محمود الربيعي ||
أمام تضحيات الشهداء العظيمة تتضاعف المسؤولية علينا جميعا ويترتب على عهد الوفاء الذي قطعناه على انفسنا لذكراهم الخالدة ، أن نسعى بجهد حقيقي مؤثر وفعال لتحقيق النجاحات المطلوبة على كافة الاصعدة والمجالات ،وفي مقدمتها النجاح الاكمل والامثل في بناء الدولة وادارتها وقيادة المسيرة السياسية والاقتصادية بمايسهم بشكل واضح ودقيق في رفع المعاناة عن ابناء شعبنا وتحقيق العدالة الاجتماعية .
نعم فالدولة دولتنا والحكومة حكومتنا والفرصة سانحة أمامنا ، ولن نقبل او نسمح ان تكون المصاعب والتحديات والعراقيل شماعة تعلق بها الاعذار والتبريرات .
نعم نحن ندرك تماما ان تراكمات الحقبة السابقة وماقبلها ثقيلة وبل وندرك اكثر ان الدولة العراقية قد كابدت المشاق منذ تأسيسها قبل اكثر من مئة عام في ظروف غير طبيعية تحت وطأة الاحتلال والانتداب والاستعمار البريطاني الذي ما ان تخلص منه العراقيون حتى وقعوا في شرك النظام الدكتاتوري الصدامي البغيض الذي اغرق العراق بالمقابر والمجازر والحروب العبثية وسقط باحتلال امريكي مشؤوم اجهز على ما تبقى من بنية الدولة ، ونشر آفة الفساد في مختلف مؤسسات الدولة ومنع عن العراقيين الكهرباء فتسبب في اضعاف قطاع الصناعة والزراعة .
ووضع للعراق نظام حكم قائم على اسس التوافق المحاصصاتي الذي اوصل البلد الى هذا الحال.
مع هذا فاننا وفي ظلال هذه الذكرى الخالدة لشهادة قادة النصر (رض) نطالب جميع المتصدين لقيادة البلد ببذل كل الجهود ومضاعفتها وعبر تخطيط سليم ومدروس لاستثمار كل الطاقات والموارد المكنة لتقديم الخدمة الحقيقية للناس .
ونحن اذ نسجل تثميننا لما قدمته الحكومة خلال الفترة القصيرة الماضية من خطوات اصلاحية بالمشاريع لا بالشعارات ، وبالافعال لا بالاقوال ، فاننا نؤكد على ضرورة معالجة نقاط الضعف التي ظهرت هنا وهناك والمضي قدما في تحقيق المطلوب .
نعم فتحرير العراق وخلاصه من الوجود الامريكي المحتل والذي نص قرار مجلس النواب العراقي على انهاء وجوده هو قرار عراقي خالص لاسبيل للعودة ، ولا قبول لأي تباطؤ فيه ، فمن اجله قدمنا اطهر الدماء واعز الشهداء وهو السبيل الوحيد لانقاذ العراق من الهيمنة الخارجية وهو ما لن نحيد عنه ابدا .
وكذلك موضوع مكافحة الفساد لاعذر في ولا تبرير لأي تأخير أو تماهل أو محاباة او مجاملة فدون زج الفاسدين في السجون واستعادة الاموال المنهوبة لن نرضى باي بديل .
كما إن التوزيع العادل للثروات بين المحافظات وفق معدلات الفقر والنسبة السكانية والذي يضمن لابناء الوسط والجنوب رفع الحيف الذي لاحقهم طوال السنوات الماضية ، والسيطرة التامة على المنافذ الحدودية والعائدات والموارد الضخمة التي يمكن لها دعم موازنة الدولة وخصوصا في اقليم كردستان .
الفرصة سانحة والارادة موجودة والموارد متوفرة ولا عذر لمن يتوانى في اداء واجبه في خدمة أبناء شعبنا العزيز ،وهذا جزء قليل من الوفاء لدماء الشهداء الاطهار .
https://telegram.me/buratha