زيد نجم الدين ||
الكرم و حسن الضيافة من القيم المهمة عند المجتمعات الإسلامية و العربية وذلك ينطلق من تركيز الدين الإسلامي و التراث العربي على اشاعة قيم حسن الضيافة و السخاء. الشعب العراق جزء من هذه الشعوب و يعتنق هذه القيم و يهتم بتوريثها أيضا ، لكن ما يميز الشعب العراقي عن غيره من الشعوب هو التدرب على ممارسة حسن الضيافة على نحو منتظم في سلوك جماعي اجتماعي وليس فردي مقيد في اطار العلاقات الشخصية الخاصة. و لو تفحصنا الاسباب التي أكسبت المجتمع العراقي هذه الدربة فسنجد انها مكتسبة عن ممارسة فعاليات و مراسيم حسن الضيافة بشكل جماعي ، دوري ، منسق و منتظم بشكل عفوي خلال المناسبات الدينية التي يشهدها العراق و في مقدمتها شعائر زيارة أربعينية الامام الحسين ع. و هنا تجدر الإشارة الى ان في أربعينية الإمام الحسين ع المحفز الاساسي او الثمن هو الاجر الروحي الذي يناله المعزب من تقديم الضيافة الى الزائرين اما في بطولة مثل بطولة كأس الخليج فلا يوجد حافز روحي-ديني لكن هنالك حافز اخر مهم و هو الحفاظ على صفة الكرم التي ترسخت كإنطباع عند زائري العراق في المناسبات الدينية فأصبح الحفاظ على هذا الانطباع لدى ضيوف العراق مسؤولية وطنية يشعر بها كل مواطن عراقي ، بل أصبح الحفاظ على هذا الانطباع جزء من الوفاء لثقافتنا و هويتنا الوطنية. تحضيرات البصريون الافراد و المبادرات الترحيبية التي يطلقها المجتمع البصري و بقية العراقيين تجعل الاجنبي مندهش و مستفهم عن السبب في هذا الاندفاع نحو تقديم الضيافة لضيوف بطولة خليجي ٢٥، و من وجهة نظري ان الشعب العراقي الذي تدرب خلال المناسبات الدينية على تقديم الضيافة للزائرين بشكل جماعي اجتماعي منتظم ، اصبح معتمد على نفسه في توظيف هذه الدربة المكتسبة في الحفاظ على سمعة العراق في مرتبة رفيعة بمعزل عن دور الدولة و حساباتها.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha