محمد علي السلطاني ||
كان العراق من أفضل بلدان المنطقة وأكثرها ازدهارأ في مستوى التعليم ، وكثيرأ مارفد العراقييون المؤسسات التعليمية العالمية بأكفئ العلماء والاساتذة الذين خرجوا الالاف من خيرة طلبة العلم والمعرفة.
كما وامتاز الطلبلة العراقيين ابتدأ من مراحل التعليم الابتدائية، وانتهاء بالتخرج من الجامعات والمعاهد، بالمقدرة والرصانة العلمية مع بساطة العيش وضعف الامكانات المادية اذا ما قورنت بالوقت الحاضر ، حتى امست الجامعات العراقية برصانتها وكفائتها قبلة لطلبة العلم يفدون إليها من كل حدب وصوب، وهي تنافس دول العالم بمستواها العلمي المرموق ، كل ذلك كان بفضل مناهج التربية والتعليم الصحيحة والرصينة، الخاضعة لأشراف وتأليف خيرة خبراء وعلماء البلاد المتخصصين في هذا المجال المهم والحساس ، اذ من خلالة تصنع عقول الاجيال ، وبه تستمر مسيرة العلم والتعليم بالشكل النافع والصحيح الى ما شاء الله ، وان اي خلل او لعب في هذه المنظومة يفضي الى نتائج واضرار لا تقدر بثمن ، حيث أن اي افساد وتخريب يطال هذا المفصل يعني تخريب لعقول الاجيال، وتراجع للقدرات العلمية للبلد، وفسح المجال للعنصر العلمي الأجنبي لسد العجز والنقص الحاصل .
وللأسف تعرض التعليم في العراق الى عملية تخريب وفساد ممنهجة، ممكن تشخيصها ابتدأ من حكم النظام البائد ، اذ شهد التعليم اكبر عملية تخريب والفساد ممنهج استهدف فيها الطالب والأستاذ على حد سواء ، حيث جند مئات الآلاف من الكوادر التدريسية لحروب النظام العبثية، وسجن وغيب واعدم خيرة النخبة الطلابية والتدريسية الواعية ، كما كان للحصار الاقتصادي، وانخفاض المستوى المعيشي، الأثر البليغ في هدر قيمة وكرامة المؤسسة التعليمية.
بالتالي اجبرت تلك الظروف القاهرة عدد لا يستهان به من الكوادر التدريسية الى الهجرة خارج العراق للعمل في المدارس والجامعات في بلدان شتى ،
مخلفأ ضررأ بليغأ في مستوى التعليم وفي المؤسسة التعليمية على حد سواء .
وبعد انتهاء الفترة المظلمة للنظام المقبور ،وبالرغم من الانتعاش الاقتصادي والمستوى المعيشي الجيد للكوادر التدريسية، إلا أن التعليم دخل في مرحلة ارباك جديدة لا تقل خورة عن سابقتها، لأنها أتت مغلفة بعناوين براقة تحت يافطة التطوير ومواكبة المناهج العالمية الحديثة!!
ونتيجة لذلك، استبدلت المناهج التعليمية بطريقة عشوائية بعيدة عن الرصانة العلمية، بمناهج معقدة لا تتلائم مع المستوى العمري للتلاميذ، مناهج أدخلت التلاميذ واسرهم بدوامة من السعي خلف معاهد التدريس الأهلي والخاص ، ابتدأ من المرحلة الابتدائية، مرورأ بالمتوسطة، منتهية بالمرحلة الاعدادية، لغرض استيعاب وفهم تلك المناهج بغية عبور المراحل الدراسية وتحقيق الحد الأدنى من مستويات النجاح .
وامسى الطالب العراقي حقل تجارب لمناهج معقدة عسيرة الفهم عصية الادراك ، وهو يقف حائرأ عاجزأ عن خوض تلك المعركة المجهولة ، ناهيك عن عمليات التغيير والحذف والاستحداث الفوضوية التي تشهدها المناهج بين فترة واخرى !! فتارة يطبق نظام الكورسات ثم يلغى ، وتارة يطبق نظام التطبيقي والاحيائي وبعدها يلغى ، وتارة يطبق نظام الاعفاء العام ثم يلغى وهكذا دواليك. نتيجة لذلك انخفض وتراجع المستوى العلمي للطلبة بشكل ملحوظ، واصبح من الطبيعي ان تجد طلبة الجامعات لا يجيدون الكتابة والإملاء !!
من هنا نوجه ندائنا الى الحكومة، والى المراكز المتخصصة، للألتفات الى هذه المؤامرة التي تطال المناهج الدراسية ، ووضع لجان تقييم ومراجعة لتلك المناهج المعقدة، التي تسببت بنفور عدد كبير من التلاميذ من مدارسهم ، وسلطت ضغوط نفسية كبيرة لا تتلائم مع اعمارهم ، وارهقت كاهل أولياء الأمور بتحمل كلف مادية كبيرة اضطرتهم مجبرين لدفعها لمعاهد التعليم الأهلي وللدروس الخصوصية لعلهم يدركون ابنائهم من الرسوب والفشل .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha