نعيم الهاشمي الخفاجي ||
بفضل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي اطلع الناس على بعضهم البعض الآخر بشكل مباشر وليس مثل السابق قال فلان وعلان، إذا كان الكثير يغلفون طائفيتهم وشوفينيتهم في أوراق سميكة مثل أوراق تغليف البيوت والشقق السكنية المستعملة في القارة الأوروبية، هذا الورق السميك هو شعارات الوحدة الوطنية، وداخل الورق السميك حقيقة الطائفية والشوفينية.
أحد ابواق قناة الجزيرة الطائفية ليل نهار يهرج، أن ايران والشيعة مع اسرائيل، ويقول للقطعان التي تتابعه لاتخدعكم الشعارات، اقول لهذا الرذيل مشكلة إيران والشيعة يرفضون التعامل مع بني صهيون بسبب احتلال فلسطين، رغم أن الصهاينة لا يحتلون بلد شيعي ولا معلم مقدس للشيعة مثل الكعبة أو ضريح ومسجد مقدس إلى أئمة آل البيت عليهم السلام، بكل الأحوال أقول إلى هذا الدعي الرذيل اقسم بالله لو كان الشيعة مع بني صهيون لما انت تعرضت لهم ولا النظام السعودي ولا اتبع حاكم البحرين القمع والقتل ضد أبناء شعبه من أبناء الغالبية الشيعية البحرينية، لكنت أنت يا رذيل من العبيد والخدم، لكن لا اعتراض على مواقف قادة الشيعة وزعاماتهم، بكل الأحوال هذه الأزمات لابد أن تنتهي ويحق الله عز وجل الحق ولو بعد حين.
من مهازل وأكاذيب هذا المعتوه، انزعج بسبب تأييد غالبية الشعوب العربية للمنتخب المغربي في بطولة كأس العالم المقامة حاليا في قطر وكتب التغريدة التالية( مفارقة عجيبة، قلما تجد بلداً أوروبياً يشجع فريق بلد أوروبي آخر، ولا أعتقد أن جماهير بلدان أوروبية عديدة شجعت الفريقين الاسباني والفرنسي في مباراياتهما مع المغرب، بينما شجعت أغلبية العرب الفريق المغربي، لكن المُحزن أن الأوروبيين رغم تباغضهم متحدون، ونحن العرب رغم تعاضدنا متفرقون).
اقول إلى هذا الكذاب المفتري، شعوب أوروبا أيضا يدعمون المنتخبات الأوروبية الأخرى سواء كانت منتخبات وطنية أو على مستوى الأندية، لأن ألعاب كرة القدم محصورة في القارة الأوروبية، الذي يريد يستمتع في مباريات كرة القدم عليه أن يشاهد بطولات أمم أوروبا أو مباريات ألعاب الأندية الإسبانية العريقة أمثال برشلونه وريال مدريد أو متابعة الدوري البريطاني والألماني والإيطالي والدنماركي والسويدي، بل حتى غالبية شعوب الدول العربية تتابع وتشجع الأندية الأوروبية نحو برشلونه، وريال مدريد، ومانشستر والقائمة تطول لتشمل عشرات الأندية الأوروبية لكرة القدم.
الخونة والعملاء ينزعجون عندما يجدون الشعوب العربية تآزر بعضها البعض الآخر، لذلك هذا العميل الخائن سبب خوفه ليس من دعم الشعوب العربية للفريق المغربي لكرة القدم، وإنما خوفه يدور حول ربما الشعوب العربية تلتف حول زعيم سياسي عربي يرفض الانبطاح والذل والخيانة.
الشعوب الأوروبية ليسوا متحدين، توجد لديهم مدارس فكرية متعددة، نعم النظام الرأسمالي الحاكم جمع الأنظمة الرأسمالية وألغى الحدود، وأصبحت السوق التجارية مشتركة للجميع، شعوب أوروبا لديها حكومات منذ مئات السنين، وشعوب أوروبا هي من رسمت حدودها، عكس العرب، أمة عبر تاريخها محتلة من قبل الدول الكبرى بقديم الزمان وفي عصرنا الحاضر، بريطانيا وفرنسا أسقطت الدول العثمانية وفصلت لها ٢٢ دولة عربية، غالبيتها تعاني من صراعات قومية ومذهبية، حتى تبقى دول فاشلة، يسهل السيطرة عليها، لذلك
مصطلح العروبة والوطن العربي مصطلح مخادع ووهمي ولا أصل له ولذلك عندما ترتبط المصالح والأيديولوجيا والقومية فإن الوحدة تصبح أفضل، والأفضل هو أننا نترك هذه الأكاذيب، وهناك حقيقة لأن العرب تجمعهم العواطف والغرب تجمعهم الأهداف الاستراتيجية.
أقول إلى هذا المعتوه بوق قناة الجزيرة راعية الإرهاب وناشرة الكراهية، هناك حقيقة حتى أبا جهل رفض اتباع نبينا الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم فقط لأنه من بني عبد مناف، لذلك العرب عباقرة يعادون ابن جلدتهم وإن كان شريف ويوالون المحتل وإن استعبدهم وسلب منهم رجولتهم وكرامتهم، لذلك تشجيع الشعوب العربية المتناحرة للمنتخب المغربي في المونديال فسره أصحاب الأجندة الاستعمارية تم على أساس القومية العربية، لذلك هؤلاء أصابهم الغم خوفا أن تعاد للشعوب العربية روح القومية ومعاداة الاستعمار.
القارة حالة جغرافية واحدة، لكنها بلا شك ليست حالة لغوية أو ثقافية أو قومية واحدة، العرب حالة جغرافية وثقافية ولغوية متقاربة جدا، مع وجود ثقافات أخرى الأقليات غير عربية لهم كل الود والاحترام، لذلك المقاربة بين الأوروبيين والعرب غير دقيقة، ومن جانب آخر، فإن ما يفرق العرب ساستهم، أما الشعوب فهي شعوب بسيطة تجمعها عوامل عديدة منها الجامع القبلي، تجد قبائل منتشرة في الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا، مضاف لذلك الدول الأوروبية بلدان براغماتية تحكمها المصالح والأهداف المشتركة ولا يوجد بينهم نظام خائن، بينما العرب تحكمهم أنظمة عميلة للدول الكبرى الاستعمارية التي صنعتهم، لذلك شعوب العرب محاصرين بين أنظمة ملكية
كهنوتية وجمهوريات فاشلة فاسدة ومعارضين خائنين لأوطانهم مثل هذا المرتزق بوق قناة الجزيرة.
في الختام مشكلتنا نواجه أعتى هجوم إعلامي وفكري يستهدف مسخنا جميعا، وأدوات هذه الهجمة ليسوا أشخاص عاديين وإنما فيالق اعلامية مدربة وأنظمة عربية بترولية فاسدة ودعم دولي واضح، لذلك بوق قناة الجزيرة يعتبر من أسوأ الرؤوس العفنة التي تستهدف أمة العرب ويعمل على زرع اليأس ونشر الكراهية بين أبناء شعوب الدول العربية من خلال التحريض المذهبي والديني والقومي، خدمة الاستعمار.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
16/12/2022
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha