نعيم الهاشمي الخفاجي ||
أسوأ عمل يقبل به الإنسان أن يقبل أن يكون ذليل، البشرية عانت كثيرا من وجود بشر ذليل، وقد درس علماء الاجتماع ظاهرة الذل، وتم توصيف الذل أنه صفة بشرية مذمومة ومبغوضة عند الإنسان السوي، والانسان يخلق ولديه فطرة إنسانية سليمة، ولد حر وليس عبد لبشر، لكن النفس لدى بعض البشر هي التي تقبل في التنازل عن عزة النفس والقبول في الذل، بسبب تعرض الكثير من الناس للظلم والاضطهاد والتهميش ينتج لنا فئات بشرية تقبل بالذل ويصبح جزا مهم من تكوين شخصيتها، يتم التطبع مع ظاهرة الانبطاح وتقبيل الأيادي والتوسل والخنوع لأصحاب النفوذ والسلطة والجاه.
لذلك تجد الكثير من الحثالات المنبطحة الذليلة مستعدة للعمل مع المشاريع الاستعمارية والعمل على خداع وتضليل الناس إلى التبرير بالقبول بالذل ومحاربة الاحرار وتشويه سمعتهم، الذل لدى النفوس البشرية الخانعة هو انعكاس طبيعي للبيئة العائلية والمجتمعية التي ط تربى عليها الفرد، رب العالمين لم يخلق اذلاء وانما خلق احرار، لكن هناك بشر هو بنفسه يقبل في العيش في الذل والمهانة بإرادته وبدون ضغط، رأيت رفاق درب لي عشنا ظروف قاسية لكنهم عاشوا في شموخ وعز وكرامة، عندي صديق من قضاء الحي اسمه باسم جبر جدي الفهداوي عاش ١٣ سنة بسجون السعودية وبقي يعيش في شموخ وكرامة وشجاعة فاقت التصور.
العزة والذل نقيضان لا يجتمعان بنفس واحدة، لذلك عزيز النفس يأبى الذل والإذعان ويرفضها حتى لو سيق إلى حبال المشانق، عزيز النفس لايهمه الحرمان والقهر، ويرفض أن يتصرف بخضوع غير أخلاقي، أما الذليل يقبل العيش بذل والعيش في الإهانات وضرب ركلات البساطيل ويعتبر ذلك مفخرة لايرفض معاملة مثل العبيد، وحتى لو كان جسمه قوي مثل الفيل فهو لا يمتلك القدرة على الرد على سيده الجلاد ورفض التبعية للغير، يتحمل ضرب السياط وركلات الاحذية ولايجرأ أن يرفع صوته لرفض الخنوع والإذلال، ويستسلم للمهانة استسلاما مشينا.
لايعرف ثمن الحرية إلا الاحرار والشرفاء، القوى الاستعمارية جندت كتاب وصحفيين عرب يعملون في قنوات خليجية بدوية مرتبطين في أجندة خارجية يحاولون شيطنة كل شريف يرفض الخنوع والذل وتشويه سمعته، ويحاول خداع عامة الناس من خلال كتابة تغريدات أو مقالات أو الحديث عبر قناة الجزيرة على سبيل المثال احد الابواق المأجورة يعمل في قناة الجزيرة كتب التغريدة التالية(أيهما أفضل اليوم الوضع الفلسطيني أم أوضاع اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولبنان والسودان).
نعم يطرح تساؤلات تستهدف دول معينة كانت ضمن المعسكر السوفياتي الشرقي والآن يراد جعل هذه الدول تسير في ركب التطبيع والانبطاح، الشعوب العربية جميعا لا ينقصها المال إنما ينقص شعوب العرب الحرية والاستقلال، لأن دول الاستعمار هي التي رسمت حدود الدول العربية ودعمت ومكنت أشخاص واوصلتهم لحكم الشعوب العربية والتسلط على رقابهم خدمة لدول الاستعمار في سرقة ثروات الشعوب العربية من خلال وجود حكومات عميلة شكلها الخارجي حكومات ذات سيادة ومستقلة، والواقع العملي عكس ذلك تماما، المشكلة ليست بالعيش ربما تجد فلسطينيين يعيشون في وضع مادي جيد في أراضي عام ١٩٤٨ افضل من وضع المواطن المصري والأردني بمرات عديدة، لكن من الذي نصب ودعم الأنظمة البدوية الدكتاتورية المتخلفة التي تحكم شعوب العرب بقوة السلاح ألم تكن دول الاستعمار التي صنعت دولة بني صهي…ون، شعب فلسطين يعتقد أن أرضه مغتصبة، القضية ليست بالعيش الرغيد وإنما القضية تدور هل هذا الشعب حاصل على الاستقلال، أم انه يعيش تحت سلطة الاحتلال.
عندما يكتب هذا العتل الزنيم تغريدة في تويتر يصطف معه فيالق من النشطاء والعملاء المدربون بشكل جيد القول أن وضع المواطن الفلسطيني أفضل من العراقي والسوري واليمني والليبي والجزائري والتونسي، أقول إلى هذا الخائن قضية فلسطين قضية وجود دولة مستقلة بينما بقية دول العرب مشاكلهم مع أنظمة عميلة نصبها الاستعمار ومع وجود الفساد والسرقات وفي حالة إقرار دساتير حاكمة تنتهي كل هذه المظاهر السلبية والسيئة، طريق التغيير ليس مجرد مظاهرات ويستقبل الرئيس، بل الدول العظمى الخمسة خاضت حروب أهلية دامت سنوات وانتكاسات قبل أن تصبح الدول الخمس العظمى متسيدة على العالم، من يعتقد أن التغيير بالهتافات فليجلس في بيته.
لماذا يطرح هذا العميل الخائن الضال المضل هذه المقارنة التي يقصد منها إزالة قضية الشعب الفلسطيني من الذاكرة هناك شعوب ليسوا عرب ولا مسلمين جمعتهم الانسانية مع قضية الشعب الفلسطيني جعلت رئيس البرازيل يلبس وشاح فلسطين نصرة للانسانية، انا شخصيا لست فلسطيني اكثر من الفلسطينيين ولست احرص من قادة دولة فلسطين ومنظمات الشعب الفلسطيني الحاكمة أو المعارضة لكن كلمات هذا المنافق تثير حفيظة كل شريف يرفض أساليب الكذب والتدليس والتضليل لخداع عامة الناس، ليس هنالك بالأفضل ولا بالأسوأ كل هذه الدول العربية التي أشار إليها العتل الزنيم تعيش في ظروف صنعتها دول الغرب والرأسمالية ولوبيات بني صهيون جعلت منها أسوأ دول تعيش حروب وقتل والغاية قبول التطبيع لا اكثر.
ليس هناك مقارنة، طبعاً وضع العراق احسن، انا كعراقي مهما يكون يكون الوضع عندي دولة وحكومات محلية وتوجد مطارات ومنافذ حدودية عندما انزل بالمطار يستقبلني الضباط العراقيين بكل أدب وأخلاق لدينا أرضية تصلح بناء دولة ديمقراطية في المستقبل، موقف العربان من إسقاط نظام صدام الجرذ موقف طائفي وقومي لأن بعد سقوط نظام صدام جرذ شارك الشيعة والاكراد بحكم العراق، لذلك لا يمكن التفضيل بين معيشة المواطن الفلسطيني في اسرائيل ومابين وجود أنظمة دكتاتورية قمعية، الوضع الأول شعب تعرض لاحتلال، والوضع الثاني وجود أنظمة دكتاتورية صنعتها دول الاستعمار لكن إذا تم إسقاط الأنظمة الديكتاتورية يكون الحكم للشعوب العربية نفسها وليس لشعب أو دولة أخرى تحتل أراضيهم، بما أننا نحن كعراقيين نتكلم على مصيبتنا، عندما احتل داعش مدن شركاء الوطن بدون قتال بسبب تعاون فلول البعث وهابي مع عصاباتهم الداعشية هب كل الشيعة ودعموا القوات الامنية والحشد لتحرير مدن شركائنا بالوطن،
بالمقابل عندما انطلقت أعمال شغب تشرين تستهدف مدن الوسط والجنوب كان موقف اغلب شركاء الوطن سلبيا فهم الذين يحرضون ويدعمون بعض الفئات لخلق قتال شيعي شيعي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/11/2022
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha