محمد المالكي ||
تُعد الطائرات، أكثر وسائل النقل شيوعاً في العصر الحديث، حيث تختصر الكثير من الوقت و الجهد والمال، للتنقل بين بقاع الكرة الأرضية.
كانت أول رحلة جوية في التاريخ، عام ١٩٠٣، حيث حقق الأخوان "رايت" أول طلعة جوية ناجحة بطائرة، وقد وضعا بذلك الأساس لما أصبح فيما بعد، صناعة النقل الرئيسية في العالم، ومنذ ذلك الحين، باتت صناعة الطيران و النقل الجوي، في تطور مستمر إلى يومنا هذا.
عند مراجعة بعض الأحاديث المروية عن أهل البيت، صلوات الله عليهم، والتي تتحدث عن الزمن الذي يظهر فيه، صاحب العصر الأمام المهدي، صلوات الله عليه، نلاحظ أنها تتحدث عن زمن، يكون التطور التكنولوجي سائداً في العالم، كالتي تتحدث عن أسلحة ذلك الزمان، وكذلك وسائل النقل، فمثلاً في الحديث الذي يُروى عن الأمام الصادق عليه السلام، في حديث طويل، يصف فيه من ينصرون الأمام المهدي، صلوات الله عليه، حتى يقول: (لهم سيوف من حديد غير هذا الحديد، لو ضرب أحدهم بسيفه جبلاً لقده حتى يفصله)[بحار الأنوار ج٢٧ ص ٤٣]، هنا يصف الأمام ، صلوات الله عليه، السلاح الذي سيستخدمه هؤلاء الأنصار، بالسيوف الحديدية، لكن غير الحديد المعروف في الزمن الذي تكلم فيه الأمام، صلوات الله عليه، إذاً هذا السيف، والذي هو كناية عن السلاح، سيكون مختلف عن السلاح التقليدي في ذلك الزمان، حيث يصفه، صلوات الله عليه، بعد ذلك، بأن لو ضرب أحدهم جبلاً بهذا السلاح، سيدمره و يشقه، ولا يمكننا تشبيه هذا السلاح، في وقتنا الحاضر، إلّا بالصواريخ.
في حديث آخر، عن أمير المؤمنين علي، صلوات الله عليه: (يواقع المهدي السفياني، فيغضب الله على السفياني، ويغضب خلق الله لغضبه، فترشقهم الطير بأجنحتها)وفي موضع آخر(ويغضب الله عز وجل على السفياني وجيشه، ويغضب سائر خلقه عليهم، حتى الطير في السماء فترميهم بأجنحتها)[عقد الدرر]، هنا يصف أمير المؤمنين، صلوات الله عليه، المعركة التي تقع بين الأمام المهدي، صلوات الله عليه، و السفياني، فيقول أن الطير ترشق جيش السفياني بأجنحتها، ونحن نعلم بأن الطائرات الحربية تحمل أسلحتها وصواريخها في أجنحتها، فقد يكون المقصود "فترشقهم الطائرات بأجنحتها" ولكن لعدم معرفة أهل ذلك الزمان بالطائرات، وصف الأمام ذلك السلاح "بالطير".
كما هو معروف، لدى المطالعين في الشأن المهدوي وحركة الأمام المهدي، صلوات الله عليه، بعد ظهوره، فأنه، صلوات الله عليه، بعد خروجه في الحجاز، سيأتي إلى العراق، وتحديداً في النجف الأشرف، ففي الحديث المروي عن الإمام الباقر، عليه السلام:(ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيّها هو حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل)[تفسير العياشي ج١ ص١٠٣], هنا صور لنا المعصوم، صلوات الله عليه، الكيفية التي يأتي بها الأمام المهدي، صلوات الله عليه، إلى العراق، فهو (ينزل) في سبع قباب من نور، وهنا يمكننا تصور نزول الأمام المهدي، صلوات الله عليه، في سبع طائرات، على إعتبار أن الطائرات الحديثة لها شكل مقبّب، و أن وقت نزوله، صلوات الله عليه، في الليل بإعتبار القباب (من نور)، فالطائرات تضيء أنوارها في الليل، و ظهر الكوفة هو النجف الأشرف، ومن المعروف أن المطار الذي شيّد مؤخراً، يقع ضمن تلك المنطقة.
إن أوصاف عصر التكنولوجيا الحديثة، الذي نعيشه اليوم، من أسلحة ووسائل نقل، يقارب بصورة عجيبة، الوصف الذي وصلنا من خلال أحاديث أهل البيت، للزمن الذي يظهر فيه صاحب العصر والزمان، الأمام المهدي المنتظر، صلوات الله تعالى عليه، فلربّما نعيش اليوم، عصر الظهور الشريف، والسنين القريبة من الطلعة البهية لأمام زماننا، لكننا غير مدركين لذلك.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha