كوثر العزاوي ||
نحن لا نمتلك غير فاطمة ، فهي مفتاح الوصول وكلمة العروج وعلامة القبول وأنس الدرب المهول،
إن شاءت شاء الحق وارتضى ،
وإن نظرت فالأكوان تدور على محلِّ أنظارها ،والملائك تقبّل مواضع اللطف منها، والفقراء إلى الله لا ينشدون سوى لمسةٍ حانيّة من كفّها العطوف. إنها فاطمة الزهراء"عليها السلام" ومضةُ نورٍ حيّة نابضة في عالم الكمال! تتجلّى فيها روعة الأنسان الكامل بجميع أبعاده المعنوية والمادية لتغمر الوجود بمعاني الطهر، كما هي الحجة البالغة التي جعلها الله لنا لتُغلَق بها كلّ منافذ الرياح الصفراء الآتية من مختلف آفاق الدنيا، المحمّلة بغبار شعاراتٍ شتى باسم الحرية والانفتاح على العالم، مستهدِفة بذلك أعظم المنظوماتِ قدسيةً في الوجود وهي"المرأة" لتصنع منها أداة مزخرفة هابطةَ الثمن لاقيمة لها سوى مايُهتَك من حرمتها ومصادرة حريتها الحقيقية المتمثلة بالعفة والحياء، وهذا ماجعل العالَم كله في أزمة اخلاقية أفرزتها الجاهلية الحديثة التي تكاد تحطّم البشرية، وتسحقُ كرامتَها، بعد أن اقتحمت قلاع المرأة التي تحوّلت الى مشكلة حادّة من مشاكل العصر، تتقاذفها الأمواج الهائجة في بحر الأهواء بين مدّ وجزر، عِبر المنظمات الداعية الى مايسمى بـ"حقوق المرأة وحريتها" والحق أنها لا تدعو إلاّ الى مصادرة كرامتها وإلفات نظر الرجال إليها..
٢٠ جماد الآخر١٤٤٤هج
١٣-١-٢٠٢٣م
من حرم سيد الموحدين"عليه السلام"
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha