عباس الاعرجي ||
عذراً ياقلمي عد الى غمدك فالقوم عنك ساهون ، وعن الحق أغلبهم كارهون .
ياقلمي لا تبكي فالناس معذورون قد لا يفقهون ما تقول .
يا قلمي من خدعك ومن أغراك ، فأنت تزعج الناس والناس نيام .
روؤاك يا ترى ما هي روؤاك ، قل ما شئت ولكن لاتجرح الحاكم والمخادع النساك .
يا قلمي كلماتك جارحة ودنياك قد تغيرت ، وأصبح اليوم مثل البارحة ، والبارحة لم تنهض من غفوتها منذ البارحة .
عد إلى غمدك يا قلمي واترك الجراح تصارع الجراح ، والسهام تساوم السهام ، فالصدق مذموم والكذب مدعوم ، والكلمة الصادقة قد فارقت الحياة .
يا قلمي هل كتبت يوماً عن الدين ، وعن معانات المساكين ، عن الآه ولوعة الطفل اليتيم ، عن الفقر عن الجوع ، عن أيامي وأيام الصبا ، عن أمي وجسمها النحيف ، كانت تبكي إذا خيَّم الليل عليها وتبكينا ، كانت تخشى الظلام وقسوة الايام .
هل كتبت يا قلمي عن طيب عطرها ، وعن ثوبها الممزق ورفرت ذراعيها عندما نعود ، وعن حنيني لها بين الحين والحين .
يا قلمي ... لاتصدق من قال لك قاوم ، وبارك لمن قال لك ساوم ، العوز يا قلمي قد أتعبني وأرهقني وبعثر أوراقي التي أكتب عليها بقلمي يا قلمي .
ولا تصدق من قال لك : إني زائر ، إني حائر كيف أخلص نفسي من يومٍ تبلى فيه السرائر ، ولا من قال لك : إني ثائر وفي الحربِ جنديٌُ ماهر ، أغلبهم خادع ومخادع ويخادع .
ولا تصدق من باعك قرصاً ، من باعك أرضاً ، من جاور بيتك عمراً ، وهو يصلي يدعوا رباً رباً.
بل صدق من عاشر يتيماً ، من أفرج عن كربة مهموم ، من كادح في رفع قضية مظلوم ، من لم يهتك ستراً ، من لم يسرق مالاً ، من لم يكسر خاطر إنسان ، من لك عونناً في الهمِ وعنوانناً .
حاولت أن أعود وأترك الوعود ،
وأصنع من الاحزان زهوراً وورود .
ولكني لم أستطع ، ولذا أقول لك ......
يا قلمي غادر الان وأرحل فهذه ليس دنياك ...؟
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha