حسين التميمي ||
الدنيا فيها ربح وخسارة في كل الأشياء، ولابد من نصر و انكسار، الا في معركة الاخوة فهي لا رابح فيها، فعند اقتتال الأخوة فيما بينهم من ينتصر يعتقد أنه الفائز، ولكن هنا الاثنان خسروا وتشمت الاعداء بهم، وفرحوا بذلك بسبب تفرقهم وبسهوله الانتصار عليهم.
الاختلافات بين الاخوة شيء مهين لكل الطرفين، مهما كان الاختلاف فيما بينهم، وهو سبب في ضعف الاخوة امام الناس، وتشتت قوتهم امام عدوهم، بالأخص اذا كان العدو يخاف من تجمعهم، فيعمل على تفرقهم والاقتتال فيما بينهم، لكي يشغلهم بالأمور الثانوية، ويتركون عدوهم الاساسي الذي اتعبهم بالاقتتال الداخلي، هذه العمل استعمله الاعداء من قوى الاستكبار العالمي، وجعل منه سلاح فعال في ضرب كل من يقف امامهم.
السلاح الذي اضعف الاسلام، هو التفرقة فيما بينهم مما جعلهم يتنافرون من بعضهم، وتناسوا عدوهم الحقيقي وهو قوى الاستكبار العالمي الصهيوامريكية، فقد قام العدو بتقسم البلاد الاسلامية الى عدت دويلات، للسيطرة عليه بسهولة وبالفعل نجحوا بذلك، ونرى الان كيف الدول الاسلامية التي بعث منها نبي الرحمة عليه السلام، تقاتل الدول الاخرة رغم انها مسلمة، وقسم قوى الاستكبار العالمي، (امريكا وحلفائها دول الناتو) تلك الدول الاسلامية وفرقوهم، بسبب اختلاف المعتقدات الدينية بينهم، اصبح السيطرة على الدول وعلى خيراتها بشكل بسيط وسهل، ابتعدت الامة الاسلامية كثير عن الاسلام، وعما جاء في كتاب الله من تراحم فيما بينهم والتراصف، كقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران/103) وحوربت الجمهورية الاسلامية، فقط لأنها دوله اسلامية وابعدوها عن الدول الاسلامية الاخرى.
قال الامام الخميني قدس سره هل أن ذنبنا أننا ايرانيون؟ أم أننا من الفرس؟ أم أن ذنبنا هو النزعات الحدودية الماضية؟ كلا… فليست هذه هي الأسباب، فالجميع يعرف اليوم أن ذنبنا الحقيقي، من وجهة نظر المستكبرين والمعتدين، هو دفاعنا عن الإسلام وإقامتنا لحكومة الجمهورية الإسلامية بدلا من النظام الشاهنشاهي الطاغوتي، إن ذنبنا هو إحياؤنا لسنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتطبيقنا لأحكام القرآن الكريم، ودعوتنا للوحدة بين المسلمين ـ شيعة وسنة ـ من أجل الوقوف بوجه مؤامرات الكفر العالمي، وذنبنا أيضاً هو دفاعنا عن الشعب الفلسطيني المحروم والشعب الافغاني والشعب اللبناني، وإغلاقنا سفارة اسرائيل في ايران وإعلاننا الحرب على هذه الغدة السرطانية والصهيونية العالمية، ووقوفنا بوجه التمييز العنصري ودفاعنا عن الأفارقة المظلومين، وإلغاؤنا للمعاهدات المذلة التي أبرمها النظام البهلوي المنحوس مع امريكا الطامعة، وطردنا للطامعين وحثالاتهم، فهل ذنب عندهم أفظع من الدعوة إلى الإسلام وحاكميته، ودعوة المسلمين إلى سلوك طريق العز والاستقلال والوقوف بوجه ظلم المعتدين؟
لقد أدركنا تماماً بأن علينا دفع الثمن باهضاً، من أجل تحقيق الهدف الإسلامي الكبير، وهو ممتد ان شاء الله الى دولة العدل الالهي، التي ستحقق النصر وتوحيد جميع المسلمين، وستنصر و تحكم العالم بقيادة صاحب العصر والزمان عجل الله فرجة الشريف، وتعود بنا الى الحكم الاسلامي العادل والمنصف للجميع وعدم التفرقة بين احد وستقوم على إصلاح كل المجتمع المسلم.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha