عباس الاعرجي ||
ماذا تنتظر يا أيها العابد الناسك ، قلها ولا تخف قبل أن ترسل السماء لك نداء الرحيل ، قلها ولا تخف ياسيدي لقد صودرت الارض التي نصلي عليها ، قلها ولا تخف ياسيدي قبلتنا قد غيروا وجهتها نحو أٌور ، كتابنا سيتلى في الكنائس باحرفٍ من نور ، الفقر في بلدي ياسيدي أخذ يدغدغ مشاعر النساء ، أطفال قريتي وشبابها تركوا التعليم وراحوا يرددون في كل يوم ألحان الزمن اللعين .
قلها ولاتخف فما عاد هناك شيئاً بخاف عليه ، فقد غادرة كل المفردات النبيلة شريعتي ، كالعفة والحياء ، الصدق والامانة ، والنزاهة والبراءة ، قلها ولا تتبع من قال لك إن الحكمة في الصمت والسعادة في النوم فهذه كلمات سقراط لاتصغي إليها ، فعّما قريب ياسيادة الزعيم ستتساوى في أور كل الاديان في عبادة الرحمن .
قلها ولا تخف ما أيسرها من كلمة ، لان الكلمة نور ، وبعض الكلمات تأجج ثورات وتصنع مسارات ، ما دين المرء سوى كلمة ، فالصمت سكون والسكون خنوع ، ودين الله لا يضاء إلا بالكلمات ، فجموع الفقراء قلقة مضطربة تنتظر اليوم عطف السماء بعد أن أصحرت الارض بالعطاء .
أين هو فتشنا في كل مكان ، سألت نائبه همساً هو أين قال مهلاً : لقد أعيانا التعب ؟
قلَّبنا سجل الولادات ، وصدَّرنا أمراً بالبحث عنه بين الاموات .
إتركوا البحث عنه فهذا قدرنا ، ولكن أبلغوه برسالة صوتية : إن القوم ما عادو يكترثون بجراحات الناس الذين إعتاشوا فوق دمائهم جبراً ، وسلبوا قوتهم غصباً ، فهم لا يندمون على إثم فعلوه أو ذنب إقترفوه ، لقد سفكت الدماء ونهبت الثروات وإنتهكت الأعراض وأنتم في غفلة معرضين .
قلها ولا تخف حقناً للدماء ، لان بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري ، فحركة الانبياء والصالحين هي التي صنعت الحياة .
فالعيون ما زالت شاخصة نحو مطالع الشمس وقد أتعبها النظر ، وكلنا أمل ببزوغ نورها مجددا من دار الافتاء ...
قلها ولا تخف ...
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha