نعيم الهاشمي الخفاجي ||
هناك حقيقة كل ما نراه من دول عربية من رسم حدودها دول الاستعمار بريطانيا وفرنسا، ومن صنع أنظمة حكم للدول العربية فهي أيضا بريطانيا وفرنسا، المستعمرين دعموا شخصيات ومكنوهم لحكم الشعوب العربية، لذلك الحكام العرب نصبهم المستعمر فهم يعملون لصالح دول الاستعمار، لذلك هناك فرق شاسع بين أنظمة الحكم العربية وبين شعوب الدول العربية.
لذلك الحاكم بالدول العربية صنيعة استعمارية، والمحكومين بالدول العربية ضحايا لظلم الاستعمار، لذلك توجد أنظمة فساد وليس أنظمة صالحة ابدا، وقول (إن فساد الرعية من فساد حاكمها وصلاحها من صلاحه) لا ينطبق
على وضع الشعوب العربية، لايوجد اي دور للشعوب العربية في انتخاب الحكام إلا في دولتين فقط وهما لبنان والعراق ونرى حجم تآمر دول العربان على الشعبين العراقي واللبناني لخلق أزمات واشاعل حروب مذهبية وقومية لتدمير البلدين بشكل همجي.
القول أن الحاكم أولاً وأخيراً ابن البيئة، ايضا لاينطبق على وضع الشعوب العربية ومتى الشعوب العربية انتخبت من يحكمها، لذلك القول (إن فساد الرعية من فساد حاكمها وصلاحها من صلاحه)، وقول( أن الحاكم أولاً وأخيراً ابن البيئة)، كلا القولين لاينطبقان على وضع الشعوب العربية، الشعوب في جهة والحكام العرب في جهة ثانية.
السادات توصل إلى اتفاق سلام لكن بقي الشعب المصري يرفض التطبيع، رغم قبول الكثير من أنظمة الحكم العربية التطبيع وتبادل سفراء مع اسرائيل لكن في الكثير من المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي نشاهد مقاطع
فيديوهات في بلدان عربية عدة لشبان عرب يرفضون الحديث إلى صحفي إسرائيلي،أوعندما يعرفون أن القناة إسرائيلية ينسحبون من اللقاء، بل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو قال مشكلة إسرائيل مع الشارع العربي،وليست مع الأنظمة العربية، كلام نتنياهو صحيح مليون بالمائة، ربما هناك تساؤل مشروع ربما يقول قائل وأحد هؤلاء القائلين مهرج قناة الجزيرة فيصل القاسم حيث قال( ما قيمة الشارع العربي إذا كان معظم الأنظمة العربية في جيب أمريكا وإسرائيل).
عندما تركنا العراق وأتت بنا الظروف وجعلتني انا شخصيا اقبع في معتقلات السعودية الذين يكرفونك كشيعي تجد الشارع العام السعودي المحيط بك ينظر لك كشخص كافر وغير مرغوب بك ولايحق لك العيش في هذه الحياة لكونك شيعي، كيف تكون الوضع المعيشي في المجتمع البدوي الوهابي المتادلج بتكفيرك، عندما طبعت الأنظمة العربية بالعلن كان الإعلام العربي وعلى رأسهم قناة الجزيرة كانوا يصورون للمشاهد العربي أن المواطن الإسرائيلي سيذهب لدول الخليج ويعيش فيها كأنه يعيش في تل أبيب…….الخ، منذ عام ١٩٤٧ لاتوجد دولة للفلسطينيين وفق قرار التقسيم، مضاف لذلك الأحزاب اليمينية الصهيونية دائما تغذي الصراعات وتستهدف دول وشعوب عربية بل وصلت الحالة استهداف مكونات مذهبية معينة وعلى رأس تلك المكونات المذهبية الشيعة، والرفض المستمر لعدم إعطاء الفلسطينيين دولتهم المستقلة، بقاء الوضع على حاله بدون حل لأصل المشكلة وهي إيجاد دولة فلسطينية وفق قرارات الأمم المتحدة، بلا شك يأتي يوم ما ستكون للشارع العربي ظروف معينة تعيد له قوته ونشاطه، لذلك قيمة الشارع العربي قد قالها نتنياهو المعضلة مع الشعوب وليس مع الحكام العرب، الانظمة العربية وبشهادة الحلاب ترامب الى زوال حال رفع المساعدة عنها، أكيد في يوم من الأيام الشعوب تسقط الأنظمة، العالم تحكمه متغيرات، في الختام
إن لم يكن للشارع العربي قيمة، فلماذا يعتبره النتنياهو مشكلة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل