ازهار ال عبد الرسول ||
نحمد الله ونشكر فضله على هذه الهبة والمِنًة العظيمة التي مَنَّ علينا بنعمة (أهل البيت عليهم السلام) فهم فيضه الأقدس؛ وتجليات الله سبحانه الرحمانية والرحيمية للوجود.
فأمرنا الله عز وجل بالصلاة عليهم (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا).
فكلمة (يصلون)فعل مضارع يدل على أستمرار الحدث في الحاضر والمستقبل، والصلاة تعني الدعاء، اما اذا كانت من الله سبحانه فأنها تدل على ثنائه ومغفرته ورحمته عليهم جميعاً، لانهم نور واحد.
قال الإمام علي -عليه السلام - : لا تعجبوا من قدرة الله, أنا محمد, ومحمد أنا، وقال محمد: يا قوم لا تعجبوا من أمر الله, أنا علي, وعلي أنا، وكلنا واحد, من نور واحد, وروحنا من أمر الله، أولنا محمد, وأوسطنا محمد, وآخرنا محمد, وكلنا محمد) بحار الأنوار 26:16 .
والفعل (صلُّوا)مضموم اللام يدل على الأمر، وصيغة فعل الأمر توجب الأمتثال للأمر، وهو ظاهر الوجوب بدلالة علم الأصول، ويدل على الحاضر من زمن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وكذلك أستمراره في المستقبل أي ديمومة الحدث والصلاة من قِبل المؤمنين.
وتواتر الروايات فيها من كل الفريقين تشهد على كونها من المسلمات في مذهبنا الجعفري، واهل العامة في كتبهم من سنن ابي داود وصحيح مسلم والترمذي والنسائي ومسند أحمد… .
و في كنز العمال:
عن طلحة قال:
قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف السّلام عليك، فكيف الصّلاة عليك؟ قال: "قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد وبارك على محمّد وآل محمّد كما صلّيت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد".
هذه رواية واحدة من عدة روايات ذكرت في كتبهم، وأن (آل) لم تفارق الرواية قط، والتي تعني (اهل بيته عليهم السلام) وقد أكد عليها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في كثير من احاديثه الشريفه.
ما اخرجه ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة:" لا تصلوا علي الصلاة البتراء فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صل على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد".
وقد تواتر نقل هذه الروايات بهذه الصورة بذكر (آل) مع الصلاة عليه، عن اثنتي عشر صحابيا يرويها أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمحدّثون في كتبهم ، منهم : أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأبي هريرة ،وابن عباس ، وابن مسعود ، وأبي مسعود الأنصاري وزيد بن خارجة وغيرهم.
قال العلامة الصنعاني في "سبل السلام": (الصلاة عليه لا تتم ويكون العبد ممتثلاً بها حتى يأتي بهذا اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل؛ لأنّه قال السائل: كيف نصلّي عليك؟ فأجابه بالكيفية أنّها الصلاة عليه وعلى آله، فمن لم يأت بالآل، فما صلّى عليه بالكيفية التي أمر بها) سبل السلام 1: 305.
ومن أعلاه يتبين لنا أن (آل) متلازمة مع النبي لأتمام الصلاة عليه، وأستمرار الصلاة عليهم من الله سبحانه وملائكته، هو رفعة لهم وثناؤه عليهم ورحمته وغفرانه، اما بخصوص أمر الله المؤمنين بالصلاة عليهم هو طلب الرحمة من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين انفسهم.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (... وبالصلاة تنالون الرحمة, فأكثروا من الصلاة على نبيكم).
اذن لابد من الصلاة المقرونة (بآل) لأنه ألزام ومن ضمن العقيدة الصحيحة، بدليل قوله : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ).
وختامها مسك بأجمل الأشعار لمحمد بن أدريس الشافعي
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر إنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha