نعيم الهاشمي الخفاجي ||
شعب العراق من طبيعته الكرم وتبني قضايا العرب وخاصة ابناء المكون الشيعي العراقي، فهم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين، وسوريون أكثر من السوريين ويمنيون أكثر من أهالي اليمن، شعب العراق يفتح ذراعيه لجماهير الخليج، في ملعب جذع النخلة أبهر العراقيون الجميع بحفل افتتاح رائع لبطولة خليجي 25 ، تم عرض تاريخ العراق وحضاراته القديمة بلوحات فنية أعادت رسم الماضي المجيد، شيء ممتاز يشاهد العالم كرم العراقيين لدخول ابناء الخليج للعراق، وللاسف لم يقبض العراقيين منهم سوى القتل والسجون ولنا بقضية تعامل السعوديين مع الاف العراقيين من اللاجئين عسكر ومدنيين تم وضعهم في معسكر صحراوي لا يصلح للعيش الكريم.
هناك حقيقة من سوء حظ أي بلد عربي يعاني من صراعات داخلية ويدس أنفه العربان بشؤنه الداخلية فيكون مصير ذلك البلد الخراب والدمار والقتل، ولنا بقضية تدخل العربان بقضية الشعب الفلسطيني وفي لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، تاريخ اسود مقرف، ضمائر لدى الأنظمة السياسية العربية وفيالقهم الإعلامية ميتة وفاقدة للإنسانية، نظرات عوراء نتنة.
تدخل العربان بشؤن العراق بفترة حكم نظام البعث وصدام الجرذ الهالك وأشعلوا لنا حروب غير مبررة مع إيران ومع الكويت، تدخلوا بالعراق في إرسال فيالق من الانتحاريين والمفخخين وفتاوى أصدرها القرضاوي و٥٥ شيخ وهابي سعودي متخصصين في فتاوى الدمار الشامل والقتل والتفخيخ بقتل الشعب العراقي والسوري واللبناني والبحريني واليمني لأسباب مذهبية وقومية.
بطولة الخليج لكأس كرة القدم، المنعقدة حالياً في البصرة الفيحاء، جنوب العراق، والتي تحمل رقم ٢٥، أول بطولة لدول الخليج عقدة عام ١٩٧٠في البحرين،اسم بطولة الخليج ليست جديدة، سواء كان الخليج اسمه في كتب التاريخ خليج البصرة أو الخليج العربي أو الخليج الفارسي فهو لم يغير من واقع الشعوب العربية والإسلامية المتصارعة شيئا، ما هي قيمة العروبة عندما يسجن آلاف المواطنين العراقيين في معتقلات صحراوية سعودية، أو يتم وضع مئات العراقيين بالسجون الكويتية ويتم تسليم المئات منهم إلى مخابرات صدام الجرذ الهالك ويكون مصيرهم الإعدام والقتل.
شيء طبيعي عندما نرى فيالق اعلامية طائفية بعثية تنفخ في اسم الخليج العربي لاثارة مشاعر الجارة إيران التي لها حدود بحرية على الخليج تتجاوز ٢٠٠٠كم، الاعلام البدوي الوهابي دس أنفه في الحديث أن إيران استدعت سفير العراق وعبرت عن غضبها عن استخدام مصطلح الخليج العربي، الحكومة الإيرانية هنئة الفريق العراقي بعد فوزه وتأهله إلى الدور الثاني وتم استعمال كلمة الفريق العراقي الشقيق، هذا المصطلح آثار حفيظة فيالق الإعلاميين التابعين والناطقين في اسم العصابات الوهابية التكفيرية، ياليت النظام السعودي يغير من اسلوبه المكفر للشيعة ويقوم في حذف فتاوى تكفير الشيعة التي تدرس في المدارس الحكومية الرسمية السعودية، والكف عن الكذب على الشيعة في الجامعات الإسلامية السعودية الوهابية الرسمية، متى ما اعتبر النظام السعودي مواطنيه الشيعة مواطنين مثل بقية الأمم وكف عن تكفير الشيعة بالدول العربية ومنها العراق، عندها يحق للسعودي أن يتكلم عن العروبة بالعراق وعن عروبة الشيعة، نحن عرب رغم أنف عملاء قوى الاستعمار من دول الرجعية العربية، لا نحتاج دليل من عملاء الاستعمار ليثبتوا لنا عروبتنا واسلامنا.
شعب العراق لم يرسل آلاف الانتحاريين لقتل الشعب السعودي مثل مافعلت السعودية حيث ارسلت لنا آلاف الانتحاريين، فندق الحوت لتربية العجول السمينة الانتحارية المفخخة يضم مئات الذباحين السعوديين بشكل خاص، ومعهم مئات ذباحين من دول عربية وإسلامية يعتنقون المذهب الوهابي الذي نشرته ولازالت تنشره السعودية ليومنا هذا.
احد المستكتبين يقول ترحيب العراقيين بالضيوف الخليجيين (هذا أمر يجب التأمل فيه كثيراً، وهو يكشف عن إمكانات كامنة يمكن البناء عليها لتعميق الشعور العربي بين العراق ودول الخليج العربية، وبقية الدول العربية).
ترحيب العراقيين بالضيوف نابع من القيم الاخلاقية التي يتمسك بها العراقيين وخاصة ابناء القبائل العربية الشيعية في وسط وجنوب العراق، ابناء جنوب العراق هم أصل العروبة والنموذج الإسلامي الأصيل الذي يتبع مدرسة محمد وال محمد الكرماء سادة العرب والعجم، من عزل العراقيين على أسس مذهبية وقومية ليست إيران وإنما السعودية والاردن ومصر، بالمطارات اول سؤال يوجه ضابط الجوازات الأردني والمصري والسعودي هل انت شيعي لو سني، انا سجنت أربع سنوات بسجون السعودية بدون ذنب سوى كوني شيعي لا أكثر، نعم الساسة والمسؤولين الشيعة بعد سقوط نظام صدام الجرذ اضطهدوا أبناء الشيعة وخاصة طبقات المضحين والمجاهدين بسبب جهل وسذاجة الكثير من هؤلاء الامعات الجهلة، بل وعمق هؤلاء الجهلة الخلافات البينية الشيعية الشيعية لأسباب شخصية ومصالح دنيوية رغم أن جميعهم يتكلم عن الاخرة، انا يساري الفكر وعندما اتكلم ممكن معذور،
لكن من يدعي أن الإسلام والدين ومعرفة الله عز وجل خاصة له و لجماعته، الأولى بهؤلاء أن يتخلقوا في أخلاق ال البيت ع ويعملون على توحيد الصفوف وليس شقها واضعافها.
بعد سقوط نظام الشاه طرح زعيم الثورة الإمام الخميني رأي في تسمية الخليج في الخليج الاسلامي، رغم أن خرائط الأمم المتحدة تسمي الخليج في الخليج الفارسي حتى جورج بوش الابن في خطاب له قال مصطلح خليج فارس.
قبل الإسلام كانت عاصمة كسرى في المدائن بجنوب بوابة مدينة بغداد الجنوبية، ولازال طاق كسرى موجود ليومنا هذا، والفرس هم من اسسوا الديلم ومعنى ديلم تعني مخزن الاسلحة، بما لدى العرب شعور قومي فلاباس في إزالة آثار الفرس في تحطيم طاق كسرى المعلم الأثري لنصبح عرب، عقليات متعفنة نتنة، العراق بالقديم كان إلى اشور والى الاراميين فهل ممنوع على العرب العراقيين أن يعيشون بسلام في الوسط والجنوب ذات الغالبية العربية العراقية الشيعية، يوجد بحر يفصل العاصمة الدنماركية كوبنهاكن مع مدينة مالمو السويدية، لم نسمع يوميا أن هذا الخليج تنازع عليه الدنماركين والسويديين في الوقت الحالي، بل عملت السويد والدنمارك على عمل جسر يريط مالمو السويدية وكوبنهاكن عاصمة الدنمارك وكل سيارة تعبر الجسر تدفع أموال إلى السويديين والدنماركيين وكسبوا مليارات الدولارات، بينما تجد العرب يختلفون على مخفر حدودي أو على تسمية نهر أو خليج ولاسباب تافهة، كان يفترض جعل الخليج وشط العرب ومضيق هرمز وبحر العرب مصادر للرزق والرفاهية إلى ابناء كل الشعوب العربية والفارسية والافريقية والهندية في التعاون الاقتصادي والعمل على رفاهية ابناء شعوبهم.
من المضحك المبكي أن هؤلاء ( الذين ينعتون الشيعة بالروافض والفرس ) ألم يقرؤوا التاريخ العربي والإسلامي بتمعن، ألم يقرأ هؤلاء كتب الصحاح واصحابها وهم فرس، ألم يبحثوا عن أصول أصحاب مذاهبهم السنية الأربعة وجميعهم من الأمة الفارسية، كبار علمائهم و مؤرخيهم من الفرس، ولا زال في إيران بلوش واكراد سنة لم تشيعهم إيران فكيف إيران تشيع مواطنين خارج حدودها، عقول عفنة ونفوس ضعيفة بدو أجلاف ، إن جاورهم الشريف طعنوه وإن إستضافهم الكريم ذموه وإن نصحهم العاقل استهزؤا به وطردوه.
ونختم مقالنا في تغريدة للشيخ العراقي السني مزاحم الحويت( في سجلات التاريخ العربي لا يوجد هناك اسم باسم الخليج العربي انما في السجلات التاريخ قبل 7000 سنة يوجد اسم الخليج الفارسي والعراقي، تاريخ دول الخليج 400 سنة انما تاريخ العراق وايران يعود إلى 7000 اذا ما كثر وهذا ماتحدث به رؤساء الدول العربية سابقا عن الخليج الفارسي العراقي).
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/1/2023
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha