عباس زينل ||
بعد انجلاء غبار بطولة كأس الخليج، والذي لا يهمني عربيًا كانت تسميته أم فارسي، مُبارك للعراق حصوله لهذه البطولة الودية، ونأمل أن يعملوا الإخوان في دول الخليج؛في مساندتنا للحصول على استضافة البطولات الرسمية المعترف بها من قبل الإتحاد الدولي، حقيقةً هذه البطولة لم تضيف لسجلنا الكروي شيئًا، ولم تظهر لنا شيئًا الا ولع وهلع واشتياق العراقيين للحضن العربي،
هذا الحضن الذي لطالما صفق لنا، ودفعنا ان نكون بوابة شرقية للخليج أمام إيران، لطالما أهدونا في تلك الأيام أثمن الهدايا، وغنوا لنا وأسمونا بسيوف العرب وفرسانه، هذا الحضن أشبعنا قليلًا في حربنا مع إيران، وجوعنا كثيرًا في التسعينات، عندما إجتمعوا الإخوة مع بوش الاب؛ لدعم وتمويل الحصار الذي عانيناه حبًا بهم وبصدام.
لم أفارق هذا الحضن أبدًا، حتى بعد ان بادروا بالهدايا مرة أخرى بعد سقوط نظام صدام، ولكن هذه المرة الهدايا إختلفت، سابقًا في حرب ايران كانت سيارات البرازيلي هي التي كانت تقدم لكل عائلة لديها قتيل في الحرب، اما بعد سقوط النظام تحولت هذه السيارات إلى سيارات مفخخة، يقودوها انتحاريين من الإخوة العرب بكل حب واشتياق، جعلونا نتطاير في السماء وفي كل الارجاء، بحثًا عن الفطور مع النبي في الجنة، للأمانة الإخوة العرب لم يفارقوا حضننا، حيث حاولوا جرنا بشكلٍ كامل لاحضانهم؛ من خلال إسقاط جميع المحافظات في غرب العراق، حتى وان كانوا مختلفين معنا في العقيدة والمذهب؛ هذه لم تمنعهم عن رفع شعار زيارة مراقدنا، أقسموا أنهم سيصلون (النجف الاشنع وكربلاء المنجسة) اما بغداد فلطالما ارادوا بناءها مثلما بنوها العباسيون، هتفوا كثيرًا من اجلها لحد الصراخ، قادمون يا بغداد ولكننا لم نسمعهم ونصغي لهم للأسف، نحن الذين ابتعدنا عن حضنهم الدافىء المليء بالحب، لا ننسى أنهم كم ارادوا ان يقربونا لله الواحد الأحد، وذلك عندما جعلوا قبة العسكريين مساويًا مع الأرض، حتى لا نشرك بالله وندعوا معه إلهًا آخر.
كل هذا التقارب من قبلنا نحوهم اي نحو الاحضان العربية، إلا أنهم يسموننا فرس ومجوس، وبأننا نترك العروبة ونتنازل عنها ونبحث عن الفرس المجوس، قد يقول البعض لم هذا الإسهاب في الحديث، ولم لا تتحدث عن ايران ودورها وتقارن، أقول عذرًا ف لسنا بمحل المقارنات، فالجمهورية الإسلامية بمواقفها البطولية؛ أكبر ان تقارن مع الاعراب، فهؤلاء ليسوا محل وموضع مقارنة، نحن لا نعتب على الاعراب، بل نعتب على العراقيين الذين يمتلكون تركيبة كونية عجيبة، سنين ولم ينسوا الحضن العربي وبعد كل هذه المعاناة، الا انهم بعد اقل من سنة لانتهاء الحرب مع داعش نسوا الحشد بل نكروا فضله، فكيف بهم مع إيران وبهذا الكم الهائل من التحشيد ضدها، خلال أيام من بطولة ودية والتي نحن عملنا على إنجاحها،وبدعمنا للدولة والدفاع عنها سواء في الحرب او قبل اشهر قليلة من السقوط، نعم فكانت الدولة العراقية قابت قوسين وأدنى من السقوط عندما واجهوها بجميع انواع الاسلحة والإمكانيات، إلا إننا وبوعينا وحرصنا صمدنا وقلنا بأن التغيير يأتي من خلال صناديق الاقتراع وليس عن طريق العنف والسلاح، اتهمونا بشتى الاتهامات بأننا مستفيدين وعبيد احزاب وإلى آخره، الا كانت الرؤية الوطنية وبناء الدولة بالتفاهم والانفتاح كان هدفنا الأساسي.
العراقيون وبعد نجاح البطولة من حيث التحشيد والتنظيم والافتتاح والختام؛ أشادوا بالخليج وإعلامييها ويريدون عمل تمثال لبعضهم، وحتى أولئك المطربين الذين تركوا العراق في أصعب أحواله، وتنازلوا بل أسقطوا جنسيتهم العراقية وتجنسوا بغير جنسيات، رحب بهم الشعب واي ترحاب لا يرحب به إلا الأساطير، كل هذه التفاعلات والهورمونات القومية والعنصرية والفئوية، التي افرزوها خلال ايام قليلة وفي حادثة لا تستحق جميع هذه الانفعالات؛ لم يدركوا معنى النصر الذي حققوه أبطالنا في ساحات الوغى مع الشراذمة، ولم يقدروا ولم يحترموا قادة هذا النصر المبين، والذين لولاهم لما انجز أي إنجاز على أرض العراق، فكيف تريدون أن نقارن لهؤلاء بين فئتين شتان ما بينهما في الخلق والأخلاق،
بعد الاحتفاء بالرجوع للحضن العربي الذي تغنوا به كثيرًا خلال هذه الأيام، فلو أردت عمل مقارنة بسيطة بين الحضن العربي وبين الفرس المجوس؛ لاكتفيت بمقارنة التراب الذي داس عليه حذاء الفارسي المحمدي الحاج قاسم، ولكان هذا التراب أعظم من الاعراب جميعا وبجميع مسمياتهم.
في الختام أود الاعتذار من حذاء لواء الإسلام عن مقارنته بالعروبة وحضنها.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha