نور الدراجي ||
ورحيلك يُبكي الفؤاد، وانَّني اخفي الدمعَ ببسمةِ المتألمِ، وما لي ما ابكي فقد بكاهُ الولي، بحرقةٍ ودمعٌ منهمرِ.
ان الانسان في بعض الأحداث الكبرى لا يمكن ان يخفي الكثير من عواطفهِ حتى المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لم يخفوا عواطفهم وحزنهم حيال امرٌ محزن، فالأمام علي صلوات الله وسلامه عليه لما بلغهُ شهادة مالك الاشتر حزن وتأسف على مالك وقال: (اللهم اني احتسبهُ عندك فأن موته من مصائب الدهرِ) وقال صلوات الله وسلامه عليه: ( على مثل مالك فلتبكِ البواكي..)
حاج قاسم سليماني تلك الشخصية التقوائية العارفة والمخلصة لقائدها، شخصية استثنائية، لا تتكرر، كان خبر استشهاده صعباً على قلوب محبيه، ولاسيما على قلب الولي الفقيه فقد بكاه الإمام الولي الخامنئي (دام ظله ) بحرقة وألم، بل بكاءً مرّاً، وهذا يدل على عظمة هذه الشخصية التي يصعب ان يعرف قدرها سوى من بلورها وربّاها على يديهِ، الحاج قاسم سليماني كان ذلك القائد الكبير بتقواه الخبير والبصير بالاحداث التى تجري وكيف لا يكون ذلك من تخرج من مدرسة الإمام الخميني ( قدس) والإمام الخامنئي (دام ظله)
لم يكن الحاج قاسم سليماني شخصاً عادياً هو وغيره من الشهداء اللذين سلكوا درب الاسلام المحمدي الاصيل، انما صعدوا إلى هذه القمم الشامخة بفضل العقيدة التي يحملونها، باغتيالهُ منحهُ العدو ارفع وسام ألا وهو وسام الشهادة، نعم وصل الحاج إلى مبتغاهُ الذي كان ينتظرهُ، عرجت تلك الروح الزكية ، وبقيت تلك الاشلاء المقطعة، وتلك اليد المبتورة ، وذلك الخاتم ليواسي من توزعت اشلاءهم وقطعت ايدهم في عصر عاشوراء.
بكت عليك البلاد والانفس، وذابت القلوب من بعدك، وانّنا نحتسب هذه الاوصال المقطعة ظلماً عند الله تعالى، وعهداً منّا لک یاحاج سنواصل طريقكم بجهاد التبيين تحت راية أمامنا وقائدنا وسيدنا الخامنئي العزيز حتى يسلم راية الحق إلى امامٍ يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلما وجورا.