تبارك الراضي ||
tabarak.radi1201e@copolicy.uobaghdad.edu.iq
لا أنوي الاستثمار في القضية الحسينية، ولا توظيف هذه المناسبة العظيمة بالشأن السياسي، لكنها فكرة لمعت برأسي وأنا أشاهد بيانات القادة والزعماء السياسيين المتعلقة بالحسين عليه السلام، وتوجههم لخدمة زواره لأيام، هذا الثائر المصلح المقطع من أجل الإصلاح، إنه المثال الأول والأخير الذي يتبادر للأذهان عند الحديث الخروج على الظلم، فقد كان عليه السلام منظومة إصلاح متكاملة، وهذه المنظومة مجانية لمن آراد التعلم، وإليكم بعض مقومات المنظومة التي أهلتها للخلود لألف واربعمئة عام…
لم يصنف الحسين عليه السلام في عمليته الإصلاحية الناس، ولم يوجه خطابه لصنفٍ دون آخر، كان خروجه الإصلاحي فوق كل الاعتبارات.
بسهولة يمكن ملاحظة أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام استراتيجية شاملة مناسبة لمجتمعاتنا في كل زمان ومكان، وسبب هذا أنها لم تستورد قيمًا من خارج قيم المجتمع ولم تتبنى عادات وتقاليد من خارجه، هذا ما كتب لها الاستدامة.
لم يكن خروج الحسين عليه السلام تكيفًا واستجابةً لمطالب جماعة من الناس، وإنما خروجًا شرعيًا هدفه وجوب الوقوف بوجه الحكام الظالمين وإن التف حولهم العالم كله، لقد خرج الحسين ليثبت قضية الخروج على الظلم في التأريخ، ولأن هذا كان الهدف الأسمى ولم تكن السلطة، سار حتى النهاية.
برأيي أعظم ما يجب أن نبحث عنه في المصلحين حتى نلتف حولهم، هو أن يضعوا أنفسهم وأولادهم في طريق الإصلاح أولًا، التطبيق العملي خيرٌ من الف خطاب إصلاحي يرتدي أحلام الفقراء ويتسول بآلامهم مُستغلاً بساطتهم وعوزهم، هكذا وإلا فلا…
أخيرًا، لم يكن الحسين ليخرج للإصلاح ويريق هذا الدماء الخالدة لو لم يكن يمتلك المقدرة على ذلك، لقد أحصى الخسائر والمكاسب، كان أهلًا له فطالب به، فأين أنتم من الاتصال بالحسين، وقد استهلكتم أنفسكم بهذه الأيام، ألا ينبغي أن يترك فيكم هذا البطل الخالد شيئًا؟ ألا ينبغي على الأقل أن تهدموا ترسانتكم الخطابية التي فرقت الناس؟ أتمنى ألا نعود ونقرأ الجواب في العنوان.
https://telegram.me/buratha