علي الخالدي ||
خلق الله سبحانه وتعالى البشر على هيئة جماعات مختلفة، ودعاها لتطوير ثقافاتها نحو الافضل، قال تعالى ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) سورة الحجرات الآية ١٣.
لذلك اختلطت أمة الاسلام بباقي الشعوب، واخذت تأثر في ثقافاتها وترفض مظاهر الجاهلية، في كل ارض تشع فيها، وتكتسب ما يلائم حركتها وتطورها الثقافي مع ما لا يخالف معايرها من العلوم، لتساهم بنهوض الأمة نحو الكمال، وهذا ما شهدناه في حركة النبي محمد "صلوات الله وسلامه عليه " الحضارية، التي كانت سبباً رئيساً في انبعاث الاسلام سريعاً، في الجزيرة العربية وشبهها وصولاً إلى الصين، تحت لواء القيادة الروحية المتمثلة بآل محمد " عليهم السلام " المرتبطة بلا واسطة بعالم الملكوت .
لكن الامة المرحومة تخلت عن مشروعها الالهي الروحي وسقطت في فخ الشيطان العالمي المادي، الذي يقوده شيطان الارض، المتجسد بهيئة أمريكا واخواتها، والذي هو صراع بين ابليس وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم ) يهدف لسلخ الانسان من الروح التي رسمها الله تعالى له إلى الشيطانية الغارقة بالشهوات.
ان شيطان الارض اكثر ما يهرقه ويرهقه هم المؤمنون، لذلك نصب كل جيوشه الخفية في بقعة غرب آسيا (محور المقاومة الاسلامية )، ولا نبالغ ان قلنا انه رمى كل امكاناته المادية والمالية والعسكرية والإعلامية فيها، فهم يعتقدون ان اخر معاركهم هنا، وهو صراع من أجل البقاء بعد ان ظهر مشروعهم علنا انهم جاءوا من أجل الإمام المهدي المنتظر عليه السلام، محاولين استمالة أهل هذه المناطق بحرب الترهيب و الترغيب.
استخلاصا لما تقدم يظهر ان اهم مشاريع الشيطان الأكبر ( الغرب )، بعد فشل مشاريع العسكرة والحروب هو بث اليأس بين نفوس الطوائف والاوساط، فهي أسهل طريقة لتجنيد المجتمعات من حيث لا تشعر لصالحها، او تصل بتلك المشتركات ان تنتحر او تقتل نفسها بنفسها بدون تدخلها، وفي نهاية المطاف تكون هي المنقذ والراع الرسمي لهذه الأمم.
من ابواب اليأس هو تدمير كل ما يربط البشر بمعتقداتها وديانتها، وحتى الربط المجتمعي وما يمثل من مراجع الحل والعقد و الأزمات، كرجال الدين وشيوخ العشائر والسياسيين وباقي الواجهات المجتمعية، ودفع الناس للارتباط بمراجع بديلة كمواقع رقمية او ايقونات كارتونية او بالونية مرحلية تستهلك مع تغيير المرحلة.
ان اليأس يعاكسه الأمل، قال تعالى: (ولا تايئسوا من روح الله انه لا يايئس من روح الله الا القوم الكافرون) ,وهو الذي ينهض بالإنسان إلى الحياة وينتشله من ركام الحزن والألم والهاوية، وبما ان اليأس جندي من جنود الشيطان فإن الأمل هو من سيكتسح ليس فقط اليأس بل مشاريع شياطين الأرض اجمعها، قال تعالى ( لا تايئسوا من روح الله انه لا يأس من روح الله إلا القوم الكافرون) سورة يوسف الآية ٧٨.
الخلاصة ان علاج اليأس وباقي مشاكل البشر هو القضية المهدوية، فهي الأمل الموعود بالخلاص تجدد الحياة وتبث الروح التي تعيد النفوس ملكاتها، وهي مشروع يحاول العدو قتله في مهده منذ ١٤٠٠ عام.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha