رسول حسن نجم ||
يتطلع العراقيون في بداية كل عام لاسيما الفقراء منهم والذين يقدر عددهم بحوالي العشرة ملايين عراقي حسب الإحصاءات الرسمية ، الى إقرار الموازنة العامة لعلهم يحظون بجزء يسير من ماتبقّى من هذه الكعكة الكبيرة بعد أن يأخذ من بيدهم توزيعها حصصهم واستحقاقاتهم الشرعية والقانونية بعيدا عن الفاسدين والمفسدين المجهولي الهوية ، من الذين لايجرؤ مسؤول حكومي على النطق بأسمائهم خشية التسبب بأزمة سياسية ، يظن هذا المسؤول انها ستقود البلاد الى حرب أهلية! وللخوف الشديد من قِبل المسؤولين على الفقراء والمساكين من أن يكونوا وقودها فتطمطم القضية حسب الحكمة المنسوبة لأحد الفلاسفة القدماء مجهول الهوية (التبربش ولا العمه)!
الفقراء في العراق ناس بسطاء لاهَمّ لهم سوى توفير لقمة الخبز لعوائلهم ودواء لمريضهم وسمالاً يستر أجسادهم وصورة تمثل أمير المؤمنين أو الامام الحسين أو أخيه العباس عليهم السلام وأخرى لأحد المراجع معلقة على أحد الجدران من البلوك غير الملبوخ ، تبعث الأمل في نفوسهم وتعطيهم زخماً روحياً للإستمرار بالحياة في وطن مُجبرين على العيش فيه ، باثّين شكواهم في جوف ليلهم الطويل الى بارئهم (بلكي ياخذ أمانته حتى نخلص) كما حكى لي أحدهم رحمه الله وهو سيد علوي.
خطب معاوية بالمسلمين يوماً فقال لهم (ان الله يقول "وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ" فعلامَ تلوموني اذا قصرت في عطاياكم!؟فقام اليه صعصعة بن صوحان العبدي رضوان الله عليه وهو من متكلمي الشيعة ومن كبار أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال له نحن لانلومك يامعاوية على مافي خزائن الله ولكن نلومك على ما أنزل الله لنا من خزائنه فجعلته في خزائنك!!) واظن الشيخ صعصعة كان يقصد خزائن احتياطي البنك المركزي عند معاوية في زمانه طبعا.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha