عبد محمد حسين الصافي ||
أغلب مشاريع الأستثمار في حقل المولات والمطاعم الكبيرة ومدن الترفيه هي من نصيب فاسدين كبار معروفين مُنحت لهم إجازات الأستثمار فيها بكومشنات وصفقات فاسدة مع هيئات إستثمار أو بعمليات إبتزاز وضغط على هيئات إستثمار أخرى.
وليت أمر الفساد قد توقف عند هذا الحد، بل إنه يتفاقم، فالفاسد مع بيئة مضطربة غير مستقرة إعتقاداً منه بأن الأستقرار قد يتيح الفرصة للقانون وللرقابة والنزاهة بألتقاط الأنفاس والتحري عن فساده من جهة أو إن الصراع مابين الفاسدين قد يأخذ طابع تجنيد البسطاء والمغرر بهم للزج بهم في أتون هذا الصراع لأستهداف فاسد آخر منافس أو إستهداف مسؤول دائرة قدم تسهيلات لهذا الفاسد دون الآخرين من جهة أخرى، وهذا مايفسر دعم الفاسدين للفوضى والتخريب ومشاغلة السلطات، وماحصل مؤخراً في الناصرية وثبوت تورط رئيسي غرفة تجارة المحافظة الحالي والسابق ورئيس هيئة إستثمارها الا دليل على ماذهبنا اليه.
الأخطر من الفساد نفسه هو تفاقم شعور الفقير بفقره وحرمانه وغياب العدالة الأجتماعية وهو يرى ان هذا المول الشاهق وذاك المطعم الفاره وتلك المدينة الترفيهية تعود لفاسدين يعرفهم، لينعكس هذا الشعور على الفقير حنقاً على الحكومات وحتى على المجتمع.
متى تنتبه الفواعل السياسية الشيعية المتنفذة لهذه المعضلة وتتوقف عن هوس بناء المولات والمطاعم والمدن الترفيهية لصالح المشاريع ذات المساس المباشر بحياة الفقراء كالشوارع والمستشفيات والمدارس قبل فوات الأوان ؟