نعيم الهاشمي الخفاجي ||
لولا تضحيات الشيعة والأكراد لما سقط نظام صدام الجرذ الهالك، ولولا تعاون الشيعة والأكراد لما تم إقرار دستور بغض النظر من مساوئ هذا الدستور ومحاسنه، ولولا الشيعة والأكراد لما تم تشكيل حكومة عراقية منتخبة، لكن المشكلة أن هناك ساسة لدى الشيعة والأكراد لايستفيدون من تجارب وأخطاء الماضي والعمل على عدم تكرار ذلك.
بصفتي كأحد المعارضين السابقين لنظام البعث وليس من طبقة المعارضين الذين يشبهون الضباع في سرقة أتعاب الآخرين، لولا تضحيات ودماء الشيعة والأكراد لما سقط نظام صدام ولما تم إقرار دستور وإجراء انتخابات عراقية أنتجت حكومة منتخبة وقعت اتفاق على جلاء القوات المحتلة من البلاد، عملت فيالق إعلامية بعثية وعربية على إيجاد شرخ في العلاقات ما بين ساسة الشيعة والأكراد، ومن المؤسف هناك ساسة حزبيين شيعة وأكراد عملوا على تأجيج الصراعات، بل هناك زعيم كوردي أعاد نفس خطى سلفه في إعادة نفس الخطأ الذي ارتكبه الأكراد مع الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم رحمه الله، النتيجة استطاعت القوى الطائفية الشوفينية الانقلاب على عبدالكريم قاسم وكان الأكراد الخاسر الأكبر من عملية إسقاط نظام الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم، الكاتب السوري المعارض ابراهيم حميدي كتب مقال تطرق به لتنصل أمريكا من الأكراد في عدة حوادث مهمة وقعت خلال المائة عام الماضية منها (بعد عقود من الثورة والهجرة الكردية في تركيا، قامت أميركا بدعم أكراد العراق ضد نظام عبد الكريم قاسم بعد تسلمه الحكم في 1958، ثم دعمت الانقلاب الذي أطاح به في فبراير (شباط) 1963.
واتبع النظام البعثي الجديد في العراق نهجاً صارماً ضد الأكراد. وعندما جنح أكثر باتجاه الاتحاد السوفياتي، تعاونت واشنطن مع طهران المحكومة يومها من الشاه، في تسليح الأكراد ودعمهم بهدف زعزعة الأوضاع في العراق. وتكرر الدعم في السبعينات، ليس بهدف إنشاء دولة كردية، بل لخلق قلاقل داخل العراق للتشويش على أي تقارب سوري عراقي بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وخروج مصر من المعادلة العربية. وحسب قول وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، فإن الدعم العسكري للأكراد لم يكن أبدا هدفه انتصار الأكراد بقدر ما كان يرمي إلى إضعاف حكم بغداد. وتضمن تقرير «لجنة بايك» إلى الكونغرس الأميركي تفاصيل ذلك والتأكيد على أن «هذه السياسة لم تُنقل إلى عملائنا (الأكراد)، الذين شجعناهم على الاستمرار في القتال.
لاحقاً، رعت أميركا اتفاقاً بين صدام حسين، ممثلاً عن الرئيس أحمد حسن البكر وشاه إيران في ديسمبر (كانون الأول) 1975، فقامت طهران بالتخلي عن دعمها لأكراد العراق، بمباركة من إدارة الرئيس الأميركي الجديد جيرالد فورد).
انتهى ماقاله الأخ الكاتب السوري ابراهيم حميدي، نذكر الأصدقاء الأكراد بعد قضية تسليم الموصل إلى داعش وانهيار الجيش العراقي بسبب الضغط على حكومة السيد المالكي وإجباره على القبول بجيش محاصصاتي انتهت بهروب محافظ الموصل وحكومته المحلية وهروب غالبية الضباط والجنود السنة وانسحاب فرقتين من الجيش العراقي يقودها قادة الأكراد لم يبقى سوى ضباط وجنود شيعة تقطعت بهم السبل في الميدان، ورغم ذلك صمد الأخ اللواء ابو الوليد في تلعفر مع ٤٥٠ ضابط وجندي ومتطوع من مجاهدين تركمان شيعة من بدر وجيش المهدي، وكذلك صمد العقيد الركن علي القريشي مع ثمانين ضابط وجندي ومعهم ١٣٠ مجاهد من فصيل العصائب في مصفى بيجي مدة ١٥٨ يوما وسطروا أروع الملاحم في الصمود، بينما رأينا اللواء الركن محمد خلف الدليمي يخلع ملابسه العسكرية ويترك الفرقة ١٤ بدون قتال ومعه آلاف الضباط والجنود في قاطع عمليات الحويجة وتسبب بكارثة آمرلي وبشير، بعد تمكن الدواعش من السيطرة على الموصل اتجهوا تجاه اربيل والنتيجة تم خذلان الأكراد وتدخلت إيران من خلال مد البشمركة بالعتاد والسلاح وهذا كلام السيد مسعود بارزاني وليس كلامي، اعرف أحد المخلوقات الكريهة سوف تنتفخ اوصاله بسبب كلامي لاسباب صهيونية وسوف يقوم بشتمي، لا نريد نتذكر كل المآسي التي وقعت التي تسببت في ازهاق أرواح مئات آلاف الابرياء، كان ممكن تقليل أعداد الشهداء لو كان هناك تعاون حقيقي مابين ساسة المكون الشيعي وحكومة بغداد مع حكومة وقادة الإقليم الكوردي.
الفيلسوف المفكر الصيني صن تزو مؤلف كتاب فن الحرب الذي يدرس في غالبية كليات الأركان والاستخبارات والمخابرات ومراكز الدراسات الاستراتيجية الغربية، من أقوال
صن تزو ( انه لاتوجد سابقة تاريخية من إحراز انتصارات في الحروب طويلة الأجل.
في الحرب عليك أن تعرف عدوك جيدا، إذ أن معرفة عدوك ونفسك من الأهمية بمكان.
الطيش والتهور مهلكة للقائد العسكري كما “الثور الهائج”، عندما تجد العدو هائجاً كالثيران لاتواجهه بل انصب له “الكمائن” فإنها السلاح الوحيد الذي يفتك بهيجاناته.
والشجاعة وحدها لاتكفي لإحراز النصر بل تحتاج إلى الحكمة والتعقل والتدبر والتروي وحساب العواقب والنتائج).
وايضا لديه قول آخر، يقول صن تزو إذا كان لديك عدوان في آن واحد أكسب أحدهما وعندما تنتهي من القضاء على العدو الأول تستطيع القضاء على العدو الثاني، فلول البعث ومعهم العربان لايحبون الأكراد وإنما كسبوا الأكراد للقضاء على الشيعة ومن ثم اجتثاث الأكراد، لنعيد الذاكرة قليلا لقبل عدة سنوات، نظم الزعماء الأكراد استفتاء على الاستقلال وصوت الغالبية الساحقة من الأكراد على الاستقلال، إدارة ترامب رفضت ذلك، فقط منظمات لوبي صهيوني ضغط لدعم الانفصال لكن إدارة ترامب رفضت الاستفتاء، قبل نهاية حكم ادارة ترامب أعلن أنه يسحب قواته من شمال وشرق سوريا، وسألوا ترامب عن الحليف الكوردي كان رد ترامب بطريقة ساخرة وهل الأكراد كانوا حلفاؤنا في معركة النورماندي، وضع العراق وسوريا الحالي يسمح في أن يكون الأكراد شريك مهم للحكومة العراقية وكذلك الحكومة السورية في تعزيز حكم الدستور والعدالة الاجتماعية والمساواة، ليعلم ساسة المكون الكوردي مضت أكثر من مائة عام على سقوط الدولة العثمانية ولم يتم منح الأكراد دولة أو عدة دول مستقلة، لعب الزعيمين التركيين كمال أتاتورك واردوغان دورا مهم مع الغرب لافشال وتدمير اي حلم كوردي بالاستقلال، لاسبيل إلا تحكيم منطق العقل والعمل مع حكومة بغداد ومع الساسة الشيعة والسنة المعتدلين في تعزيز حكم الدستور والمساواة والكف عن الهرولة مع مشاريع الدول الكبرى الاستعمارية التي تفكر بمصالحها فقط، هذا العراق به الشيعي والكوردي والسني والمسيحي والصابئي والكاكائي فليعمل الجميع على تعزيز حكم الدستور والمؤسسات والكف عن لغة التآمر والتعاون لتنفيذ المشاريع الاستعمارية، جربنا الاستعمار طيلة مائة عام لم يقدم لنا المستعمرون سوى إذكاء الصراعات الداخلية القومية والمذهبية داخل العراق والخاسر الوحيد هم كل أبناء الشعب العراقي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/12/2022
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha