نعيم الهاشمي الخفاجي ||
نتابع تحليلات الإعلام العربي في تغطيته للأحداث بالعراق بعين عوراء لأسباب مذهبية وقومية واضحة لكل متابع منصف ولديه ضمير انساني، مشكلة العراق الحقيقية ليست في اجراء انتخابات مبكرة، العراق يعاني من صراعات قومية ومذهبية مستدامة.
وضع العراق القومي والمذهبي يلزم إشراك أكثر من مكون في تشكيل الحكومات، لذلك انتخاب كاكه رشيد لمنصب رئيس الجمهورية تعني مشاركة المكون الكوردي في إدارة الدولة العراقية وكذلك الحال مع تنصيب الحلبوسي بمنصب رئاسة البرلمان لاشراك المكون السني، لذلك بقيت حصة المكون الشيعي حيث كلف الرئيس الجديد السيد محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء التي هي من حصة المكون الشيعي، الاعلام البدوي الوهابي كان يراهن على وقوع قتال شيعي شيعي لحلم يراودهم في ابعاد المكون الشيعي واقصائهم، لذلك الإعلام البدوي وصف تنصيب كاكه رشيد رئيسا للجمهورية بالقول،( أن الكتل السياسية عجزت عن الاستمرار في العناد بحثاً عن مكاسب في الحكومة المقبلة. كما أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي وقف طوال الفترة الماضية أمام كل محاولة لقيام حكومة توافقية، سكت أمس تماماً حين تم التوجه إلى حكومة توافقية يصفق لها الجميع لحظة الاختيار والتكليف).
الإعلام البدوي يحلمون في نزول الأخوة بالتيار الصدري لاشعال صراع شيعي شيعي، لكن هذا الأمر يرفضه السيد مقتدى الصدر والمرجعيات الشيعية الأخرى والمتعددة، نقل وسائل الإعلام تكليف رشيد رئيسا للعراق خبر صادم ومحزن وأسود إلى الإعلام البدوي الوهابي، المطلوب من الحكومة الجديدة ومن شخص السيد رئيس الوزراء لايكرر أخطاء تجارب الحكومات السابقة، مباشرة بعد تشكيل الحكومات العراقية تبدأ المساومات طوال مدة التكليف، ومن بعدها تبدأ الخلافات مابين كتل المكونات بعدم تنفيذ الاتفاقات مابين رئيس الحكومة والكتل، حين تتسلل الخلافات الحزبية والقومية والمذهبية إلى المواقع والوزارات، شهر عسل يتكرر بنفس الأساليب السابقة نفسهما منذ 19 سنة الماضية، وضع العراق مؤلم دولة تعاني من صراعات قومية ومذهبية منذ ولادة العراق الحديث عام ١٩٢١ مشكلة العراق تكمن في دول الاستعمار التي رسمت حدود العراق والدول العربية الأخرى حيث تعمدوا على دمج مكونات ومذاهب غير متجانسة وبدون تشريع دستور يضمن مشاركة الجميع في الحياة السياسية دون اقصاء أحد، مشكلتنا ليست تقلد منصب الرئاسات الثلاث من أشخاص يحملون جناسي مزدوجة، بل الاستعمار عمل ذلك لتبقى دولنا دول فاشلة، تم خداع الناس من قبل حثالات فلول البعث وهابي في رفع شعارات القادمون مع الدبابة الامريك…ية وحملة الجناسي الأجنبية هم مصدر بلاء العراق …..الخ من الاكاذيب، لذلك السيد محمد شياع السوداني أول رئيس وزراء من الداخل، وهناك حقيقة الحكومة القوية يجب أن تستوعب كل أبناء العراق على اختلاف مشاربهم.
إشراك المكونات والاحزاب ضمن المذهب الواحد وفق برنامج يعمل على إيجاد حل جذري للصراع المذهبي القومي ينتج حكومة قوية جديدة، أما تشكيل حكومة وفق إشراك المكونات بظل صراع قومي ومذهبي ينتج حكومة توافقية، فلن تختلف عن سابقاتها ، ولن تقدم اكثر مما قدم ، حكومة مقيدة، هناك حقيقة ان الديمقراطية هي عدم إقصاء الآخرين ولكن ان لا تكون المشاركه على حساب مصالح الناس خصوصا مصالح الأغلبية.
شيء طبيعي في جلسة الخميس يتم تنصيب رئيس جديد ويتم إنهاء رئاسة برهم صالح ويتم تكليف السيد محمد شياع السوداني، إنهاء رئاسة برهم صالح ومصطفى مشتت بات مطلب شعبي لدى جزء كبير بين أبناء المكونيين الشيعي والكوردي، حيث كانت هناك اتهامات وشائعات أن برهم كان له دورفي كل الأحداث الفوضوية السابقة بالساحة الشيعية السابقة التي اطاحت في السيد عادل عبدالمهدي لكن هذا الرأي لايصمد أمام حقيقة مؤلمة أن مشاكل العراق قومية ومذهبية وإن فلول البعث وهابي وبدعم طائفي بدوي وبضوء أخضر غربي وبتحريض لوبي صهيوني عملوا على خلق اضطرابات بمناطق الشيعة مضاف لذلك أن ساسة أحزاب الشيعة عملوا على قيادة الدولة بعقلية أشخاص معارضين وليسوا بقادة مدعومين بملايين من الجماهير المضحية الحسينية التي لاتهاب الموت والإرهاب.
ربما بعض القراء يقول على الإنسان أن يحترم عقله، كيف في حكومة من جميع الأحزاب تكون خادمة إلى الشعب، مشكلة تجارب شعب العراق وبالذات الشيعة مع احزابهم كل حزب يخدم حزبة
السيد محمد شياع لايمتلك عصا سحرية لإيجاد حلول لكل مشاكل العراق، نجاح حكومة السوداني يكمن في نقطة مهمة هل قادة المكون الكوردي والسني والشيعي لديهم رغبة في إيجاد حلول دائمة لحل كل المشاكل القومية والمذهبية المستدامة، اذا قبل ساسة المكونات في إيجاد حلول دائمة اكيد ستكون حكومة السيد السوداني القادمة مختلفة عن سابقاتها بمكافحة الفساد بشكل جدي وفاعل والتخطيط الناجح لتوزيع اموال الميزانية في دعم القطاع الخاص وعليها في إعادة النظر في رواتب الحكومات السابقة والحالية الخاصة بالتقاعد وتوزيع الهبات وتشريع قانون تقاعد عام يشمل كل أبناء الشعب وتعويض الطبقات التي اضطهدها نظام البعث السابق بطريقة محترمة وإعطاء أفضلية للشباب من ضحايا النظام السابق في الدراسة واعطائهم هبات وقروض لفتح مشاريع اقتصادية وصناعية والكف عن بدعة إعطاء رواتب تقاعدية للشباب القادر على الدراسة والعمل، انا مع تعويض ضحايا النظام السابق عن فترات السجون أسوة بتعويض قوانين دول الغرب عن أيام وسنوات الاعتقال والسجون، على الحكومة دعم القطاع الخاص وإقامة سدود بالبصرة لحجز مياه دجلة والفرات وعدم تركها لتذهب لشط العرب لتذهب إلى الخليج، ويجب الاهتمام في تحسين الوضع المعاشي إلى الشرائح الفقيرة وانعاش الاقتصاد الوطني والخدمات.
لايمكن لحكومة السيد السوداني أن بكتب لها النجاح بدون أن يتم الاجتماع مع السيد مقتدى الصدر والعمل على تعزيز المؤاخاة واعادة الثقة بين الاخوة والاتفاق على مشروع جامع وشامل يكون هذا التعاون والاتفاق بمثابة اللبنة الأولى لبناء أساس سليم لحكم العراق بطريقة صحيحة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
15/10/2022
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha