أمل راضي ||
الشهداء هم الفئة الوحيدة التي وصفهم الله بالحياة فهم “احياء عند ربهم يرزقون” ليكون تكريم الله تعالى للشهيد ملموسا ومعلوما الشهداء هم مع الانبياء رفاقاً، وهم ذلك الصنف من البشر الذين تقدموا علينا جميعا، ليس بجاه او بلاغة او قدرة على القفز من موقف لآخر ومن مصلحة لأخرى، بل بالتضحية. فالشعب الذي يتقن ابناؤه لغة الشهادة يملك مقومات الحياة وصناعة الأمن، ولهذا فحين نكرم الشهيد ونمارس الوفاء بحق اهله او من لهم صلة به فنحن نعمق قيمة كبرى، وقبل هذا نكرم الوطن الذي قدم الشهداء له كل شيء ليبقى، فغادروا الدنيا تاركينها لنا، لكنها دنيا مزروعة بالقيم النبيلة والمعاني الكريمة.
والشهادة ليست لحظة الموت لكنها علاقة ايمانية وطنية بين الفرد والكرامة والرغبة في الأجر والثواب، والحرص على حياة اهله وشعبه. والشهادة معنى كبير يفترض ان يكون لدى كل فرد تجاه وطنه وأمته..
الشهادة والتضحية مكانه رفيعة لا ينالها الا ذو حظ عظيم ..
الشهداء يرون مصلحة أوطانهم وشعوبهم في كل موقع فيه ضمان الخير للناس.
ولعل كل أمة تحرص إلا ان تبحث عن أي وسيلة لتذكر رجالها القادة الشهداء وجميع شهدائها والذين تقدموا كل الصفوف ليقولوا بصدق وبطولة كيف يكون الانتماء، وكيف يقدم الانسان جسده وروحه فداء لوطنه ودفاعا عن حق شعبه بالحياة والأمن
ومع ساعات الفجر الأولى من اليوم الثالث من الشهر الأول في العام الجديد تتجدد ذكرى الشهادة شهادة القادة الأبطال ورفاقهما الكبار بصدقهم ورائحة المسك في دمائهم. التي نحب ان نحييها لأنها تذكرنا بتلك الفئة الصادقة وهذه رسالة أخرى تثبت لنا انهم بداية لكل جديد ولا يبدأ العام الا بأحياء ذكراهم
وهي مناسبة لنتذكر ونذكُر كل شهداء العراق في كل مكان وموسم فداء. نذكرهم لانهم يعمقون معنى الخير والانتماء الصادق عندما يخيل لبعضنا احيانا مما نشاهده من البعض ان الانتماء قد تحول (سعرُ صرفه) من لغة الدم والصدق الى لغات يخترعها البعض، لكن من يقدم دمه وروحه ليس كمن يقدم فاتورة ليأخذ ثمن كل انتماء وهمي.
نحب “الكرامة” لأنها عنوان الإنسان ، تذكرنا دائما ان تراب الوطن وأهله غني بالصادقين، وغني بمن احبوا وطنهم وما زالوا، فمنهم من اكرمه الله بالشهادة ومنهم من يمارسون الكرامة بالعفة ونظافة اليد والحرص على كل قطرة ماء واتقان العمل ومحاربة الفساد.
العزة والكرامة عنوان لكل صدق نمارسه نحو وطننا، وعنوان لكل كلمة حق نحو خطأ نرى فيه خطرا على الناس والبلاد، والكرامة لغة لمن يرى في العراق وطناً يستحق ان يكون الصدق في الانتماء اليه اهم من رضا البعض او غضبهم.
نحب شهداءنا ونعلق صورهم في القلوب قبل الجدران ، ونراهم في أمن اطفالنا وكل خير نحن فيه، ونتمنى ان تكون لغة الشهادة اللغة الرسمية التي نتعامل بها مع وطننا. فالشهيد يعطي ولا ينتظر من البشر اجراً ،ولا علاقة للشهادة لمن يأخذ كل الاثمان مقابل ان يتحدث عن العطاء...
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha