د.عبد القهار المجمعي ||
في خطوة متاخرة، لكنها في الاتجاه الصحيح، قرر مجلس الوزراء تمليك الأراضي السكنية والدور في مجمعات (خانصور (التأميم) ودوكري (حطين) وبورك (اليرموك) وكوهبل (الاندلس) ناحية الشمال/قضاء سنجار)، وتل قصب (البعث) ناحية القيروان/قضاء سنجار)، ومجمعات (تل عزيز (القحطانية) وسيبا شيخدري (مجمع الجزيرة) وكرزرك (العدنانية) ناحية القحطانية/ قضاء البعاج) إلى شاغليها، استناداً إلى توجيهات رئيس مجلس الوزراء، في إنصاف آلاف العوائل الإيزيدية في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، ممن لم تتملك أراضيهم السكنية منذ عام 1975، بسبب السياسات التعسفية للنظام المباد، ومن أجل وضع حلٍ شاملٍ ودائم لهذه القضية.
هذا القرار المنصف والذي تاخر لنحو نصف قرن، حيث ان عشرات الالوف من العوائل الايزيدية يشغلون تلك المجمعات السكنية بقضائي سنجار والبعاج منذ عام 1975، كانوا قد تم سلبهم اراضيهم ومزارعهم بعد ان تم تهجيرهم من مئات القرى المتناثرة حول جبل سنجار من قبل النظام العراقي السابق في اطار سياسات التعريب المقيتة
هذا الملف الذي حسمته (حكومة محمد شياع السوداني) يختزل معاناة شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي وهم المكون الإيزيدي بسبب ما عاناه من ظلم وإقصاء على عهد النظام السابق والذي تمثل من بين العديد من المظالم إلى مصادرة الدور والأراضي التي كانوا يملكونها في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى
الحق يجب ان يعود لأصحابه، و ملف النازحين الذين هجرتهم عصابات داعش، ملف انساني بحت ويتعين ابعاد ملف النازحين عن المزايدات السياسية والدعاية الشخصية لتحقيق الشهرة.
الأيزيديين الذين صودرت ممتلكاتهم وهدمت منازلهم في 146 قرية قبل 47 عاماً، يمثلون ظلامة كبيرة يجب ان يقف المجتمع العراقس عندها طويلاى، من أجل أن لا تعاد هذه المأساة في مكان آخر من العراق..شأنها شأن مأساة الكورد الفيليين الذين ومنذ سبعينيات القرن الماضي تعرضوا الى أبشع ظلامة عرفها العراق منذ واقعة الطف في كربلاء قبل أربعة عشر قرنا..
المجتمع الدولي يجب أن يقوم بواجبه تجاه هذه الظلامة، والحكومة العراقية تحتاج الى دعم أممي نزيه وبلا شروط، خال من الإستثمار السياسي من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، فآلام لعراقيين وخصوصا الفئات المظلومة كالآيزيديين وسكان الأهوار ومناطق الأنتفاضة الشعبانية، والكورد الفيليين، والكورد الذين تعرضوا لإبادة بكيمياوي البعث، كلها جروح تحتاج الى علاجات نظيفة، وليس الى توظيفها في العمل السياسي.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha