوة مهمة نحو الحل السياسي في سوريا، واعرب أردوغان عن استعداده إلى الاجتماع مع الرئيس السوري بشارالاسد، بيان تنظيم فصائل الإخوان المسلمين المتوهبين كانت متصبة ضد الحكومة السورية ولم يجرأ هؤلاء على نقد الرئيس التركي طيب اردوغان، بل بيان فصائل الإخوان شكروا الحكومة التركية لدعمها الشعب السوري وحسن استقبالها للاجئين، خوفا من سطوة الرئيس طيب اردوغان.
غالبية ابناء مناطق الشمال السوري فقدوا الثقة بالفصائل المسلحة التي تحتل مناطقهم وحكمتهم وفق عقلية البداوة الوهابية.
تم دعم الفصائل الوهابية لتدمير الشعب السوري، انتهى دور هذه المجاميع، وسوريا تخضع إلى توازنات إقليمية ودولية، لذلك انتهى دور دعم الفصائل الوهابية الإجرامية وسوف يتم اسماعهم اغنية ماقصرتوا، انتهى دورهم، إرهاب أعمى استمر أكثر من عشر سنوات، رأينا الفصائل الإرهابية قتل بعضهم البعض الآخر، اليوم في ريف حلب وفي مدينة اعزاز تم تصفية ثلاثة رؤوس كبيرة من فصيل وهابي متطرف تابع للجولاني، دعم المعارضات المسلحة أسلوب لصراع الدول الكبرى في مناطق النفوذ، أصبح الوضع العالمي خطر، قوى عظمى نووية مستعدة لإعلان حرب مباشرة، لكن الواقع والمنطق يقول ان اللاعبين الكبار يبحثون عن حلول وسطية ترضيهم جميعا في تقاسم النفوذ، لتجنب صراع نووي بينهم يكون الجميع خسرانين.
ربما هناك من لازال يثق في أكاذيب نشر الديمقراطية من قبل دول الاستعمار القديم والتي غيرت سياستها في تبني دعم حقوق الإنسان بحد زعمهم هذا المستر السير كوكس الذي جاء للعراق محررا، كوكس لم يكن بقال، وإنما أهم شخصية بريطانية أرسلته بريطانيا وخلفها زعيمة الناتو الحالية لرسم خريطة الشرق بعد تفكيك الإمبراطورية العثمانية، على أيادي مفتي مكة شريف حسين صاحب الفتوى الذهبية في دعوة ضباط وجنود وساسة وأعيان العرب السنة بدول المشرق العربي للالتحاق بصفوف القوات البريطانية والفرنسية الغازية لاسقاط الدولة العثمانية، النتيجة كوكس ضربهم في كرمبج ابن القيم الجوزية، وقام بتقسيم أراضي العرب إلى دول متعددة، كوكس كان العقل المفكر وراء تقسيم دول المنطقة ودمج مكونات غير متجانسة وتأسيس أساس الصراعات القومية والمذهبية لتبقى دولنا دول فاشلة يسهل السيطرة عليها، لو كانت الجبهة الداخلية العراقية والسورية متماسكة لما تم قتل ملايين البشر واستمرار الحروب والصراعات الداخلية، وجود صراعات داخلية ضمان لسيطرة دول الاستعمار بشكل دائم على تلك الدول العربية الفاشلة.
حجي كوكس أعلى الله مقامه كتب مذكرة سرية بعث بها إلى وزارة الخارجية البريطانية في 22 أبريل (نيسان) 1918 عن مستقبل بلاد الرافدين، قال فيها: «إن شعوب الأرض الممتدة من بحر قزوين إلى شرق المتوسط تسير وراء عواطفها المرتبطة بتاريخها، أكثر من فكر ورؤية تبنى على مصالح مجتمعاتها»، من ضمن الوثائق التي سمحت بها الخارجية البريطانية بنشرها، وهم مشكورين اقلها نشروها مثل مانشروا مذكرات مستر همفر مؤسس الحركة الوهابية لاضعاف واسقاط الدولة العثمانية، معارضات الدول العربية احصنة طروادة تستخدم لتدمير بعض الشعوب العربية خدمة للمشاريع الاستعمارية، لو كانت الجبهة الداخلية السورية متماسكة ولو كانت القيادة السورية عملت على كسب الشعب بطرق إنسانية وأخوية، لما حدث ماحدث في سوريا، كان ولازال بإمكان القيادة في سوريا كسب الشعب بالين والعدالة والتسامح، وإعطاء مكانة للزعامات العشائرية والواجهات الاجتماعية في المشاركة بالحكم بدل الاعتماد على حزب جربناه نحن بالعراق.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
20/1/2023
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha