نعيم الهاشمي الخفاجي ||
لم يتغير أي شيء منذ 11 سبتمبر (أيلول) 2001، من نفذ الغزوة اتباع الدين الوهابي الذي صنعته بريطانيا الاستعمارية، تصوروا من بين ١٩ إرهابيي منفذي الغزوة منهم ١٧ ارهابي يحمل الجنسية السعودية، نعم لم يغير أي شيء، لازالت دول الغرب تعتبر الوهابية دول اعتدال وأفضل نموذج ديمقراطي يحكم دول الخليج وبقية الدول العربية والإسلامية، لا تزال آثار هذه الجريمة التي نفذها الوهابيون من خلال تنظيم القاعدة يتحدثون عن أحداث الجريمة، من خلال بعض الناجون من تلك الجريمة القبيحة الظلامية، كان ثمن غزوة سبتمبر اجتاحت أمريكا أفغانستان، وأسقطت نظام «طالبان»، ثم أكملت الطريق نحو بغداد، واقتلعت نظام صدام حسين الجرذ والذي هو اساسا كان ساقط منذ عام ١٩٩١ لكن رشاوي ملك السعودية فهد إلى بوش الأب حسب ما ذكره نورمان شوارزكوف قائد عملية عاصفة الصحراء حيث قال أخطأ الرئيس بوش بأخذ مشورة الملك السعودي فهد لعدم دعم الانتفاضة العراقية وإسقاط نظام صدام.
بغض النظر بما حدث، طبيعة البشرية الظلم لم يدوم، إجرام طالبان وصدام لا يدوم وتهيأت الظروف إلى إسقاط طالبان وصدام الجرذ، ويحاول الإعلام البدوي الطائفي تصوير عملية إسقاط طالبان وصدام الجرذ نجاح إلى إيران، الشعب الأمريكي وشعوب أوروبا يعلمون علم اليقين كل العمليات الإرهابية ذات الطابع الإسلامي من تنفيذ الوهابية بشكل خاص، صراع الغرب مع إيران صراع سياسي يدور حول إسرائيل بسبب دعم إيران لقضية الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى وبشكل خاص محور الخلاف يكمن في قضية دعم إيران للفلسطينيبن، ولو تتوقف إيران عن دعم الشعب الفلسطيني تصمت الأبواق الوهابية المأجورة التي تشتم الشيعة وتحرض ضدهم ليل نهار.
ماحدث في احداث سبتمبر هذا الفعل لابد أن يكون مقابله رد فعل ايسره غزو افغانستان والعراق، يحاول الاعلام الوهابي ابراز أن النخب الشيعية الموجودة بالغرب وفي واشنطن، مثل، كنعان مكية، وفؤاد عجمي، والسياسي العراقي أحمد الجلبي، كان لهم دور في إسقاط طالبان وصدام،وإيجاد تحالف أميركي مع شيعة الشرق الأوسط أفضل من التحالف مع سنته، هذه أكاذيب لا اصل لها، القوات الأمريكية وحلف الناتو شن الحرب ضد أفغانستان والعراق من داخل القواعد العسكرية الأمريكية من دول الخليج، ولم تنطلق قوات عسكرية أمريكية إلى احتلال أفغانستان والعراق من الاراضي الايرانية، نعم المثل العربي يقول مصائب قوم عند قوم فوائد، الإمام علي ع لديه قول يقول اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب، لو أن قاد شيعة العراق من الأحزاب الإسلامية استفادوا من التغير لكان ولازال بإمكانهم دعم ساسة يعتزون بهويتهم الشيعية وينتهجون نهج ليبرالي كان ممكن يكون وضع الشيعة بالعراق والخليج ممتاز وجيد، ورأي المرجعية الشيعية العليا مع إقامة دولة مدنية وليست دينية، لكن ابتلينا بقادة أحزاب يرفعون شعارات وهم متشرذمون لم تجمعهم كل المصائب وجرائم الابادة التي تعرض لها ابناء المكون الشيعي العراقي، قدمنا مئات آلاف الشهداء ولاتعرف هل ساسة الأحزاب الشيعية العراقية لديهم مشروع حقيقي يستحق كل هذه التضحيات، بل حتى مناسباتنا الدينية ومنها احياء استشهاد الإمام الحسين ع هذه المناسبة العظيمة لم تجمع ساسة الأحزاب الإسلامية العراقية الشيعية، انا لست متحزب إسلامي بل اكره وابغض كل متحزب عديم ضمير وفاقد للانسانية، بل هناك حقيقة أن نفط الشرق الأوسط تختزنه «جغرافيا شيعية» في الغالب، بل بعد إسقاط نظام صدام الجرذ مباشرة ملك البحرين استضاف مؤتمر التقارب السني الشيعي وملك السعودية عبدالله اطلق مبادرة الحوار الوطني مع الشيعة لكن بسبب وصول فئات شيعية عراقية رفعت سلاح مقاومة بدون وجود مشروع سياسي جامع للاحزاب الإسلامية الشيعية مع بعض، هناك تهور واضح، نحن مع طرد المحتل لكن ألا أن يجتمع ساسة شيعة العراق من تيار صدري واحزاب ومرجعيات دينية وعشائرية في الاتفاق على مشروع وتوحيد الخطاب والكلمة ورص الصفوف والاستفادة من التغير ووضع ضوابط لعدم تكرار عودة الحكم الطائفي مرة اخرى، ابتلينا بساسة فاقدين للأخلاق والإنسانية والكرامة بحيث وصل الحال الآن صراع مسلح مابين التيار الصدري واحزاب الإطار، النتيجة المشاريع الأمريكية باتت تدعم فلول البعث مستغلين تشرذم احزاب المكون الشيعي العراقي، لننظر كيف أمريكا سلمت الشعب الافغاني لطالبان مرة ثانية بدون اي وازع أخلاقي وانساني، الحقيقة مقاومة السيد مقتدى الصدر وإن كانت جيدة لكنها اربكت الشارع الشيعي العراقي بسبب وقوف قادة من حزب الدعوة ضد السيد مقتدى الصدر، النتيجة بسبب صراعات ساسة المكون الشيعي العراقي انقلب ذلك عكسيا على شيعة البحرين والسعودية وتعرضوا إلى ابشع طرق الاضطهاد والتعذيب والقتل والاقصاء، بل تم غض النظر عن فتاوى تكفير الشيعة التي أصدرها ٥٥ شيخ وهابي سعودي، رغم هلاك آلاف الانتحاريين السعودية في استهداف التجمعات المدنية الشيعية العراقية لكن الإعلام
البدوي ليل نهار إيران ايران، الجيوش الأمريكية والأطلسية دخلت العراق من الكويت والسعودية والأردن وقواعد قطر والإمارات والبحرين ليل نهار الطيران الأمريكي البريطاني يقصف العراق من القواعد الأمريكية بدول الخليج الآنفة الذكر، الإعلام البدوي يردد كذبة أمريكا احتلت العراق وفغانستان من ايران، أو القول تعاون إيران برئاسة محمد خاتمي، كان تعاون ميداني وسياسي، مع واشنطن في حربي أفغانستان والعراق، هههه شر البلية مايضحك القوات الأمريكية انطلقت من القواعد العسكرية الخليجية والقوات البرية غزت العراق من الكويت والسعودية والأردن بل رامسفلد هدد إيران بعدم السماح لدخول قوات بدر التابعة لفصيل المجلس الأعلى أحد أحزاب المعارضة العراقية السابقة للدخول إلى العراق، الأرشيف لخطاب جورج دبليو بوش، مطلع عام 2002، وصف إيران في محور الشر فعن اي تعاون يتحدث هؤلاء الكذابون، الغزو الأمريكي أسقط عدوين مشتركين لواشنطن وطهران، هما «طالبان» وصدام الجرذ، نعم هذا صحيح لكن لا يوجد تعاون ما بين واشنطن وطهران.
المملكة السعودية كانت ولازالت ترعى وتنشر الفكر الوهابي لحد يوم أمس صرفت مبلغ مائة مليون دولار لعمل فيلم إلى مؤسس الفكر الوهابي الاجرامي عدو الله ورسوله الكريم محمد ص معاوية بن أبي سفيان.
شيء طبيعي السعودية بسبب فكرها الوهابية تتحمل المسؤولية المباشرة عن جريمة 11 سبتمبر، قبل أحداث سبتمبر بشهر نفذت القاعدة عملية اغتيال احمد مسعود شاه لذلك القاعدة كانت تعمل عمليات بمناطق شاسعة بالعالم ومن نفذ عملية اغتيال مسعود شاه إرهابي وهابي يحمل جنسية ألمانية، بعد احتلال أمريكا لأفغانستان هرب الكثير من الإرهابيين واعتقلتهم إيران لكن تنظيم القاعدة خطف دبلوماسيين إيرانيين للتفاوض في عملية تبادل وهذا ماحدث، مخطئ من يعتقد أن التنظيمات القاعدية الداعشية جهلة هؤلاء محترفين في الإجرام واذكياء دربتهم مخابرات دولية.
هناك حقيقة مؤلمة ليس جديدا على العربان فهم كاذبون بمنتهى الصدق، ولديهم الغش بضمير فاقد للإنسانية والشرف، ويعتبرون البهتان أمانة أخلاقية بنقل الخبر، أما الخيانة عمل جهادي والإخلاص للضحية المغدور، يفتحون خزائنهم ويسلمون أعراضهم وشرفهم إلى الأعداء، ويقتلون أبناء قوميتهم لأسباب مذهبية بطريقة وحشية يعتبرونها حسب ما هم يفهمون ذلك انها طريقة إنسانية مبنية على قطع الرؤوس وسلخ الجلود، يعتبرون تدمير البلدان العربية الرافضة للانبطاح لصالح قوى الاستعمار عمل وطني.
في الختام لدى اتباع الثقافة البدوية الوهابية الصحراوية مناعة قوية برفض تقبل العلم والمعرفة وقبول الرأي والرأي الآخر.
يبقى الشيء المؤلم جربنا حكم الأحزاب الإسلامية العراقية الشيعية طيلة ال ٢٠سنة الماضية حكموا بعقلية ناس معارضين وليس برجال اقوياء تدعمهم حشود مليونية حسينية مضحية، اوصلوا فلول البعث إلى الوزارات والمناصب وميزانية الدولة منحت كل رؤوس الإرهاب من ضباط وجنود صدام الامنية والمخابرلتية وحرسه الجمهوري والخاص والامن رواتب تقاعدية انفجارية لتمويلهم وبنفس الوقت هؤلاء يتزعمون عصابات القاعدة وداعش يقتلون ويفخخون، نعم السنة مكون عراقي ويجي دعم القوى السنية الرافضة إلى صدام والبعث، لكن الجماعة اعادوا الموالين لصدام الجرذ إلى الدفاع والداخلية ولدى وزارة الداخلية العراقية ولدى نوري المالكي اطنان من الوثائق التي تثبت تورط قادة فرق وضباط كبار من ابناء المكون السني مع المجاميع الإرهابية بشكل واضح وجلي، اعترافات كثيرة، تم اعتقال عصابات بعثية مخصصة تغتال الطيارين والعلماء والأطباء ونفسه عدنان الأسدي قال لي ذلك بل وذات مرة تكلم ذلك عبر محطة تلفزيونية، في الختام مرجعية النجف مع دولة مدنية وليست دولة دينية ألا من الأولى يقوم ساسة أحزاب شيعة العراق ومرجعياتهم الدينية والعشائرية الاجتماع والاتفاق على مشروع سياسي جامع واختيار نظام حكم جديد يضمن حقوق الشيعة والسنة والاكراد بشكل عادل وننهي الصراعات القومية والمذهبية التي حطمت بلدنا منذ ولادة العراق الحديث عام ١٩٢١، أحداث سبتمبر علينا نستذكرها وننظر كيف أمريكا سلمت أفغانستان إلى طالبان مرة ثانية، للعلم أمريكا كادت تسلم الوضع للقوى الطائفية في مؤامرة تسليم الموصل وتكريت إلى داعش لكن فتوى الجهاد الكفاىي التي أصدرها السيد علي السيستاني أعزه الله هي التي افشلت مؤامرة انقلاب تسليم الموصل وتكريت والرمادي لداعش، كانت محاولة انقلاب ناجحة بحيث كل مخازن الأسلحة وقعت في أيادي القوى الارهابية، السيد حاكم الزاملي كان رئيس إلى لجنة الدفاع في البرلمان يقول ذهبنا إلى الامريكان لطلب سلاح قالوا لنا عام ٢٠٢٠ نسلمكم السلاح، إيران فتحت حدودها ومدت الحكومة العراقية بالسلاح والتمويل من مياه وطعام للقوات العراقية التي لبت نداء فتوى الجهاد الكفائي، كل هذا ويأتي الكثير من المهتوكين لرفع شعارات معادية إلى إيران وداعمة للقوى التي دعمت ولازالت تدعم الإرهاب الموجه إلى إقصاء شيعة العراق من الحكم بشكل خاص.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/9/2022
https://telegram.me/buratha