المقالات

شركاء المغنم فرقاء في المغرم

1166 2022-09-13

ماجد الشويلي ||

 

مركز افق للدراسات والتحليل السياسي

 

مرة اخرى يتمكن المكون الشيعي متمثلاً هذه المرة بالإطار التنسيقي من حفظ النظام السياسي الحالي ، وكالعادة بعد تضحيات جسيمة وكبيرة ، وكان آخر ما تمكن منه هو الإصرار على إمضاء الآليات الدستورية والقانونية في تشكيل الحكومة ، واعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الخانقة التي عصفت بالبلد.

وبالفعل فقد أقرت القوى السنية والكوردية  بصوابية رؤية الاطار التنسيقي باعتماد السياقات الدستورية لحل الأزمة والذهاب الى تشكيل حكومة

كاملة الصلاحيات ليصار بعدها الى التفكير بإجراء الانتخابات والتعديلات الأخرى إن تم التوافق عليها لاحقاً.

ولكن من حقنا أن نتسائل الى متى يبقى على القوى الشيعية والمكون الشيعي على المستوى الجغرافي والشعبي يتحمل مغارم الحفاظ على العملية السياسية ويعض عليها بنواجذه

ويدفع لأجل حمايتها أثماناً باهضة وحده  دون أن تكلف القوى الكوردية والسنية نفسها عناء التصدي لتحمل مسؤولية استقرار البلد؟!

وهنا نورد بعض الملاحظات على النحو الآتي:-

أولاً:- أن القوى الكوردية والسنية كانا في التحالف الثلاثي مع توجه التيار الصدري الذي غادر الإجماع الشيعي وأصر على تشكيل حكومة أغلبية . ولكن بعد تعذر حصول التيار على مبتغاه وبدأ يطالب بحل البرلمان وتغيير العملية السياسية ظل المكونان متمسكان بالتحالف الثلاثي وتركا الإطار التنسيقي وحده في مواجهة ضغوطات التيار بما استلزم ذلك من تداعيات خطيرة كادت تتسبب باقتتال شيعي شيعي على نطاق واسع.

ثانياً:- لم نجد من القوى السنية والكوردية أي حرص على تثبيت قواعد الدستور فيما يتعلق بالاستحقاق الحكومي في الوقت الذي كان فيه الإطار متمسكا وبشدة بالآليات الدستورية

ثالثاً:- مؤخرا نجح الإطار التنسيقي في تغيير قناعات القوى السنية والكوردية في تبني رؤيته لتسيير العملية السياسية ولو أنها ليست بشكل كامل إلا أنها بالنتيجة تعد نجاحاً مهما وسواء كان ذلك بتأثيرات الملفات الخارجية كتأثير الملف النووي الإيراني أوالتقارب بين السعودية وإيران أو بتأثيرات تداعيات

اقتحام المنطقة الخضراء من قبل التيار الصدري

رابعاً:- الآن كيف يمكن للإطار التنسيقي  أن يلزم الشركاء السياسيين من المكونات الأخرى بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه العملية السياسية وأن لايقتصر دورهم على اقتطاف ثمرتها والتحول من المتفرج على مايجري بين الفرقاء الشيعة الى عامل فاعل للاسهام في ترجيح كفة المسار الدستورية والمنطقية بشكل دائم.

فمن الواضح أن القوى السنية والشيعية

كما أنها تنتفع من المناكفات والتقاطعات السياسية في البيت الشيعي فإنها أيضا تتضرر على المستوى البعيد فيما لو انهارت العملية السياسية وسادت الفوضى ولو في البيت الشيعي وحده.

هذه المحصلة وان بدا وكأنهم قد ادركوها وهو ما دفعهم لاتخاذ موقفهم الاخير من الازمة السياسية الا أنه لاتوجد ضمانات لجعله ثابت  من ثوابت مبدأيتهم السياسية بلحاظ مايتوخونه من مصالح ومايتعرضون له من ضغوطات خارجية

لكن وبغض النظر عن كل ذلك لابد من تحديد هذا المطلب بحزم ووضوح وقوة

خامسا :- الطريق الآخر لالزام القوى الكوردية والسنية أن يكونوا شركاء المغنم والمغرم  على حد سواء في العملية السياسية هي أن يعمد الإطار الشيعي الى تضمين اي تعديلات دستورية أو قانونية  مستقبلا ما يلزم الاطراف جميعاً بالوقوف بوجه المساعي التي من شأنها تهديد العملية السياسية

سادسا:- اعتقد أن الاجماع الوطني مرهون بمدى عمق الاجماع الشيعي وهو الامر الذي يفرض على الاطار الشيعي أن يبلور كيانه بنحو أعمق وأقوى

والا فمن غير المنطقي أن يتم انجاز الاجماع الوطني من دون التئام البيت الشيعي الاكبر ولو بحدود الاطار التنسيقي الحالي

ولكن كما قلنا بنحو أفضل

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك