المقالات

تفاهمات بايدن غير متكافئة


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||   شيء طبيعي تحضى  زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لمدينة جدة، في تغطية اعلامية كبيرة، لم تأتي بجديد، فهي لم تكن زيارة مابين رئيس دولة كبرى إلى دولة ذات سيادة ولها قرار سياسي مستقل، إنها كانت زيارة لدولة كبرى إلى أحدى ممتلكاتها وقد أجاد الرئيس السابق ترامب عندما اوصف السعودية بالبقرة الحلوب الكبيرة ما أن يجف لبنها يقوم بذبحها. الإعلام البدوي الخليجي يحاول وصف الزيارة في التاريخية والمهمة، سبق إلى الرئيس ترامب أن توعد بمعاقبة السعودية بسبب الفكر الوهابي المسؤول عن غزوة الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ لكن عندما وصل الى البيت الابيض جعل السعودية محطته الأولى في زياراته الخارجية وقام بحلبهم حلب ممتاز وبالعلن وليس بالسر، حصل على ٧٥٠ مليار دولار من خلال توقيع اتفاقيات، أيضا الإعلام الخليجي تفائل للزيارة، سبقهم أيضا الرئيس باراك حسين أوباما أيضا زار السعودية وحلبهم حلب بطريقة لاتقل عن الحلابيين الاخرين، لكن للحق أن المستر ترامب يبقى الحلاب الأول المميز مابين الرؤساء الامريكان للسعودية، حلبهم بالعلن وليس بالخفاء، وسخر من ملكهم أمام انصاره وسط هتافات جماهير ترامب الغفيرة، قالها هؤلاء لايملكون سوى النقود وعليهم دفعها إلينا. المتابع إلى صور زيارات الرؤساء الامريكان للسعودية فهي زيارات متكررة، كل رئيس أمريكي لابد أن يزور السعودية لأخذ الأموال من خلال توقيع اتفاقيات معينة، ألبوم الصور تجد الملك عبد الله بن عبد العزيز، مع الرئيس الأسبق، جورج بوش الإبن، وتجد صور الملك فهد مع كلينتون ومع بوش الأب، وايضا الزيارات كانت تحضى في  حديث وسائل الإعلام.  الزيارة كانت مخصصة إلى الحلب بالدرجة الأولى مضاف لذلك السعودي. جمعت رؤساء لدول عربية كبيرة  إلى القمة السياسية التي شارك فيها قادة مجلس التعاون مع مصر، والأردن، والعراق، وبحضور بايدن. فإنَّ ما صدربشكل  رسمي لما يأتي بجديد، ولم يشكل تطوراً مهماً في العلاقات والتعاون، لأن العلاقة مابين السعودية وامريكا علاقة تبعية وليست علاقة الند بالند، ولايوجد شيء اسمه . في عودة الولايات المتحدة إلى التعاون العسكري مع السعودية، أصلا لولا الدعم العسكري السعودي لما استطاعت السعودية إطالة الحرب ضد اليمن، بل الحرب كانت في أوامر أمريكية والدليل خبر اعلان الحرب اذاعه سفير السعودية في واشنطن بوقتها ابن الجبير، إيقاف الحرب الان كان نتيجة طبيعية إلى الحرب مابين الناتو وروسيا في اوكرانيا، وتهديد المسيرات اليمنية إلى محطات ضخ البترول في السعودية،  لايمكن القول إنَّ الولايات المتحدة عادت  إلى العلاقة الاستراتيجية مع الرياض، العلاقة هي موجودة ولايوجد شيء اسمه أن العلاقة قد  تراجعت ووصلت  الجمود، أمريكا أصبحت دولة مصدرة  للبترول والغاز منذ رئاسة الرئيس الأسبق باراك أوباما، لذلك انتهت أهمية الطاقة السعودية لامريكا لذلك تم  الاستغناء عن النفط السعودي والخليجس وكذلك من بقية بترول الدول العربية، طيلة عقود من الزمان لم نسمع بوجود جزيرة سعودية تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب عام ١٩٦٧ لكن قبل عدة سنوات تم الإعلان بوجود جزيرة في مضيق تيران إلى السعودية، لايوجد شيء مهم في زيارة بايدن الأخيرة وتم التركيز في اجتماع  محمد بن سلمان وبايدن، على القول التوصل إلى  اتفاق مابين بن سلمان وبايدن  على أن تغادر القوة الأميركية وبقية قوات حفظ السلام والمراقبين من جزيرة تيران السعودية، التي تقع في فم خليج العقبة، بحلول نهاية العام. وكالعادة الرياض تريد تحويل الجزيرة من قاعدة عسكرية  إسرائيلية إلى جزيرة تحمل عنوان اقتصادي أو سياحي، تكمن الزيارة بيع السعودية اسلحة باتت فاقدة الأهمية مثل الأسلحة التقليدية العادية  وأنظمة دفاعية لمواجهة بعبع الدرونز والصواريخ الباليستية المحلية الصنع اليمنية،  أمريكا تريد وجود فرقة مشتركة في البحر الأحمر، وأخرى مشتركة في خليج عمان وشمال بحر العرب لحماية إسرائيل من وصول أسلحة عن طريق البحر إلى غزة، رغم وجود الأسطول الخامس الأميركي، لكن يمكن الاستفادة من القوات البحرية السعودية لحماية أمن إسرائيل.   الاتفاقيات التي وقعت الغاية أخذ مئات المليارات السعودية فهي تتم من خلال بيع الأسلحة أو تشكيل قوات المراقبة البحرية أو بيع منظومات دفاع جوي ……..الخ  ايضا في اسم الأمن السرياني  تم توقيع اتفاقية الهيئة الوطنية للأمن السيبراني السعودية مع «إف بي آي» ووكالة الأمن السيبراني الأميركية مخصصة لحلب عشرات مليارات الدولارات السعودية. زيارة بايدن تكللت بالنجاح حيث تم أخذ مئات مليارات الدولارات السعودية لشركات بيع الأسلحة أو شركات تقنية  الجانب الأميركي وقَّع مذكرة تفاهم على التعاون في ربط شركات التكنولوجيا السعودية والأميركية بنشر الجيلين الخامس والسادس، تم توقيع الكثير من  والاتفاقيات الأخرى في مجالات الحلب المبرح في اسم  التعاون التجاري والاستثماري والصحي والقانوني….الخ طريقة الاستعمار الحديث توقيع اتفاقيات مع حكومات تعمل لصالح المستعمر بظل وجود حكومة ودولة بالظاهر شكلها مستقل وذات سيادة.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 18/7/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك