احلام الخفاجي ||
يشكل موضوع المرأة محور اهتمام العدو لما تمثله من مرتكز جوهري في بناء المجتمعات بمختلف معتقداتها ومشاربها وخاصة الاسلامية منها, لما حابها الله من صفات وفضائل حفظ من خلالها كينونتها ووجودها, فبصلاحها ستكون بوصلة لإفراد اسرتها اينما ولُت وجهها فثم وجه الفضيلة فالمرأة سلاح ذو حدين.
إن سهام العدو الموجهة للمرأة لم تكن وليدة اللحظة بل هي متأصلة في تاريخ الوجود ألإنساني, فلطالما كانت ارض خصبة استطاع العدو من خلالها تنفيذ اجنداته المختلفة في اختراق المجتمعات, فكان حجابها ذلك الوتر الحساس الذي عزف من خلاله سمفونية الحداثة والحرية الشخصية .
إن اللافت للنظر إن العدو قد انتهج اسلوبا جديدا في تنفيذ أجنداته فلم تعد الحرب العسكرية تسيل لعابه, بل اختار إن يطبخ مخططاته على نار هادئة اوقدت تحت وعاء افكار المرأة المسلمة حتى نضجت على مهل, لتنفذ إلى لب افكارها ولتصبح اسيرة حربهم الناعمة, ولتخلع عن جسد افكارها جلباب الحشمة ولترتدي ثوب الافكار الغربية لتكشف عن سوؤة افكارها,.فلقد استغل العدو وجود مشكلات واقعية لدى نسب متفاوتة من النساء في المجتمعات الاسلامية, لرسم صورة في مخيلتهن إن المرأة مضطهدة وتعاني من القمع النفسي والجسدي تحت مظلة الاسلام, في محاولة منه التلاعب بالمزاج النفسي والعاطفي للمراة والعمل على انمذجة المرأة بانها ضحية التمييز بين الجنسين الذي خط ابجديته الاسلام حسب ادعائهم , لضعضة الثوابت الدينية والنيل من معتقداتها لتسير بها نحو التمرد, وانقلاب قارب افكارها في بحر الفتن الغربي الذي طالما سخر رياحه للسير به نحو اصطياد المرأة المسلمة بصنارة الانفتاح والعولمة.
تعددت اساليب العدو في النفاذ إلي ميدان المرأة لتغيير قناعاتها ومبادئها, من خلال بعض الشعارات والعناوين البراقة التي تخطف الابصاروالعقول, لتبعدها عن جادة الصواب نحو ارض زلقة دون إن تشعر لتجد نفسها قد أصبحت فريسة خداع العدو, فما إن يتمكن الغزو الفكري الغربي من اختراق حصانة المرأة سينهار تلقائيا جدار الاسرة وبالتالي المجتمع, فالعدو يعرف من أين تؤكل السمكة , ادراكا لما تمثله المرأة في المجتمعات المسلمة من قيمة مجتمعية ,كونها وتد الاسرة الذي ما إن نخرته يد العدو,حتى انهار واصبح المجتمع برمته على شفا جرف هار.
من هنا اصبح لزاما علينا الاهتمام بهذه الشريحة المهمة من المجتمع, ووضعها تحت مجهر الاهتمام والعناية, لتنهض بمجتمعاتها إلى مستوى الريادة من خلال تثقيف المرأة على كافة الاصعدة وبكل الوسائل المتاحة, لرفع الوعي لديها, وكشف مخططات العدو الرامية لاستدراجها وايقاعها في شباكهم المنسوجة في الغرف المظلمة, بما يسمى بمنظمات حقو ق المرأة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من الاجندات الغربية , ذات الايدي الاخطبوطية التي لاتدخر جهدا ولاوقتا في استقطاب المرأة, اجندات ذات افكار شائكة ترتدي قفازات مخملية.