مهند حسين ||
لم يكن يتوقع الجميع إن سقوط ثلث مساحة العراق التي سقطت بيد عصابات داعش الاجرامية ستتحرر في يوم ما، حتى الولايات المتحدة الاميركية صرحت على لسان رئيسها باراك اوباما آنذاك إن تحرير العراق سيتطلب عشر سنوات على أقل تقدير، هذا في حال تدخلت القوات الاميركية بكل قواتها، وهنا وقع العراقيين بين مطرقة شر التكفيريين و سندان خذلان الأميركيين الذين تنصلوا من وعودهم بحفظ الأمن للعراق بحسب اتفاقية الاطار الاستراتيجي طويلة المدى التي وقعوها مع الحكومة العراقية عام 2008، لذلك تحمل العراقيون مسؤولية الدفاع عن بلدهم من خلال تلبيتهم لنداء المرجعية الدينية التي وحدت العراقيين بكل طوائفهم وأعادت الثقة فيما بينهم.
تغيرت المعادلة بعد فتوى المرجعية وتأسيس الحشد الشعبي الذي مسك زمام المبادرة وتحول من مرحلة الدفاع التي بدأت من حدود بغداد وابراهيم بن علي والتاجي ودويليبة حتى وصلت الى مرحلة الهجوم الذي أنتهي بتحرير آخر شبر من تراب العراق في 9 كانون الاول من عام 2017 بحسب ما أعلن رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي، وقال العبادي في كلمته بعد انطلاق فعاليات مؤتمر الإعلام الدولي في بغداد، "قواتنا انتهت من السيطرة بالكامل على طول الحدود مع سوريا"، مشيرا إلى أنه "تم تطهير الجزيرة في نينوى والأنبار" وإلى الانتهاء من تحرير جزيرة الموصل والرمادي والسيطرة بالكامل على طول الحدود مع سوريا.
إن الدماء التي سالت في سبيل الدفاع عن البلاد والعباد والمقدسات من قواتنا الأمنية من الدفاع والداخلية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب وغيرها من القوات هي دماء تستحق أن نفخر بها جميعاً، فالعراق اليوم أقوى بوحدة أبناءه وقوة أرادته وعزيمة قواته، وها نحن اليوم نحتفل في جميع ربوع البلاد بالنصر الذي تحقق على يد أبناء العراق الغيارى من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والرد السريع وجهاز مكافحة الارهاب والبيشمركة ليعيش العراق حراً وشامخاً وأبياً.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha