احلام الخفاجي ||
لو نقبنا في مناجم اللغة عن معنى التبيين لوجدناه ماهو الا ذلك الضوء الشارد من عتمة الأيام, ليقف عند مفترق الطرق مابين معسكر الحق والباطل ليهدينا سواء السبيل, وبوصلة تأخذ بأيدينا بعيداعن الارض الزلقة التي تؤدي بنا إلى مهالك ألفتن, وقنديلا يكاد زيته يضئ لينير الطريق لكل باحث عن الحقيقة وليحصص الحق ولو كره الكافرون.
اكد القران الكريم على اهمية التبيين, حتى أصبح ضرورة ومنهاجا يقوم عليه المجتمع الإسلامي لتجنب الوقوع في حفر الشيطان التي حفرت بمعاول زبانيته, حيث قال الله عز وجل(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) وهي دعوة صريحة إلى التأني وعدم اطلاق الاحكام على عواهنها حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود.
إن جهاد التبين هو احد صور الجهاد الذي فرض على المسلمين, عندما تصبح الثوابت الدينية والمجتمعية في مهب ريح عقيم سترمي بها في وادي سحيق كاعجاز نخل منقعر, كما انه ليس وليد اللحظة بل له جذور ممتدة في عمق التاريخ, بل هو سنن الهية حملها الانبياء جميعهم عندما بلغوا رسالاتهم السماوية مبشرين ومنذرين, وان ما تحدثت به سيدتنا ومولاتنا الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية بعد إن سلبوها حقها في ارثها ماهو إلا صورة جلية لذلك الجهاد, الذي من خلاله فضحت زبانية الشيطان وسياسة الكيل بمكيالين, ولتوًرث مولاتنا زينب تلك الفضيلة, لتقف بحشمتها الفاطمية وبصوتها الحيدري في مجلس يزيد اللعين لتسقط عنه زيف كل فضيلة نسبها لنفسه زورا وبهتانا.
إن العدو لم يدخر جهدا في بث الفتنة بين ابناء البلد الواحد, بل وابناء المذهب الواحد كما يحصل الان بين شيعة العراق , فمن خلال حربهم الناعمة استطاعوا تغيير الثوابت الدينية والمجتمعية لدى الناس, وخاصة فئة الشباب فاصبحوا يتحكمون بإحداثيات عقولهم كيفما يشاؤون, وان احد وسائل تلك الحرب هي مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها حيث استخدمها العدو لبث سمومه وأفكاره ألمنحرفة بين ثنايا افكارهم من حيث لايشعرون ليجدوا انفسهم قد خرجوا عن جادة ألصواب وما فتنة تشرين عنا ببعيد فمازلت حلقاتها مستمرة, فتنة تدس رأسها تحت رماد الغدر كلما احتاجها صانعوها ايقضوها فلعن الله من أيقضها, لذا علينا ان نواجه العدو بنفس سلاحه المخملي الناعم من خلال استثمار مواقع التواصل ألاجتماعي لكشف ما يقوم به من مؤامرات لضرب الدين والمذهب ولزعزعة الثوابت الدينية والمجتمعية ,وبالتالي تفكيك الاسرة والتي تعتبر النواة الاولى للمجتمعات, لذا علينا نشر الوعي من خلال هذه المواقع فحربنا اليوم حرب فكرية لأتقل ضراوة عن حربهم الصلبة, فلنجعل من تلك المواقع سواتر حرب افتراضية نصد من خلالها هجمات العدو, وهذا احد صور جهاد التبيين الذي دعى اليه الامام الخامنئي دام ظله الوارف.
ايها المؤمنون المنتظرون لتلك الطلعة الرشيدة لصاحب الأمرعلينا إن نعقر جمل الفتنة, قبل إن يتكاثر فيفسد ما في الأرض ولنكون اصحاب بصيرة لنبني ردما من الوعي يمنع عنا من يعيث في الارض فسادا, ويُهلك الحرث والنسل, فكونوا على قدر ألمسؤولية, وليكن جهاد التبيين سلاحكم القادم وانتم تنتظرون القائم من إل محمد.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha