نور الجبوري ||
إنها حرية كتابة أفكارك دونما محددات كثيرة، نحوية كانت أو لغوية، إضافة إلى الطبيعة المختصرة لتويتر والتي تجعل من المهم للشخص ما، أن يصوغ أفكاره بأسلوب غاية في الاختصار، والتركيز، والتثقيف.
الخاصية الأخرى هي أن أغلب الحواجز الاجتماعية، والثقافية، والاجتماعية-الاقتصادية تختفي نسبيا على صفحات التويتر، حيث يمكن للناس من مختلف الخلفيات والثقافات أن يتواصلوا مع بعضهم بغض النظر عن المركز أو المكانة الاجتماعية.
لقد وفر تويتر الامكانية للناس من مختلف الخلفيات؛ ليتواصلوا مع بعضهم، وهو وسيلة أكثر انفتاحاً من شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى.
إن المحدد الوحيد هو عدد المتابعين الذين يستطيع الشخص أن يتفاعل معهم في كل مرة. بخلاف ذلك، فإن شخصاً من بلد متقدم، لديه الفرصة للتفاعل بحرية مع شخص في بلد نامٍ،بدون مشاكل تذكر، طالما أنهما يستعملان نفس اللغة في التواصل.
ثمة سؤال يشعل نفسه، وهو هل أن تويتر يساعد في التعبئة أم أنه يفسد التنظيم؟ وهل يساعد في التركيز أم أنه يخلق زحاماً؟ وهل هو سهل الادارة أم يعلو فيه الضجيج؟ وهل يساعد في الاقناع بالتعبئة أم أنه يحول الجميع إلى متصفحين ومشاهدين؟
يمكن القول أن تويتر، وكأي وسيلة تواصل أخرى، يعتمدعلى كيفية استغلال خواصه المتعددة من قبل المستخدمين..تويتر يمكنه أن يصبح أي شيء تريده أن يكون، ولكن في البداية يجب أن يسأل المستخدم نفسه: "ما هو هدفي من استخدام هذه الوسيلة؟.
على سبيل المثال، تويتر سهل التحكم أكثر بكثير من الوسائل الأخرى، ويمكن لك أن تخفض الضوضاء فيه إلى حد كبير؛ متى ما تحكمت بعدد محدود من الخيارات. ولكن هناك جانب آخر من تويتر يمكن أن يكون مخادعاً، حيث يمكن له أن يمنحك شعوراً زائفاً بالثقة والأهمية. يمكنه أيضاً أن يحدد مدى المعلومات والآراء التي تتعرض لها، وفي بعض الحالات يمكنه أن يحرف الصورة التي تبحث عنها لتشكل رأيك الخاص.
أثبت التويتر أهميته خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي، فقد كان منبراً مهماً للكثير من الناشطين لترويج ونشر الأخبار الهامة،. وقد قاموا بعملية منظمة لكسر حواجز الصمت.
صحيح أن العديد من مستعملي التويتر قد يتحولون إلى ناشطين كسالى، الأمر الذي لا أجده نافعاً، ولكن كلما ازداد عدد الأشخاص الذين نتمكن من تزويدهم بالمعلومات، فإننا نحصل على نتائج أفضل مع أغلبية المستعملين الذين يستعملون هذه الوسيلة بين حين وآخر ولا يدافعون عن قضية معينة.
إضافة لما تقدم، فإن تويتر كان وسبيقى مصدراً مهماجداً للمعلومات في، ولكن من المهم أن نطور آلية للاستعمال الكفء. من خلال التجربة، وحين نتعامل مع مصادر معينة للمعلومات، فإنه من المهم أن نطور وسائل اتصال مادية مع مصادرنا، وألا نعتمد بالكامل على التواصل عبر المحيط الافتراضي فقط حيث الأسماء المستعارة والصور الرمزية.
ثمة ناحية أخرى وهي أن كثير من التغريدات تجتذب أكبر عدد من الردود وإعادة النشر
ويعتمد هذا على نوعية الأشخاص الذين تتبعهم، أو الذين يتبعوك. ومن المثير أرسال تغريدات باللغتبن العربية والانجليزية فيما يخص الشؤون السياسية. وفي أغلب الأحيان تجتذب التغريدات الانجليزية استجابات أوسع بكثير من تلك العربية ولنفس المعلومة. كذلك، فإن التغريدات التي تعبر عن رأي في موضوع معين (اجتماعي، ديني،سياسي) وجدالات حول الشؤون الحالية تولد الكثير من الاستجابات والتفاعلات. ولكن كل هذا يعتمد على مدى انخراطك مع من يتبعوك وعلى ديناميكية المجتمع الصغير الذي تنشئه على التويتر.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha