رسول حسن نجم ||
دعمت الإدارة الأمريكية النظام البعثي الطائفي المقبور منذ ١٩٦٣ حتى أوصلته للسلطة خشيةَ أن تأخذ المرجعية الشيعية دورها في العراق ذو الأغلبية الشيعية ، وهم يعلمون كل العلم بأن الشيعة ومرجعيتهم لايمكن لأحد أن يزايد على وطنيتهم أو عروبتهم وقضيتهم المركزية في القدس الشريف ، وإن كانوا اليوم هادئين فلأنهم طائعين لمرجعيتهم مؤمنين بحكمتها ورؤيتها وإن كان في العين قذىً وفي القلب جوىً ، ويمسكون بأيديهم على جمرٍ أحرّ من الجمر ، ثم أدخلت أمريكا العراق بتحريك دميتهم صدام وباقي الدمى العربية من حكام الأردن وآل سعود ومصر وغيرهم ممن يُزكِم الأنوف ذكرهم ، في حربٍ طاحنة مع الجمهورية الإسلامية لحرق الشيعة من الطرفين ، وفي السنة الأولى من ثورتها ، لأن قادة هذه الثورة هم مراجع وعلماء من الشيعة ، ولأنها أقامت دولة مستقلة على نهج أهل البيت عليهم السلام ورفعت في مآذنها أشهد أنّ علياً ولي الله ، وقال زعيمها سنجعل أمريكا تحت أقدامنا ، فهل ياتُرى لم يكن يعرف السياسة والدبلوماسية والقُدُرات الأمريكية!؟ أم إنه يعلم أن في مجاراة أمريكا وسياستها سَتَصِل إيران الى ماوصل اليه العراق الآن من الدخول في دوامة لاتنتهي من ملفات الإر//هاب والعنف والمخدرات والفساد المالي والإداري وتحريك الشارع متى ما أرادوا!؟
هل كفاهم ذلك؟ كلا والله ، لم يرووا غليلهم من دماء الشيعة ، فاعطوا الضوء الأخضر لصدام أو هذا مافهمه الطاغية ذو العقلية البدوية ، باحتلال الكويت وعاث فيها قتلاً ونهباً وحرقاً ، وكانت الفرصة الذهبية للإستكبار العالمي في التواجد بكثافة في الخليج ، ويعد هذا الحضور الهائل حلم أمريكا والغرب ، حتى تم طرده مذلولاً مهزوماً ، وتم إبادة قلب الجيش العراقي برمته حين أوعز الطاغية بانسحابه تحت قصف القوات الأمريكية في سابقة لم يفعلها ضابط صف في فصيل.
ولم يكتفوا بذلك ففرضوا حصاراً على العراقيين وليس على صدام ونظامه ، امتد على مدى أربعة عشر عام لم يُبقي ولم يذر (ولايعرف الأخوة الساسة في العراق طعم مرارته). حتى تراكم الظلم على الشيعة فوَلّدَ إنفجار الإنتفاضة الشعبانية التي قرعت جرس الإنذار للإستكبار بأن الحكم البعثي الصدامي لم يعد مؤهلاً لحكم العراق وإستحكام قبضته على الشيعة قد انتهى ، فساندوه بكل الوسائل لقمع ثورة الشيعة ليقوم صدام وزبانيته بزرع أرض العراق من أجسادهم في مقابر جماعية لم يسلم منها مدني أو عسكري شيخاً كان أم شاباً رجلاً أو امرأة صغيرا أو كبيراً.
لقد صبر العراقيون الشيعة بعد ٢٠٠٣ حتى ملّ الصبرُ من صبرهم ، وحتى ذُبحوا صبراً ، وجَعلوا رؤوسهم كرةً يتلاقفونها بين أقدامهم في منظرٍ تترفّعُ عنه حتى القرود ويستشيطُ له غضباً وحنقاً كلّ غيور ومن بجبينه نقطة من إنسانية أو ذرة من رجولة ، ثم أغرقونا بالمفخخات والإنتحاريين من مغسولي الشرف والعقول ومدمني المخدرات وأبناء العواهر ليذهبَ من الشيعة مئات الآلاف من الشهداء والجرحى ومثلهم من الأرامل والأيتام ، وكان للشقيقة السعودية قصب السبق في ذلك فدعموا العملية السياسية الديمقراطية الحديثة العهد بخمسة آلاف انتحاري وعشرات الآلاف من الإر//هابيين الذين مازالوا منذ سنين ينعمون بسجون خمسة نجوم والعمل جاري في دوائر الإستكبار لإيجاد مخرج لهم .
هذا غيض من فيض مماجنيناه من أمريكا والأشقاء العرب ، لذلك لانثق بهم وكل خطوة يتخذونها باتجاه العراق لانحمله على محمل الظن الحسن حتى يبدوا ذلك منهم ولانراهم فاعلين.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha