علي الخالدي ||
الأيزيديون احد الوان الطيف العراقي، واحد اقليات شعبه الكريمة، يغلب وجودهم مناطق سهل نينوى وسنجار، وتعدادهم لا يتجاوز 300 ألف مواطن.
في عام 1975، وضمن السياسات التمييزية والتعسفية، التي اتبعها النظام الجائر لحزب البعث الهالك، عقب انهاء الحركة الكردية وتوقيع اتفاقية الجزائر عام 1975، تم ترحيل قهري للكثير من ابناء الشعب العراقي، ولا سيما الأيزيدون من 146 قرية تقع ضمن منطقة جبل سنجار، وتم هدم وتدمير تلك القرى عن طريق نسف المنازل بالمتفجرات وردم الآبار والينابيع بالاسمنت المسلح، وتجريف الأراضي والبساتين، ثم القيام بتجميع السكان المرحلين في 11 مجمعا قسريا تم اقامتها في شمال وجنوب جبل سنجار، ومنع المرحلين من الاقتراب من قراهم المهدمة مجددا.
تماشيا مع ما تم ذكره فقد اصبح المشردون الايزيد بلا أرض تاويهم او سماء تحميهم، يعيشون البراري يحترفون مهنة الرعي والزراعة، بعيدا عن سكناهم الاصلي، غرباء البلد، لا يمكنهم العمل في اي دائرة حكومية، او استلاف القروض وشراء الأراضي و البيوت، لا يمتلكون سندات تسهل لهم ذلك، وبعد انهيار نظام البعث الفاشي عاد حلم العودة للأم ، ولكن سقوط مناطقهم التي كانوا يأملون احتضانها، بيد عصابات داعش التكفيرية بدد حلم الحياة وجدد الضياع وزاد الطين بلة .
إلا أن صبر الايزيد 47 عاما على التهجير والتشريد والضياع بين وحوش الأنظمة الجائرة من بعثية وكردية وسنية وداعشية، التي استولت تلك المناطق وحاولت غصب أرضها واهلها، شاء الله سبحانه وتعالى أن ينهيه ويبزغ فجر حريتها على ايادٍ طاهرة توضئت من تراب كربلاء، واغتسلت في محراب النجف، منطلقة من جنوب العراق ووسطه، حاملة راية الحشد الشعبي المقدس تفك اسر الارض وقيد النساء الايزيد، متوعدة ليس فقط في تأمين حياة سكان المناطق بل بعودة الارض المغصوبة منذ اكثر من 40 عاما.
الآن وبعد فراق طويل للارض, حصل ابناء الايزيد هويتهم الضائعة، بوفاء الحشد الشعبي المبارك لهم بوعده الذي قطعه بالدم، بتمليكهم ارضهم التي ولدوا فيها، فقد اصدرت الحكومة العراقية برئاسة السيد محمد شياع السوداني، بتاريخ 27/12/2022 قرارا بتمليك الايزيد دورا واراض في قضاء سنجار، وبذلك يكون لهم حقوق المواطنة و الاقتراض والاستلاف والتوظيف كباقي ابناء العراق.
الايزد ليس هم فقط احتفلوا بهذا النصر,بل العراقيون عامة بعودة ارضهم المسلوبة من وحوش الشيطان الأكبر بتحرير الموصل وتمليك اهلها.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha